مقالات وآراء سياسية

فضيحة اعلامية!

زهير السراج

* من المؤسف أن يغيب التلفزيون السوداني وكل القنوات السودانية الأخرى عن أحداث تمرد هيئة العمليات بجهاز الأمن، ويضطر المواطن لمتابعة أخبار واحداث بلده على التلفزيونات الاجنبية، تنقلها كل واحدة بمزاجها وحسب أجندتها وهواها وأهدافها الخفية، وتنتهز قناة (الجزيرة) لسان حال التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الفرصة كعادتها لتستفز مشاعر الشعب السوداني باستضافة أنصار وأمنجية النظام البائد تحت مسمى (محلل سياسي) و(خبير استراتيجي)، ليختلقوا الاحداث ويلقوا بالأكاذيب التي تخدم نفس الغرض الدنيء الذي يسعى إليه الفلول والزواحف وانصار النظام البائد وكتائب ظله وهيئة عملياته وتجاره وسماسرته وعلماء حيضه، كلٌ بطريقته وأدواته ووسائله، سواء العسكرية او المدنية او الدينية او الاقتصادية لتزلق البلاد في الفوضى كما يشتهون، بينما التلفزيون السوداني وبقية القنوات السودانية واجهزة الاعلام الحكومية نائمة في عسل الكسل والفشل والخيبة، وكريمات التبييض والتفتيح والحذلقة الكلامية وتعطيش الجيم وتعليق الشعب على مشانق الحسرة والألم والغيظ وأكاذيب الفلول على قنوات اخوان الشياطين !!

* ولقد كان من المؤلم والمحزن ان يشاهد الشعب السوداني كبار مسؤولي التلفزيون السوداني، بعد أن أغلقوه بالضبة والمفتاح، معلقين على الأحداث، لا يدري احد لماذا وعن ماذا يبحثون .. المال أم الأضواء، أم انها استهانة بتلفزيون السودان الذي لا يرقى لمستوى طموحاتهم وتطلعاتهم، فأغلقوه بكل جرأة واستهتار ليتفرغوا للف والدوران على قنوات الاغراب، بينما كان الضمير المهني والواجب الوطني والمسؤولية يحتمون عليهم حمل كاميراتهم على ظهورهم ومسابقة الريح لنقل الاحداث لحظة بلحظة من مواقعها، لشعب بلدهم عبر شاشة تلفزيون بلدهم، وليس اللف والدوران على تلفزيونات الاجانب .. إنها فضيحة أشبه بفضيحة مَن يغلق متجره ليتسول أمام متاجر الجيران، أو يغلق منزله ليأكل في بيوت الأغراب، بينما أطفاله عراة حفاة جوعى وعطشى يفرون من باب الى باب!

* لم يكن غريباً خلال العهد البائد الذي ظل طيلة ثلاثين عاماً يكذب على الشعب ويعمل على تضليله وخداعه وحجب الضوء عنه واغراقه في الظلام، متوهماً أنه سينجح في ذلك .. أن يغلق الباب أمام أجهزة الاعلام ويمنعها من نقل الاحداث والحقائق للجماهير، ويكبلها بالقيود الثقيلة ويرهبها بالقوانين السيئة ويفرض عليها العقوبات الصارمة لإخفاء أخطائه ومفاسده وجرائمه وفضائحه وكوارثه، ورغم ذلك لم ينجح في مسعاه الخبيث وسقط في مزبلة التاريخ بوعي الشعب وثورته الظافرة وشبابه الثائر، فما بال الذين خرجوا من ظهر الشعب ليتسلموا قيادة اعلامه ويفتحوا أبواب التنوير والمعرفة له ويطردوا الظلام من حياته، يمارسون نفس السلوك الغبي الذى مارسه النظام البائد، ويحجبون عن شعبهم الضوء ويغرقونه في الظلام .. هل هو كسل أم جهل أم تجاهل أم استخفاف، أم ماذا أيها الزملاء الأصدقاء الاعزاء الذين أعتز بزمالتهم وصداقتهم، واتجنب أن أجرح مشاعرهم بكلمة واحدة، ولكنني لا ولن أتردد أبدا في توجيه النقد القاسي لهم إذا أخطأوا في أداء الواجب المطلوب منهم، وقصروا في تأدية الأمانة التي ارتضوا أن يحملوها!

