أخبار السودان

جبريل يبحث عن وطن بديل

اسماء جمعة –
كلنا نعلم أنَّ هناك عدداً كبيراً من أعضاء الحركة الإسلامية وحزبها يحملون جنسياتٍ أجنبية، وكثيرون منهم يقيمون في السودان إقامة الضيوف يتنقلون بينه وبين بلدانهم الأجنبية بكثرة، ليس حباً في السودان ولكن لأنَّ بقرتهم الحلوب يشغلون المناصب ويقدمون لنا فشلاً مدفوع القيمة ويهربون إلى بلدانهم تلك بحثاً عن الهدوء. أما أبناؤهم فلا يزورون السودان إلاَّ في أوقات متباعدة لزوم (الشو)، ونفس هذا الحال ينطبق على أعضاء كثيرين من الأحزاب السياسية التاريخية. وفي الآونة الأخيرة لحق بهم عدد من أبناء دارفور بعد اندلاع التمرد في العام 2003، فكثيرون ممن التحقوا بالحركات المسلحة ووجدوا فرصة أوصلتهم إلى دول الغرب نالوا حق اللجوء السياسي. وفي مفاوضات الدوحة شارك الكثيرون باسم قبائلهم وبعد التوقيع بعض عاد أدراجه، وبعض ناضل من أجل المناصب ولحق بأجانب الحركة الإسلامية، فاستوزر وساهم في دعم الفساد وتدمير السودان. ليس عيباً أن يحصل الشخص على جنسية أجنبية بحثاً عن حياة أفضل، فتلك هي سنة الحياة، ولكن العيب أن يظل عاجزاً وغير قادرٍ على أن يمنح وطنه الأصل أفضل ما عنده، ورغم ذلك يستغل ظروف وطنه القاسية ليصل إلى أغراضه ومصالحه الشخصية، وحين يفقد الأمل يهرب إلى بلده الأجنبي، وهو يعلم أنَّ هناك ألف طريقة يمكن أن يساعد بها الوطن، غير أن يكون جزءاً من حكومة فاشلة وفاسدة أو معارضة عاجزة وحائرة، إذ يكفي أنْ يعملَ على مساعدة شعبه ليتجاوز أحزانه ومشاكله ليصبح قوياً بالعلم والصحة، والعمل والمشاركة الواعية الفاعلة. وهنا لا بد من الإشارة لتجربة التمرد في دارفور والتي اتخذتْ نهجاً غير سليم خطه خليل إبراهيم ثم رحل، ليترك بعده أخاه جبريل وآخرين أصبحوا اليوم يبحثون عن الجنسيات الأجنبية، وإن فكروا في تكوين حزب معارض يجمعهم ويختلف عن الأحزاب التقليدية والمؤتمر الوطني، لحدث تغيير كبير ولما خارتْ قواهم وتساقطوا مثلما تتساقط أوراق الأشجار حين ترحل عنها الفصول، ليكتشفوا بعد 15 سنة أنَّه ليس أمامهم حل غير أن يبحث كل شخص عن مخرج لنفسه، ويقول يا ليت نفسي حتى ولو بجنسية أجنبية توفر له وطناً بديلاً. أول أمس ورد خبر في صحيفة (الانتباهة) يقول تقدمَ رئيس حركة العدل والمساوة جبريل إبراهيم بطلب جديد، عبر زوجته لمنحه حق اللجوء السياسي في بريطانيا، بعد أن تم رفض طلب سابق له من السلطات البريطانية والتي صنفته بأنه (إرهابي). وأبلغت مصادر أنَّ جبريل دعا بعض منسوبي حركته المتواجدين في لندن بالتظاهر لمساندته أمام محكمة الهجرة التي تنظر في طلب مقدم من زوجته لمنحه حق اللجوء السياسي. وذكرتْ المصادر أنَّ جبريل يحاول أن يضغط على المحكمة بمبررات لم الشمل، واللحاق بأسرته التي تقيم في لندن. الأسئلة التي تفرض نفسها هنا، هل قرر جبريل أن يترك لنا السودان بعد أن تسببوا في تدميره مع حكومته وفرقت بينهم المصالح والمناصب؟ وكيف يطلب مساندة منسوبي حركته وهم الأحوج إلى المساندة، فكثيرون منهم خزلهم وهم الآن ضائعون بين المنافي؟، وإن صح هذا الخبر فإنَّه سيشكل خيبة أمل كبيرة ليس فقط لمنتسبي الحركات، بل وكل الذين عقدوا عليهم الأمل، فقد ثبت أنَّ التمرد من أجل رفع التهميش، هو كذبة مثل كذبة الإنقاذ والمشروع الحضاري.
التيار

تعليق واحد

  1. ثم بعدها قد يصبح مواطنا” انجليزيا” يتمتع بالحقوق التى يقرها الدستور هناك، حيث يحق له الادلاء بصوته والترشح لكل المناصب (حسب الفترة التى يمنحها القانون هناك)! الحكومة البريطانية ظلت لفترة طويلة، تعانى من كابوس الشين فين او (الجيش الجمهورى الإيرلندى) المصنف ك جماعة متمردة ثم إرهابية فيما بعد، سيظل السؤال والإستفهام الإنجليزى قائما”، عن ما مدى التأثير النفسى والمؤثرات التى انطبعت علي شخصية السيد جبريل ابراهيم من كونه كان متمردا”؟ ما مدى المؤثرات النفسية والأفكار التى سيبذرها داخل اسرته، وهو بينها علي التراب الإنجليزى؟ وهل سيندمج السيد جبريل اجتماعيا” ام ستظل افكار التمرد تراوده ليصبح رهينا” للاندماج في منظمات اخرى بحسب الخلفية الفكرية لاخيه الشهيد خليل ابراهيم؟الكثير من الأسئلة والقليل من الأجوبة، تلك التى ستقف عائقا” – اذ ليس الأمر بهذه السهولة التى يحسبها السيد جبريل ابراهيم!

  2. ثم بعدها قد يصبح مواطنا” انجليزيا” يتمتع بالحقوق التى يقرها الدستور هناك، حيث يحق له الادلاء بصوته والترشح لكل المناصب (حسب الفترة التى يمنحها القانون هناك)! الحكومة البريطانية ظلت لفترة طويلة، تعانى من كابوس الشين فين او (الجيش الجمهورى الإيرلندى) المصنف ك جماعة متمردة ثم إرهابية فيما بعد، سيظل السؤال والإستفهام الإنجليزى قائما”، عن ما مدى التأثير النفسى والمؤثرات التى انطبعت علي شخصية السيد جبريل ابراهيم من كونه كان متمردا”؟ ما مدى المؤثرات النفسية والأفكار التى سيبذرها داخل اسرته، وهو بينها علي التراب الإنجليزى؟ وهل سيندمج السيد جبريل اجتماعيا” ام ستظل افكار التمرد تراوده ليصبح رهينا” للاندماج في منظمات اخرى بحسب الخلفية الفكرية لاخيه الشهيد خليل ابراهيم؟الكثير من الأسئلة والقليل من الأجوبة، تلك التى ستقف عائقا” – اذ ليس الأمر بهذه السهولة التى يحسبها السيد جبريل ابراهيم!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..