من عنب الشام ..الى بلح اليمن..!

هل بات في قاموس الأنظمة العربية الحاكمة لشعوبها والمحكومة بوصاية القوى الكبرى ..حرفاً واحداً أوحتى نقطة من مفردة كرامة !

فسوريا التي ظلت تمضغ عبارة الصمود كالعلكة الماسخة منذ عهد الأسد الراحل لم تطلق حجرا ولو صغيرا من نبلة ذلك الإدعاء تجاه عين اسرائيل التي أقامت سلكها الشائك في الجولان المحتل منذ مايقارب النصف قرن ..ولكن نظام البعث لم يجد حائطاً أقصر من دولة لبنان ليفرغ فيه شحنات قفزاته البطولية المزعومة ..وحينما ألفى نفسه مكشوف الظهر بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري في عهد الشبل بشار ..إنسحب بذيوله تاركاً الوصية في عهدة حزب الله الذي وطد لدولته المتفوقة على سلطة الحكومة ..حيث بسط خيمته في الضاحية الجنوبية لبيروت راكدا فوق ترسانته الإيرانية ومحروسا بالالاف الشباب حيث قرر حتف أنف الدولة إرسال الدعم لمساندة نظام سوريا الذي ترنح تحت ضربات الثورة التي قامت فتية و لكنها خارت في أهواء كل الذين جاءوا بسكاكينهم الى بلاد الشام لآخذ نصيبهم من ثورها الذي أرادوا أكله حياً كما تفعل الضباع !

فجاء الروس والإيرانيون بدعوى أنهم مدعوون رسمياً لدخول صيوان المأساة ببطاقات النظام ..لحماية السيادة السورية التي تمزقت سجادتها بينهم وبين من وصفوهم بالتطفل قدوما بلا بطاقة دعوة من اهل الميت الحي !

وانداحت حركة تصفية الحسابات في أطراف البلاد .. بين أمريكا وتركيا و الثوار والأكراد و الداعشيين وكل مهاويس الفراغ ..بينما يتشبث الروس والفرس ومن والاهم بزنار الشبل حتى لا تنكشف كل عورته التي لم يتبقى منها إلا جيب دمشق ..وبعض الخرق في اسمال سلطته المهترئة..بينما اسرائيل قدجاءتها تفاحة ايران وقشرة حزب الله قريبا منها بما وفر لها مشوار السفر الى طهران العنيدة الدروب ..أوالمساس بريشات الوروار اللبناني الذي يحب أكل العسل دون أن يغامر باستفزاز النحل !

و في طرف آخرمن خارطة المنطقة المشطوبة..تنادت أطراف آخرى لإستعادة شرعية عبد ربه الرئيس اليمني المحبوسة في فنادق الرياض واعتبر ذلك التحالف بالمقابل ايضا أن إيران جاءت متطفلة في اليمن..وصارت المعادلة واحد بواحد .. مثلما تطفلتم على عنب الشام ..فقد جئنا لنأخذ نصيبنا من بلح اليمن الذي شونه لنا الحوثيون في بيدر إنقلابهم !

وفي المسافة مابين رحلة الشتاء والصيف ..ضاعت قوافل الأمل التي تاهت في صحاري الحلم الذي تبدد مع رياح الربيع العربي وقد كان التفاؤل حينها نعمة ولدت من رحم ا لياس الطويل ..فانقلب الى نقمة غرست نصلاً ساما من الإحباط في النفوس ..لا شك أن جرحه سيكون الأطول !
[email][email protected][/email]