* وأقول لهم بكل وضوح وصراحة، إذا لم يكن الاعلام السوداني والتلفزيون السوداني يسع مقدراتكم او طموحاتكم أيها الزملاء الكرام، ولا يستحق الشعب السوداني في نظركم بذل الجهد ومكابدة المتاعب والصعاب من اجل تقديم خدمة اعلامية وتلفزيونية له تتناسب مع تاريخه وبطولاته وثورته وقدره الكريم، فالباب يفوّت جمل، وهنالك من افراد هذا الشعب المعلم من ينتظر الفرصة ليكافح ويعرق ويسهر ويذرف الدموع ليقدم خدمة مميزة ويبدع من أجل وطنه وشعبه، لا أن يتسول المال او الاضواء في شاشات الاغراب ذات الاجندة والأهداف الخفية !

* انها جريمة فادحة في حق هذا الشعب الصابر الصامد المكافح الثائر أن يتقلب في نيران اعلام الأغراب، ولا يجد من يطفئ ناره في اعلام وشاشات بلده، فيموت من الغيظ والحسرة والألم والاحتراق والاختناق !

 

زهير السراج

الجريدة

‫7 تعليقات

  1. مقال يعبر عن حال التلفزيون السوداني الذي ليس له علاقة بالثورة و البلد كانه يديره الكيزان.

  2. ان تستفيد منالاخطاء هوخيركبير
    اولا يجب اننستفيد من الدرس جيد من التقصير الامنيالذي صاحبالاحداثوبعدذلك تم تدارك هذاالتقصير بتسليمالمتمردينللاسلحتهم ومن هذا الجانب نتفق مع رئيس الوزراءبشكرهللاجهزةالامنية وقوات الدعم السريع (اسم علي مسمي)
    ثانياالتعاطيالاعلام فيبداية الحدث كان معدوم لاكن كان هناك مجهود بزل وتم استضافة السيد وزيرالاعلام.
    ثالثاالصحافةالسلطة الرابعة معظم كتابهاانساقو وراء اخبار الحدث وينقصهاالجانبالتوعوي وخطورة العودة لمربع الكيزان(الجراءالصحفية والابداعالاعلاميالخلاق)
    القوةالسياسية لن ولم تجلس لتقيم الواقع ومخاطبة الشعب ككتل حسب وجودها في قحت حتي نرسخ فهم الوحدة التي حدثت قبل سقوط النظام
    رابعا علي مكونات قحت الجلوس وتقيم الواقع والفترة الانتقاليه فترة انجازبرنامج متفق عليه وعليهم ترك الممحاقات السياسيه والتعامل بجديه
    خامسااظهرت هذه الاحداث بسالة لجان المقاومة ووجودهم معرضيين انفسهم للخطر لحماية مكتسبات الثورة
    وفق الله الجميع وكل منا يعمل لحمايةالثورة وانجاز برنامج الفترة الانتقالية دون تقاطعات
    حتي نصل الي المنشود. عماد جدو.كوستي

  3. مسعول من الخير يا دكتور زهير…. الخابور الاستراتيجي ربيع عبد العاطي ويييين! لا حس لا خبر…

    1. تقصد ربيع العبد العاطل؟
      دا طلع خابور مش خبير.
      يا ود باقير ما قلت خبير وين السلبة ووين درب البير.

  4. التلفزيون يديره الكيزان شئنا او ابينا و بكل الطاقم من مزيعين و فنيين و لم يتم اى تغيير لانو وزاارة الاعلام فيها اشكال و الوزير فيصل الشله الاعلاميه فى الانقاذ هم اصدقاء بغض النظر عنه توجه و هذه مشاكل السودانيين الاشياء الشخصيه تؤثر على العمل العام و اكثر وزارتين لم يتم التوفيق فى تعيين وزراء لهم هما وزارتى الاعلام و الخارجيه و لذلك ذبحت الثوره بدم بارد و صارت فطيسه .التلفزيون السودانى شقال بنفس الخطه الموضوعه له ان يتم التعتيم على الاحداث و كانه فى بلاد الواق الواق و بدم بارد و يوضح فقط اراء الاخوان للشارع السودانى و لذلك كان التلفزيون مهجور وسط المجتمع السودانى .

