الدولة السودانية من المهدية الأولي إلى المهدية الثانية

الدولة السودانية من المهدية الأولي إلى المهدية الثانية
خالد يس
[email][email protected][/email]
ان اختلاف الدولة السودانية يكمن في اختلاف تركيبها الجيني وتحولاتها الاجتماعية التاريخية فحقيقة الدولة السودانية أو المجتمع السوداني في تركيبه وتحولاته الاجتماعية لا يشابه أي من المجتمعات التي حوله. فمحاولة بلورة الشخصية السودانية على المستوى التاريخي التحولات الاجتماعية والتماذج الجيني بين مختلف الكيانات داخل السودان هو ما أدي إلى ولادة الشخصية السودانية ولكن الزئبقية، فهي موجودة ومحسوسة للكل السوداني والأخر الذي يعترف بتفرد تلك الشخصية ولكنها رغم ذلك غير محددة الملامح من منظور فكري، فمع وجود مجتمع التحولات (مجتمع الوسط) الذي كان من المفترض ان يسير بموازاة الرؤية الفكرية لإنتاج الشخصية السودانية ولكن نسبة لسيطرة الاخر على مراحل التدوين عند الثقافة السودانية والآخر هنا نعني به الآخر العربي والآخر الغربي، وكذلك لعدم تمكن تلك الشخصية من الاستفادة من الاخر الإقليمي في تحولاته وذلك لعدم وجود تشابه بين المجتمع السوداني والمجتمع الأخرى وبالتالي اختلاف التحولات والشخصية عن باقي المجتمعات الإقليمية، وكذلك عدم وجود كلية تربط الشخصية السودانية بذاتها على المستوى الفكري ادي إلى انعدام تاريخها وعدم وجود تراكم على المستوى الفكري يسير مع المجتمع وتحولاته من مرحلة إلى أخرى.
ان تاريخ المجتمعات السودانية ضارب في القدم وكذلك ممالكه، ولكن السودان بمفهوم الدولة الحديثة كانت بدايته الحقيقية مع الدولة المهدية، فكل الممالك التي كانت قبل الدولة المهدية ممالك ذات حدود لا تمثل الكل السوداني فحتى ما عرف بالدولة السنارية أو مملكة سنار فهي لم تقم على كل الحدود السودانية المعروفة التي قامت علية الدولة المهدية فكانت اجزاء كثيرة من السودان الحديث لا تدخل ضمن الدولة السنارية. وقد حاولت الدولة المهدية استيعاب مفهوم الدولة عند الثقافة الغربية ولكن وفق قيم التدوين العربي وقد كان ذلك يعني ضياع التدوين السوداني الفكري الذي يقوم على الثقافة السودانية المتفردة ويخضع الاخر العربي والغربي لقيم تلك الثقافة. وعندما طرحت الدولة المهدية نفسها كمعبر عن الكل السوداني بناء على جغرافيته الحديثة قبل انفصال دولة جنوب السودان لم تستطع ان تتجاوز الترميز المجتمعي وهي تحاول ان تتمثل مفهوم الدولة فلجأت إلى الرؤية العربية باعتبارها تمثل الواقع وليس جزء من الواقع وهو ما خلق الأزمة التي امتدت إلى الان. فالإسلام الذي صدرته الثقافة العربية عبارة عن إسلام ثقافي (فليس هنالك اختلاف عندنا بان كل الرسالات الإرشادية قد تم اعادة استيعابها من قبل المجتمعات وبالتالي أصبحت رسالات ثقافية إذا كان الإسلام اليهودي أو الإسلام المسيحي أو الإسلام المحمدي، فللبحث عن الرسالة الإرشادية نحتاج إلى حفريات حقيقية توضح ان القيم والامثال وغيرها داخل الرسالة الإرشادية عبارة عن قيم تاريخية ولكن دلالتها هي الرسالة. ومن الإسلام الثقافي العربي نشات ازمة الدولة السودانية التي بدات مع الدولة المهدية التي لم تسعي إلى استيعاب الفارق بين القيمة والارشاد، وهو ما استوعبه الإسلام السياسي بان الإسلام عبارة قيم تعطي للناس فان لم ياخذوها فوجب فرضها عليهم. فحتى عند التحاق الجنوبيين في ذلك الوقت بالثورة المهدية لم تجتهد إلى بحث وجودهم داخل شروط الدولة الحديثة وقوانين المساواة رغم اختلافهم مع مشروع الدولة القائم على الإسلام السلوكي.
