الجوع (أبوالكفار) ..!!

((لا تلّم الكافر في هذا الزمن الكافر..
فالجوع أبو الكفار..

مولاي..!!

أنا في صف الجوع الكافر..
مادام الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار))*

الفقر المدقِع ينشُر ظلاله الكئيبة.. والكُفر الغّاسق يُسّدل ستاره المُريبة.. والجوع الهاجِّع يُرخي مضاربه الرهيبة.. في بواّدي وحضر بلادي .. رغم ثروات الوطن وموارده الهائلة، “بترول، ذهب، ومعادن” ..وأرض حُبلى بالخير..

ولكن الفساد المُستشَّري كالسرطان..أكل سّنابل الخير وقضي على تيراب النماء .. وأسغب الناس.. والسياسة الرعناء قادت لنا البلاء.. وإستوطن مارد الغلاء ..

زيادة في التعرفة الجمركية، زيادة في الجبايات الحكومية، رفع الدعم عن المحروقات، رفع الدعم عن التعليم، رفع الدعم عن العلاج، الزيادات المتوالية “اليومية” للسلع الإستهلاكية تثقل كاهل المواطن .. المطحون حد .. “النَّكت” والتفتيش في بيوت النمل بحثاً عن القوت لسد الرمق حقيقة لا خيال من المسغبة والعوز.. والرواتب محلك سر..!!؟

والشرفاء الصامدون هاماتهم عالية، وروؤسهم سارية، غامرون في عين العاصفة، ولسان النار، ودوامة الدم، ووغى النضال.. ويُزج بهم في غياهب جب السجون والمعتقلات وبيوت الأشباح زمرا، وما أنحنوا..

يا فقراء بلادي ما أشرفكم، ما أنبلكم، ما أطهركم .. الشاكرين عند الخطوب .. والصابرين عند العطوب .. والشامخين عند التكبر المكذوب .. والصادقين في إباء أشم.. طوبى لكم ..

المهمشين في مناطق إنتاج البترول في جنوب (السودان) الجغرافي الجديد!؟ (جنوب كردفان وغربها).. إنسانها تكبله المجاعة ويلازمه الفقر..وتسوره الحرب..

ومن تحت عينه يسحب بتروله لتُبنى به العمارات السوامق في كافوري.. وتتضخم الرواتب والإمتيازات والحوافز للمتنفذين وأصحاب الحظوة.. وإنسان الولاية المنتجة ..
(كالعيس يقتلها الظمأ والبترول من تحت أرضها مسروق)

حكومة؛ تقتلها التخمة ومنسوبيها يتنافسون على سرقة قوت شعبهم والعبث بمقدراته..والأمثله لن تجد لها مددا.. يزهقون روحك ثم يسرقون خبزك ثم يعطونك فتاته ثم يأمرونك أن تشكرهم علي كرمهم وتفضلهم ما أتعسهم..

في كل مدن البلاد القاصية والدانية.. تجد أمامك أحزمة من كراكير القش وبيوت الطين.. وأفواج من الفقراء والجياع والمشردين الذين لا مأوى لهم..

الملايين من الناس في مجاعة حقيقية، وأن عدد الأطفال والنساء وكبار السن الذين يسقطون .. ضحايا الجوع؛ بإزدياد مضطرد بسبب الفساد والحرب.. و أتسع الخرق على الرتق ..

أرباب الأسر تعتريهم الحيرة.. وتتملكهم العسرة.. بين حلة الملاح، وعجين الخبز، ومصاريف المدرسة، والمواصلات، وإيجار البيت، وفواتير الماء والكهرباء، وملابس الأطفال.. وحق سيد الدكان.. وتكاليف العيد..

الغلاء والجوع تقف وراءه حكومة جائرة، ووزراء فاسدين، ووسفاح دكتاتوري غاشم.. والدكتاتور السفاح وأهله ورهطه يمتلكون ثروات تقدر بمليارات الدولارات بسبب الفساد، وهم المنحدرون أصلاً من أوساط فقيرة ومتوسطة الحال .. تبوأوا المناصب على سَّبيل الولاء والتمكين القوي الأمين والإنقلاب العسكري..

ففعلوا التجاوزات المريبة والممارسات الغريبة والصفقات العجيبة وقاموا بإصدار القرارات المعيبة المصحوبه بالاخطاء الشنيعة..

في غياب الديمقراطية والقوانين الرقابية والأسس المحاسبية السليمة.. طغوا وفسدوا في بلد تحاصره المجاعة ويسيجه الفقر و يحفه مرض نقص المناعة..

هناك دول كثيرة في العالم بلا موارد إستطاعت أن تجد لنفسها موقعاً رفيعاً تحت الشمس بإنتهاجها نهج الشفافية والديمقراطية وإحترام حقوق الأنسان..

وهناك دول غنية أضاعت أموالها بسبب إنغماس قيادتها في الفساد والسرقة..أو بددت ثرواتها في حروب طاحنة إرضاء لنزوات الزعامة.. كبلادنا المنكوبة..

السودان أصبح مثل القربة (المقدودة) يتسلم ملايين الدولارات على شكل مساعدات وهبات وقروض، ولديه موارد جيدة ولكنها تختفي ولا يستفيد منها سوى قلة من الناس على حساب الأغلبية الجائعة.

