في الرد على ازرق الخارجية!

د. علي حمد ابراهيم
كنت قد ترددت فى الرد على ملاحظة (وكيل!) وزارة الخارجية ، السيد عبد الله الازرق، ولا اتحمس لتسميته بأزرق الناها ، التى اعتمدها متداخلون كثيرون فى الاعلام الاسفيرى للسفير الذى قفز بزانة (التمكين) الى منصبه الحالى ، برشاقة تذكرنى برشاقة زميلى احمد سلمان محى الدين ، الذى كان يبهرنا ، و يقهرنا ، و يعجزنا و هو يتقافذ بالزان اثناء حصص الرياضة فى مدرسة ملكال الوسطى ، يتلوى به فى الجو.
تلك القفزات التى مكنت السفير الازرق من تفادى المنافسة الشاقة التى تتطلب (المؤهلات المتساوية) بحسب قول السفير الذى فات عليه انه يسكن بيتا من زجاج مما يحتم عليه أن لا يجدع الناس الآخرين بالحجارة . حديث السيد الازرق يطفح بجرأة نادرة ، لا تتوفر إلا لدى من فقد القدرة على مناصحة نفسه قبل مناصحة الآخرين .
فى نظر الوكيل الازرق ان الخارجية (المرحومة) كانت ضيعة لاولاد القبائل ولا يدخلها أولاد غمار الناس .
رد زميلى السفير المرح، عوض محمد الحسن ، او عوض قدورة ، القم السيد (وكيل!) الخارجية حجرا كبيرا وحفزنى على كتابة هذه الاضافة . ابدأ بالتأكيد على صحة قول السيد الوكيل أن الخارجية كان لا يدخلها الا اولاد العوائل . ولكن اولاد عوائل بالمعنى الشعبى الذى تعارف عليه شعبنا المعلم ? الأولاد المؤدبين ، الذين رباهم اهلهم وعلموهم من فقرهم فاحسنوا تعليمهم و تربيتهم .
فنشأوا وهم يعضون على المكارم التى تموج بها افئدة شعبهم كابرا عن كابر، يحفظون السنتهم عن قول الكلام العيب ، شعرا او نثرا . و يغضون البصر عن محارم الغير،
ولا يحملقون أو يحدقون فى ما لا يجوز لهم الحملقة او التحديق فيه ناهيك عن أن يمارسوا المراهقة المتاخرة .
ولا يأتون ما يجرح مشاعر ضيف زائر ، وزيرا كان هذا الضيف الزائر ، او وزيرة ! جميلا كان او جميلة . نعم ، كانوا اولاد عوائل غبشاء ، صنعوا مجدهم بمقدراتهم الذاتية ، وقد كانوا بالكاد يجدون ما يسشتهون من طيب المأكل والمشرب والملبس وهم صبية مدارس .
صنعوا امجادهم بكدهم واجتهادهم ولم يقفزوا الى تلك الامجاد بزانة زميلى فى االمدرسة الوسطى ، احمد سلمان محى الدين ، الذى صار احد اعظم الاطباء الاستشاريين فيما بعد .
ياخسارة : الوكيل الازرق لا يعرف تاريخ الوزارة المرحومة التى يرأسها اليوم . و إلا لما وقع فى هذه الورطة التاريخية والقى الكلام على عواهنه .
لعلم السيد الوكيل ، فإن اسلافه الوكلاء ، كلهم جميعا، لم يكونوا اولاد عوائل بالمعنى الذى اراده : اولاد مصارين بيض ، بالدارجى الفصيح . لقد كان دبلوماسيو الخارجية ، كلهم جميعا ، اما من عوائل سودانية عادية ، او عوائل مستورة الحال فقط ، أو عوائل فقيرة .
و لم يكونوا فى عير الارستقراطييبن او فى نفيرهم ، بما فيهم الوكلاء العظام الذين تعاقبوا على الوزارة التى كانت مستودعا للخزف الجميل .الوكلاء خليفة عباس العبيد ، محمد عثمان يسين ، عبد الله الحسن ، فخر الدين محمد ، جمال محمد احمد ، ابراهيم على ، فضل عبيد ، وغيرهم ، على سبيل المثل لا الحصر ، كانوا من اولاد غمار الناس .