  5. كلكم دعوتم إلى تفعيل وتنشيط وتشجيع الوسائط الإعلامية الحديثة عبر الإنترنت (فيسبوك، واتساب، تويتر، انستجرام ويوتيوب وغيرها من الوسائل)، وقلتم أنها هي التي قادت الثورة واججتها. وقلنا نحن القراء القادمين من تراب الشارع والعارفين بأمره، أن الوسائل الإعلامية التقليدية هي أهم من أي وسيلة حديثة أخرى، وقلنا ماذا تفعل الوسائل الحديثة في بلد لم يزل يباع ويشتري فيه الهاتف الخليوي ماركة (ربيكا)، وهي التسمية السودانية لهاتف قوي ولكنه هاتف غير ذكي.
    التلفزيون السوداني كان مشغولاً بنقل فعاليات (رقيص العروس) أي والله هذا صحيح، نعم رقيص العروس وهي فعالية تحدث لأول مرة في السودان، وكانت بقية القنوات الأخرى مشغولة بنفس الحدث الهام.

    ثم أن السيد/ مدير القناة الأولى ذكر ذات مرة مبرراً عدم نقله لخطاب السيد/ رئيس الوزراء أنه (لم يتلق دعوة رسمية). أي عقلية هذه؟ أي فكر هذا؟
    الجزيرة سوف تظل تبرطع بطول البلاد وعرضها وتعرض الأحداث وتحللها وفقاً للخطوط المرسومة من دولة قطر وهي نفس خطط التنظيم العالمي للأخوان المسلمين كما معظم سدنة النظام البائد يقيمون بقطر ويجدون كل الحفاوة والتقدير.
    خليك من التلفزيون….. هل قمتم أنتم كصتحافة ورقية بتغطية هذه الأحداث؟ لا أعتقد ذلك؟ أما كان من الأجدر أن تقوم أي صحيفة ورقية بعمل فيديوهات تصور فيها الحدث وتلتقي بالمواطنين والمحللين السياسيين وأصحاب الشأن وبث تلك الفيديوهات على اليوتيوب؟ لماذا تترك الصحف الورقية مهمة الفديوهات لأشخاص (عاديين وربما مارة فقط Passersby رمت بهم الصدفة البحتة في قلب الحدث لينقلوا لنا الأحداث حسب رؤيتهم ومنظورهم المحدود ومعارفهم التي تتفاوت بين الجيدة جداً والسيئة جداً.
    كلكم مخطئين وكلكم متخبطين……………….. إلا من رحم ربي…….. كل سنة والقناة الرسمية السودانية في رقيص عروس آخر……………………………………………..

  6. آهل التلفزيون مازالوا على دين ملوكهم يا دكتور وزى ما اى إنقلاب عسكرى لا يمكن ان يكتب له النجاح إلا بعد إستيلاء القائمين عليه على اجهزة الاعلام والتمكن منها تماما ومن خلالها يعرف العالم ومن ثم يقرر زعمائه إذا وجب الاعتراف بالنظام الوافد الجديد ام لا طبعا بجانب المعلومات التى يستقيه من سفرائهم لكن دائما قولهم الفصل يبنى على تحكم الانقلابين على زمام الامور ، المجلس العسكرى الانقلابى صراخة كان له دور ووضع اجهزة الاعلام فى ثلاجه ظنا منه ان خطته التى اجهضها الثوار ماضيه الى غاياتها وان تنظيم الكيزان عائد لا شك ولو بوجوه جديده ونذكر بما جاء فى حلقات قناة العربيه وخاصة الحلقه الثالثه والرجل الذى طلب (من التلات رجال القاعدين قدامى) ويقصد على عثمان ونافع والزبير ان يستعدوا لاستلام السلطه !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..