وقد مثلت فترة الاستعمار فترة لمراجعة النخب وتحديدا المهدية لرؤيتها التي أدخلتها في صراعات لا أول لها ولا اخر مع جميع المجتمعات. ولا تمثل تلك الصراعات التي دخلت فيها المهدية أو الصراعات التي قامت بين جمعية اللواء الأبيض والطائفية بعد ذلك الا نتيجة للقصور الذي لازم النخب في إخضاع الجين العربي لشروط الثقافة السودانية والخروج برؤية سودانية تعبر عن الكل، فقد نتج من دخول الجين العربي داخل السودان استصحابه للمحمول التدويني العربي الذي لم يجد عناء في جذب النخب لذلك التدوين أو جذب المجتمعات وذلك لعدم وجود تدوين سوداني يستفيد من التدوين العربي دون ان يتقمصه وذلك لان واقع إنتاج التدويني العربي والتحولات العربية في الجزيرة العربية يختلف عن الواقع السوداني والتحولات للمجتمع والثقافة السودانية، ورغم سعي المجتمع إلى هضم ذلك الجين داخل الكل الثقافي السوداني إلا ان النخب كانت تقف عائق نتيجة لعدم تدوين إعادة الاستيعاب التي تمثلت في سلوك مجتمعي سوداني يختلف عن السلوك الممارس داخل الجزيرة العربية نتيجة لاختلاف التحولات وإعادة الاستيعاب، ولكن مثلت النخب التي حاولت استيعاب الثقافة السودانية من خلال مسمي العروبة أو الإسلام أو النخب الأخرى التي لجأت إلى الثقافة الغربية عندما رات قصور الرؤية العربية عن استيعاب الواقع السوداني وجاءت تحت مسميات الماركسية أو الحداثة والديمقراطية والعلمانية اكبر عائق للتحولات وإعادة الاستيعاب داخل الثقافة السودانية.
بعد الاستعمار لم يظهر أي اثر لنخب تحمل الهم التدويني السوداني رغم ظهور مدارس الغابة والصحراء التي حاولت النخب من خلالها توليف مفاهيم الآخر ولكن دون بحث اركولجي يوازن بين الأساس الفلسفي للبيئة السودانية والتحولات الاجتماعية وبين تلك المفاهيم فقد خضعت النخب لتلك المفاهيم كما هي فلم يكن هنالك نقد للرؤية العربية الإسلامية أو الرؤية الغربية فنجد من يتحدث عن الإسلام هو الحل واخر عن الديمقراطية هي الحل، وأصبحت السياسة تدور حول تلك الرؤي التي تادلجت حول ذاتها واصبحت في وادي والمجتمع في وادي اخر، وبالتالي تحولت إلى عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. فبدلا ان تكون السياسة خادمة للمجتمع اصبح المجتمع خادم للسياسة ولرؤي النخب التي حاولت ان تستوعب الثقافة السودانية داخل رؤيتها التي لا تنتمي إلى الواقع، فدفع المجتمع ثمن هروب النخب من دورها الحقيقي في إخضاع المجتمع للتشريح والخروج برؤية من داخله حتى يستطيع ان يمارس انسانيته بناء على كلية حقيقية تفتح المجال لتحولات اجتماعية حقيقية فيكون لمجتمع التحولات (مجتمع الوسط) دوره الحقيقي في قيادة المجتمعات السودانية نحو الثقافة السودانية.
ومن هنا فنحن نري ان كل الفترة السابقة من المهدية حتى الانقاذ عبارة عن مرحلة واحدة فكل ما حاولت الثقافة السودانية الظهور يتم قهرها بالرؤية العربية والقيم العربية التي تأتي داخل التعليب الاسلامي، فحتي النخب الديمقراطية لم تسعي إلى اعادة استيعاب المفهوم وفق القيم السودانية ولذلك كانت الديمقراطية مفهوم ضبابي في ذهنية المجتمعات. فقد استطاعت النخب الإسلامية التفوق نسبة لارتكازها على مطابقة بين القيم والمفاهيم حتى ولو كانت تاريخية عكس النخب الديمقراطية التي لم تجتهد في تحويل مشروع الديمقراطية إلى قيم ثقافية. وكل ذلك يجعلنا نفتح صفحة المهدية الثانية بتدوين سوداني فالمهدية الثانية ليست مهدية دينية ولكن مهدية سودانية.