ولكنهم تسلقوا الذرى الشواهق بجهدهم و اصبحوا منارات تهدى النظر حتى ظنهم الناس انهم اولاد عوائل بالمعنى السلبى الذى اراده وكيل الخارجية الازرق. فخر الدين محمد ، مثلا ، صاحب الاسم الضخم ، ربته امه ، ست مدينة ، وهى ليست اكثر من صاحبة مدرسة اساس فى امدرمان ، جمال محمد احمد ، الحلفاوى ، صاحب الاسم الضخم ، و الوكيل الاديب الفلتة ، كان من غمار الناس .
قال عنه المؤرخ النحرير شوقى بدرى إنه كان ينازع شقيقه الآخر فى ايهما يركب فى السرج المريح على ظهر الحمار الذى كان وسيلتهما الوحيدة للوصول الى المدرسة . من أين جاء السيد الازرق بهذا القول الجائر حول (تعيين ) اولاد العوائل فى الخارجية دون غيرهم .
ولا اريد أن أسأل كما سأل الاديب الاممى الطيب صالح من أين جاءت الجماعة التى جاء فى ركابها السيد الازرق . الخارجية لم تعرف التعيين الا فى عهد التمكين يا سيادة الوكيل .
عندما اراد الشيخ على عبد الرحمن وزير خارجية العهد الديمقراطى تعيين وكيل للخارجية ماج الخميل الساجى واضطرب محتجا حتى ابطل قرار الوزير.
الدخول الى الخارجية كان مثل الدخول الى الحصن المحروس . محروس باالكفاءة والعلم والمقدرات . كانت جامعة الخرطوم حفيظة على الارث الدبلوماسى تحميه من غوائل العاطلين عن الحجى بما تضع من امتحانات قاسية تحت اشرف ( ديوان شئون الخدمة العامة ) . وكان ذلك الامتحان امتحانا اكثر من حقيقى . وكان امتحانا قاسيا . وليس امتحانا مدغمسا.
وكان غربالا لا يتسرب من خلاله الراسخون فى الفشل والساقطون فى (اللغة الانجليزية تحديدا ) حتى لا تضطر الوزارة لكى تمتحن سفراءها فى اللغة الانجليزية وهم على اعتاب مغادرة الوزارة .او مغادرة الدنيا.
مما ذكر الناس بحكاية الذى ادخلوه الكتاب بعد ما شاب. نعم ، كانوا وما زلوا اولاد عوائل بمعناها الكريم. وابدأ حديث الشجون من أوله.
جئت الى الخارجية (بدويا )طرير الشباب ، من بوادى دار محارب عموم . هل سمع السيد الوكيل بهذا الاسم الغريب . وهل يعرف أين تقع بوادى دار محارب عموم.
ومن هم عمّار تلك البوادى . وكنت أول خريج من عشيرة نزّى، بتشديد الزاى ، العائدة جذورها الى قبيلة الشكرية النزاوية التى هاجر اسلافها (الأبالة) الى النيل الابيض فى زمن السلطنة الزرقاء بثروتهم الحيوانية الضخمة.
وصاروا يعرفون بشكرية النيل الابيض . كلمة سفير فى لغة اهلى البدويين تعنى صفق اشجار الكتر. عندما سمع اهلى بأن ابنهم اصبح سفيرا لم يستوعبوا الحكاية . وتساءلوا: كيفن الزول يبقى صفق كتر .
وتقول لى الخارجية كانت بتاعة ذاوات ياحضرة الوكيل ! عيب ياحضرة الوكيل : كان يلزمك أن تذا اللوح بتاعك كويس قبال ما تتكلم .كان لازم تحقق قبال ما تدقق ! لقد جلسنا بعشرت المئات فى ذلك الصباح لامتحان السلك الدبلوماسى . من كل تلك المئات كانت الخارجية ترغب فى تعيين عشرين دبلوماسيا فقط . تخيل خشونة المنافسة . والمطاقعة. والمناجزة التى يتوجب على المنافس ان يخوضها لكى يدخل فى عداد العئشرين .
وكانت لوحة الناجحين عبارة عن مجموعة من الغبش ليس فيها ارستقراطى واحد !