* من أشعار “مظفر النواب”

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. برنامج الغذاء العالمي يحذر من تفاقم أزمة الغذاء في السودان
    برنامج الغذاء العالمي يحذر من تفاقم أزمة الغذاء في السودان

    جنيف : إيهاب إسماعيل

    حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم أزمة الغذاء في السودان مبيناً بأنه يواجه أوضاع صعبة ومعقدة وتحديات كبيرة من أجل توفير الغذاء لأكثر من (4) مليون شخص يعانون من نقص في الغذاء في مختلف أنحاء البلاد جاء ذلك في التقرير الذي أصدره الاسبوع الماضي وأوضح فيه أن السودان يعتبر من الدول الكبري التي يستهدفها البرنامج ويضعها في قائمة أولوياته ضمن (80) دولة يعمل فيها في شتي انحاء العالم

    وأبدي برنامج الغذاءالعالمي قلقه و إنزعاحه من المعاناة البالغة والنقص الحاد في الغذاء الذي يواجه أكثر من مليوني طفل في السودان سنوياً 54% منهم يعانون من مشاكل في النمو بينما يعاني 16% من الاطفال من نقص في الوزن فيما يولد 32% من الاطفال حديثي الولادة في السودان ناقصي الوزن ودون معدل الوزن الطبيعي للاطفال علي مستوي العالم

    وأشار البرنامج الي أن إرتفاع معدل التضخم والتدهور الإقتصادي سوف يلقي بأثاره السالبه علي الإمن الغذانئ وسوف يخلق فجوة غذائية مؤثرة تضاعف من أعداد المحتاجين للغذاء في ظل إستمرار تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين بسبب الازمات والاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد ودول الجوار

    يشار ألي أنه تم تصنيف السودان في المركز ( 171) ضمن ( 187) دولة في مؤخرة الدول التي تشهد تراجع ملحوظ حسب ماجاء في مؤشر التنمية البشرية لدول العالم في العام الماضي

    يذكر بأن جهات خارجية مانحة ومنظمات دولية تسعي لتقديم الدعم اللازم للسودان لكنها تواجه بضغوط عديدة من دوائر تصفها بأنها لا تستوعب أهمية العمل الأنساني والضروريات الملحة للمحتاجين فيما يظل عمل هذه المنظمات الدولية محفوف بالإجراءات القانونية والتهديدات والإتهامات التي تتعلق تنفيذ أجندة خارجية خفية في الوقت الذي يزداد في الوضع سوءاً علي سوء علي ارض الواقع

    وطالب حبراء في العمل الإنساني بالأمم المتحدة بجنيف في تصريحات صحفية بضرورة تفعيل قوانين العمل الطوعي في السودان من اجل إستقطاب الدعم الخارجي والمساهمة والتقليل من حدة الوضع المأساؤي والفقر المدقع الذي يعيشه الملايين في مختلف أنحاء البلاد واشاروا الي ضرورة الإستفادة من الموارد الضخمة والأراضي الشاسعة والإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها السودان الامر الذي يمكن أن يتحقق بتوفير الإرادة الحقيقية من أجل التنمية وإيجاد حلول عاجلة عبر خطط إقتصادية جادة وفعالة يظهر اثرها بصورة مباشرة علي الإقتصاد والفقراء

  2. الخرطوم 14 يونيو 2013 – كشف تقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة الإتحادية عن إصابة ثلث أطفال البلاد بسوء التغذية المزمن أي مايعادل مليون و(800) طفلاً ، واشار التقرير الى وجود طفل بين كل 20 طفل مصاب بسوء التغذية شديدة الحدة بحسب المسح الأسري لعام (2010) الذي أعتمدته الوزارة وفقا لمعدل النموء السكاني السنوي.

    و أظهر التقرير وفاة 78 طفلاً في كل 1000 طفل بسبب سوء التغذية ووفاة 216 من النساء الحوامل في 1000 حالة ، وأعلنت الوزارة عن مسح أسري شامل سيجرى الآن بكافة ولايات البلاد لتحديد مستويات انتشار سوء التغذية بين الأطفال .

    وعزا وكيل وزارة الصحة الإتحادية د. عصام الدين محمد عبد الله في مؤتمر صحفي بالوزارة أمس مشاكل سوء التغذية بالبلاد الى عوامل تلوث مياه الشرب التي أكدت تقارير منظمة الصحة العالمية تسببها في رفع نسبة سوء التغذية بولايات الشرق بجانب السلوك الغذائي للسكان.

    وكشف عن وضع لائحة تضم كل مؤشرات سوء التغذية وإشكالاتها ووضع المعالجات لها سترفع لمجلس الوزراء والمجلس الوطني لدعمها سياسيا .

    من جانبه أبدى ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان آنشو بانرجي قلقه من تقرير سوء التغذية الذي ناقشته الوزارة مع الشركاء في القطاع الصحي.

    وقال أن إشكالية سوء التغذية ليس مشكلة قطاع واحد بالسودان بل بكل ولاياته ولاتوجد ولاية خالية منه وطالب الحكومة بوضع التدخلات لخفض نسبة وفياة الأمهات وتقليل سوء التغذية من مليون و(800) طفلا والذي اعتبرته مقلقا .

    ورأى التقرير أن إنعدام الأمن المستمر ببعض الولايات اثر على سبل المعيشة نتيجة للنزاع المستمر والنزوح بجانب عدم الإستقرار الإقتصادي عقب الإنفصال الذي أثر على اسعار المواد الإستهلاكية مما أدخل عدد من الأسر تحت خط الفقر.

    و وصف التقرير حالة سوء التغذية الحاد في السودان بمستويات مرتفعة اذ وصلت الى 16،4% باعتباره أعلى من الحد العالمي للطوارئ وهو 15% كما أن معدلات سوء التغذية شديدة الحدة مرتفعة بصورة مقلقة ، ما يعني ان نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية وبصورة أخرى فأن 1 من كل 20 طفل سوداني مصاب بسوء تغذية شديدة الحدة .

    وأضاف التقرير ان أقل من 30% فقط من سكان السودان يستخدمون المرافق الصحية بينما يتناول 60% فقط من السكان مياه شرب معالجة بصورة صحيحة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..