فشل المشروع الحضاري

فشل المشروع الحضاري في اثبات جدواه وتقديم انموذج للحكم الرشيد و اثبات نهجه في الحياة والاستمرارية نتيجة اخطاء فادحة صاحبت التطبيق والتجربة فكل انموذج او فكرة تطرح لم تصحبها عمليات نقد وتقويم اثناء التجربة لن توصل الى نتائج مقنعة ولن تحظى بفرص اثبات نفعيتها واستمراريتها ،ان الانغلاق على الذات والصفوية ووصم ماجرى من سقوط وربطه بحصار الاسلام ومعادته كلها حيل كذوبة لفشل وجهل واضح في استخدام الوتر العاطفي لتبرير الفشل الماثل في تجربة الحركة الاسلامية في ادارة دفة الدولة وترسيخ نظام اسلامي قويم .
ان المشروع الحضاري عجز عن تقديم انموذج صفوي في الاخلاق و القيم ولم يحسب مكونات الامة السودانية واختلافات الموروثات والاعراف والتقاليد ولم يبني مرتكزاته على اسس العدالة والمساواة وحقوق المواطنة وسيادة حكم القانون ولم ينجح قط في بناء مؤسسات قومية وفق ضوابط المنافسة الشريفة للترقي وشغل الوظائف العامة مما فتح الباب لاعتلاء المناصب ثلة من الفشلة وضيقى الافاق وقدم مجموعة من اصحاب الولاء ومكنهم من رقاب الشعب ليكونوا طغاة دانت لهم السطوة والسلطة والثروة فبدوا فى تجريد الدولة من قيمة العدالة ونصبوا فخاخ البتر في وجه كل من يخالفهم الراي تحت دعاوي الصالح العام ونهج تثبيت اساس الدولةمما سبب حالة من الغبن الاجتماعي والتزمر والنقمة والحقد وكرس للظلم .
ان الظلم الذى صاحب قيام الدولة وحالة الفشل التي اصابت التجربة لم تلفت الاسلاميين لوقفة ولم تكن فيهم الشجاعة باقرار الفشل والاعتذار بل زادتهم سطوة السلطة وبريق المناصب لترك المشروع في سلة الزبالة وانتهجوا سبل المال واغتنام القصور فشرهوا في الجمع والاكتناز واخذتهم عزة الجهل نحو نعيم التملك وزان لهم من مباهج الحياة ما غرهم بالابدية فعاثوا فسادا وولغا في مال الدولة حتى لم يتركوا فج في ظاهر الارض او باطنها لم تنغمس فيه ايديهم بدناسة فاصبحوا بين ليلة وضحاها ارزلهم قارونا ، ان المال لا يصنع دولة والبطش لا يحميها واساس الحكم العدل ولن تزول دولة اذا كان العدل دستورها والحق نورها والمساواة اساسها والقانون سيدها .
[email][email protected][/email]