أو شبهة ارستقراطى. اسماؤهم دلت على ذلك: على حمد ، عطا الله حمد ، فاطمة سيد احمد ، اسماء محمد عبد الله ، ابوزيد الحسن ، عوض محمد الحسن ، الور دينق ، اشول دينق ، ايزاك لا. اسماء غبشاء من اسر غبشاء : بروفسور على شمو قابلنى فى شارع القصر بعد نشر اسمائنا فى الصحف.
استوقفه اسمى واسم زميلى عطا الله حمد : قال لى : ياسلام العرب ملأوا الخارجية ! حدث هذا قبل أن تتخلق الانقاذ فى رحم الوجود . حتى مغادرتى للخارجية طوعا واختيارا فى ابريل 1994لم اقابل فيها ارستقراطيا واحدا . ولكنى قابلت العشرات من اولاد العوائل الجد.
فى عام 2008 اعاد لى الدكتور لام اكول، وزير الخارجية، بمحض اختياره جواز سفرى عملا بنص اللائحة الدبلوماسية التى تقول ان السفير الذى يقضى فى الخدمة الدبلوماسية خمسة عشر سنة متصلة يمنح هو وحرمه جواز سفر دبلوماسى مدى الحياة .
عندما ذهبت لاستلام جواز سفرى من الوزارة حملق بعضهم فى وجهى بتجهم. وغضب مكتوم . بعد مغادرة الدكتور لام الوزارة جمد السيد كرتى جواز سفرى ، أو قل الغاه ، بعد أن رفض تجديده. فليكن : المشتهى الحنيطير يطير!
أخ . . . يا بلد !
أدب جيلكم يا أستاذ أخذ عصاه وإرتحل يوم ابتلينا بهذا العفن من أمثال ديوث الخارجيه عبد الناها الأزرق . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ..
ما كتبته اعلاه هو جواز سفرك الذي لايفني ولايبلي رد الله غربتكم وغربة السودان الذي كان.. لقد انبت عن مايحسه ملايين الناس بحديثك الراقي المرتب الغاضب الرصين وانت عنوان وعلم لجيلك من الدبلوماسيين السودانيين الذين اطاحتهم الهوجة العقائدية الخرقاء التي قضت علي المهنية والاحترافية في الخارجية وفي كل مرافق البلاد وقدمت اهل الطاعة والولاء واخر القول انا حسبنا الله ونعم الوكيل..
شكراً سيادة السفير د. علي حمد على هذا المقال الرائع و الراقى فى محتواه و فى مضمونه .
فعلاً هناك فرق كبير بين ابناء العوائل الجد فى الخارجية فى الزمن الجميل و بين خارجية التمكين فى زمن الغفلة زمن تجار الدين ..
إنهم دمرو كل شيئ جميل فى هذه البلاد سوى ان كان فى الخدمة المدنية او العسكرية او حتى الاجتماعية و الاخلاقية فى السودان الوطن , هذا الدمار الاخير سيتطلب وقت طويل(بعد دحر النظام القائم) ربما عشرات السنين لتصليحه أو إعادته إلى فترة ماقبل نظام الغفلة نظام التسلط والإستبداد و الفساد فى يونيو 1989 ..
هذا الازرق و أمثاله من مسئولى الغفلة عبر التمكين إنهم فعلاً عار على الخارجية التى جعلوها مرتعاً للمراهقة و للعب بأعراض الناس , بل مرتعاً للهزائم الدبلوماسية الخارجية التى ورطت البلاد و أدخلتها فى مصائب كثيرة بسبب عدم كفاءة و عدم خبرة القائمين على الامر بوزارة الخارجية ..
هذه الإضافة كما أشرت إليها شهادة ووسام وقلادة شرف لك وأخوتك الذين عملوا وخدموا في هذه الوزارة رفعة لشأن بلدهم السودان الذي كان وليس كما يتبجح أقزام ومراهقي اليوم والذين جاؤوا من بوابة التمكين والتعيين ولكن لا بد من صنعاء وإن طال السفر والسايقة واصلة والمطرودة ملحوقة بإذن الله، لك التحية والتجلة السفير الحبيب د/ علي حمد إبراهيم ورد الله غربتكم.
اااااااااخ يا بلد انتوا وينكم يا اولاد العوائل لينا زمن نفتش ليكم .!!!!!!!