ومن هنا على النخب الصاعدة ان تفصل ذاتها عن ما هو سياسي حتى تستطيع ان تكون رؤيتها التي ترتكز فيها على المجتمع السوداني والثقافة السودانية، فالإنسانية يجب ان تنبني على الإنسان السوداني وليس على الرؤية حتى تخرج المفاهيم معبرة عن الواقع، فالسودانوية هي استيعاب لكل ما هو سوداني ومن هو سوداني، ورغم ظهور المصطلح في الثمانينيات الا انه لم يجد حظه من خلال تاطيره كبعد فلسفي للواقع. فالسودانوية هي واقع ولكن كفلسفة تنبني الرؤية على التحولات الاجتماعية (في مقابل التطور الاجتماعي) التي تقوم على الوحدة العضوية للوجود والإله المتعالي (في مقابل الإله السيد) والرسالات الإرشادية للإله (في مقابل الرسالات القيمية).
فعلاً اشياء مكررة ولاجديد ــ فكرة الحرب الجهادية ضدالجنوب ، مأخوزة من المهدية في حربهم ضد الامبراطرية العثمانية العظمى حيث كانت حرب بلا هدف ـــ فكرة انقلاب الترابي على نسيبة الصادق ماخوزة من فكرة الشيوعية بالكربون ــ عندما دبروا انقلابهم ولم يظهروا في الواجهة وقاموا باختيار ضابط اضينة ـ الا ان الضابط الاضينة حسب زعمهم {النميري} اطاح بهم واعدمهم ــ التاريخ يعيد نفسة بالكربون ـــ اعتقد ان المهدي اول من بدأ تجارة الدين حيث وصف العثمانيين بانهم كفرة وهي كانت خدعة ليلتف حولة السودانيون ــ هل حقاً دخول العثمانيين للسودان كان من اجل العبيد ؟؟؟ ان اول مدرسة تم بناؤها في السودان كانت على يد الاتراك بالاضافة لادخال زراعة القطن وبناء مدينة سواكن والعديد من المشاريع التنموية ــ المهدية لم تبني او تؤسس مشروعاً واحدا في السودان ــ الصادق المهدي الحفيد لم يقدم شئ يزكر للسودان والترابي اللزي تمثل افكارة امتداد للثورة المهدية لم يقدم شئ يزكر سوى انة مرمط سمعة السودان عالمياً ــ كنت اتمنى ان يزهب مثقفيننا الى تركيا للبحث والتنقيب في الوثائق التركية لكشف زيف وكزبة انهم اتوا السودان من اجل العبيد
لقد قامت الدولة المهدية من منظور دينى صوفى والتهمت الدولة المهدية تصور الدولة الحديثة وان كان الاتراك هم من كانوا على سدة السلطة – ان سنوات المهدية وخاصة بعد ان تولى الخليفة مقاليد الامور بعد وفاة المهدى كانت خربا للسودان حيث اصبحت القبلية اساس حكم الخليفة والانيان بقبيلته لمحاربة بقية الذين وقفوا مع الثورة و خوفا على ملكه- ما قام به خليفة المهدى يجب ان توثق من منظور سودانى حيث ان التخطى للفترة فيه جناية على تاريخنا – فمهوم الدولة السودانية مترامية الاطراف ادى فى ما ادى حكم قبائل بعينها من المركز وتهميش بقية اقاليم السودان ، وقد آن الاوان لفصل حكم المركز والذى بداء بامدرمان ابان تولى الخليفة للسلطة او بناء مدينة الخرطوم من المستعمر بعد دحر الثوار فى كررى
وجب علينا التفكير جديا فى بناء دولة قوية ومحو مركزية الخرطوم من اذهان ابنائنا واحفادنا حيث ظلت هذه المدينة عقبة فى نمو البلاد بتحكمها فى امور الدولة منذ ان وطاء الاستعمار ارض السودان – فمثلا لما لاتكون عاصمة البلاد من المدن الشرقية او الغربية – فمدينة الابيض مثلا مدينة على مشارف اكثر الولايات بشريا عدديا وانها كذلك فى اواسط ولايتى كردفان ودارفور والنيل الازرق
ام لازال قبائل النيل تفكر كما كان يفكر الخليفة من استحواز قبائلهم على كل شى فى عاصمتهم امدرمان او عاصمة المستعمر الخرطوم ووقدقاموا بتهميش بقية قبائل السودان مما حاق بالسودان واهله من مجاعة وفقر ودمار – ان الممتبع لمجاعة سنة 6 (1306ه) واهواله عليه ان ينظر مااصبحنا عليه اليوم وبعد اكثر من قرن من الدولة المهدية وحكامها الذين باعوا للناس دين دنيوى
ارجو ان لا يؤخذ تعليقى من وجهة عنصرية لاننى انتمى الى القبائل النيلية
السودان منذ المهدية وحتى الآن عبارة عن دولة اقطاعية ( يتبادل حكمه أسر معينة
ويتحالفون مع التجار لاستدامة حكمهم ) ..