يا سلام يا أستاذ!! تمتعنا كتاباتكم! أوائل السيعينيات من القرن الماضي كنا طلاباً (Prelims) بعلوم جامعة الخرطوم…شهدنا حينها إمتحانات الدبلوماسيين الجدد التي كانت تُعقد بالـ (Exam Hall) و با لهيبة الـ (Exam Hall) و تلك الإمتحانات!!!
حين يتشعبط القرود في مراقي الخارجية تصبح الدبلوماسية غابة …. يا سيدي حفظكم الله و حفظ اهل السودان الغبش الميامين اصحاب العلم و الذوق و النخوة .. السودان اصبح مرتعا للملاقيط و المجرمين و الفسقة و الساقطين … و الدبلوماسية اصبحت تعج بالفاشلين و الدبابين و الاغبياء المتشاعرين ذوي الجلود التخينة و العقول الاتخن و الضمائر الميتة …. السودان اصبح وطنا تحكمه الجريمة المنظمة و الرباطين
د. علي حمد هؤلاء تتار العصر . قريب جدا يا دكتور سوف يصدر لك جواز دبلماسي وحرمك المصون لانكم من طينة الكبار القمت الازرق حجرا. معروف امتحانات الخارجية زي الدخول لجامعة الخرطوم في غابر الزمن لصعوبة المنافسة. لكن قربت علي اهلنا الانصار.
السيد السفير لك التحية والاحترام ردالله غربة الخارجية بعدرد غربة الوطن حديث ازرق الناها يعبر عن مالحق بالخارجية في عهدهم الكريه .
بعد التخرج من الجامعة ذهبت الي وزارة الخارجية من اجل التدريب قابلت مسؤول التدريب او الموارد البشرية وقلت له اريد ان أتدرب بالخارجية قال لي الجايبك منو؟قلت له انا سوداني وهذه وزارة الخارجية السودانية من حقى ان اتدرب بها ،سكت ولم يرد علي وكانت معه بالمكتب ناها سودانية قالت لي يا استاذ الان فرص تدريب مافي لكن مرعلينا مره اخرى.هذه هي الخارجية في عهد الدباب كرتي وازرق الناها.
لكن فجر الخلاص علي الابواب
أنتم لوحة الشرف التي نتفاخر بها بين الأمم والحكايات الحلوة التي نرويها لأبناءنا الذين لم يروا هذا المجد التليد من تاريخ بلادهم، وكم أنا سعيد جدا أن يخرج من رحم عشيرتي (دار محارب عموم) أمثالك، لا أنسى أستاذي أبداً ذاك الصباح ونحن نستقبلك في جمعيتنا الأدبية بمدرسة جودة المتوسطة وأنت عائداً تواً من مستنقع البحيرات الدامي وقتها إبان عهد عيدي أمين، وأنت تروي مأساة تلك الحرب الأهلية و لحظاتكم العصيبة التي عايشتموها وأنتم وإخوة أشاوس لك تحرسون عرينكم (السفارة السودانية) بالغالي والنفيس ، هذا المواقف قد لا يكون قد سمع بها أزرق الناها ولا حتى وزير خارجيته الذي أضحت الخارجية مرتعا لنزواته، أستاذنا السفير علي هؤلا لا يستحقون أن أن تسكبوا عليهم مدادكم الشريف هذا فالتاريخ جدير أن يكبهم على وجوههم في مذبلته ،،، ودمت أيها الأصيل
الجدادة الذى انتحل صفة المعارض باسم محمود زعلان جدا عشان الكلام حرقة وعمل تحلية بمهاجمة كرتى عشان نصثدق انه معارصض العب غيرها-
يا سلام عليك يا حمد على ابراهيم فعلا اولاد العوائل هم الذين رفعوا انفسهم واهلهم بالعلم والمعرفة والاخلاق الحميدة وليس اولاد مصارين بيض وهم يا امتن اولاد فقراء او عوائل مستورة الحال وبعضهم ايضا اولاد عوائل غنية!!!!
كسرة: الحركة الاسلاموية السودانية لا بتشبه السودان ولا اهله حقيقة من اين اتى هؤلاء؟؟؟؟؟؟
وصل سلامك الي الاخ معاوية جمال الدين وهو بخير الا من وحشة للغياب عن الوطن الكبير ويهديك ومن معك عاطر التحايا حتي اشعار اخر والي حين يجتمع فيه شمل الناس.