النجاشي وليس فرعون من يسوس النيلا

من أي عهد في القرى تتدفق * وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجرت من * عليا الجنان جداولا تترقرق
فلنفترض أن النيل ينبع من مجاهل إفريقيا كما أعتقد الفراعنة قديماً ..!,أما احمد شوقي ” أمير الشعراء ” وفي رائعته ” أيها النيل” , سائلا النيل: من السماء نزلت أم من عليا الجنان جداولا تترقرق..!؟
سوى كان منبع النيل من مجاهل إفريقيا أو من عليا الجنان فان من يسوس النيل بعد اليوم ليس فرعون وحده..!هناك النجاشي من يشارك الفراعنة في تسيس النيل.
وصف المؤرخ اليوناني “هيرودوت ” مصر بهبة النيل ..!أي أن النيل هو من وهب الحياة لمصر كناية عن أهمية النيل لمصر. يعتقد المصريون أن النيل ملك لهم..! ” مصر أم الدنيا والنيل أبوها .!” وهم أبناء النيل , لا أحد ينازعهم في ذلك إلا سكان جنوب الوادي ,حيت يأتي منه النيل هم سكان السودان .
اهتم حكام مصر عبر التاريخ ومنذ عهد الفراعنة بالنيل , وصل الاكتراث والإيثار إلي حد القداسة ..! كان النيل محل تقديس لدي المصريين القدماء فمنحوه صفة القداسة وأسموه ” حعبي” , حاولوا اكتشاف منابع هذا النهر العظيم , ومن أين يأتي بهذا السلسبيل الرقراق..! .
لم يكن في ظن الفراعنة أن يأتي يوم ينازعهم أحد من مجاهل إفريقيا في مياه نيلهم ..! ولا خطر ببالهم مثل هذا الاحتمال , جاء النجاشي من أعالي هضبة (حبشة) وقال لهم: أن هذا النهر العظيم لا ينزل من السماء ولا من عليا الجنان ولكن من هنا في ارض حبشة , ترقرق جداوله حتى نزل بأرضكم ” مصر “ماراً في طريقه إلى البحر , لم ينبع من مجاهل إفريقيا كما ظننتم بل ينبع من بحيرة في عنان السماء يعانق السحاب الثقال فتهطل مدرار في ارض شيبا وملك سليمان ..! فنحن نريد أن ننهل من هبة الله في أرضنا ماذا انتم فاعلون..!؟
هدد فرعون مراراً وتكراراً فقال : لا تقربوا هذا النهر الذي يجري من تحتي قبل أن أذن لكم ..!, النجاشي لم يتردد في المضي قدما في مشروع سد النهضة الذي يؤمن الماء والكهرباء لبلاده , كيف يتأنى في مشروع انتظره العشب الأثيوبي طويلا ,لا شيء يوقف انطلاق المارد حتى لو جاء فرعون وجنوده ..
في عام 1959م وقعت اتفاقية تقسيم مياه النيل بين مصر والسودان ,ومن بنود هذه الاتفاقية : احتفاظ مصر بحقها المكتسب من مياه النيل وقدره 55,5 مليار متر مكعب سنوياً وكلك حق السودان المقدر بـ 18,5 مليار متر مكعب سنوياً .لم يرد اسم جارة إثيوبيا ولا نصيبها من مياه النيل في هذه الاتفاقية فلذلك لا تعتبر إثيوبيا شريكا في الاتفاقية ولا تعنيها تفاصيل الاتفاقية بأي حال من الأحوال , وردت عبارة ” حقها المكتسب من مياه النيل ” في نص الاتفاقية..! مياه نهر ” آبباي” أو النيل الأزرق في مرتفعات إثيوبيا ليست من مكتسبات مصر ..!, على مصر أن تبحث عن اتفاقية جديدة مع إثيوبيا والسودان إذا أرادت أن تحتفظ ب 55,5 مليار متر مكعب من مياه النيل في أرضها, أما السودان يستطيع أن يحصل على حقه من مياه النيل الأزرق بدون الاستعانة بمصر أو الجامعة العربية لذلك لا نريد من يزايد على نصيبنا من المياه نحن أدرى بشعاب النيل..!
تبحث مصر عن وساطة أمريكية أو عربية بدلا من الوساطة الأفريقية ..كما لو أن النيل يجري في الشرق الأوسط أو في أمريكا .. لا أمريكا ولا الجامعة العربية تستطيعان أن تجدا حلا في تحصيص مياه النيل بين دول حوض النيل , مشكلة مصر أنها لا تحترم ولا تثق بمنظومة الأفريقية مع إنها من أوائل المؤسسين لهذه المنظومة. من الحكمة أن تتجه مصر نحو إفريقيا وتبحث عن حصتها من مياه النيل في أروقة الإتحاد الأفريقي , انتهي عهد “لورد كرومر ” وليس من مصلحة احد في إفريقيا تدويل قضية تقسيم مياه النيل , النيل هبة الله لنا جميعا كأبناء حوض النيل نأخذ حقنا ونمرر الباقي للجار لا احد يمنع الماء , الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار .
حامد جربو
[email protected]
قلنا للإخوة في مصر ان لا تسيئوا لجيرانكم الافارقة وأول من أساءوا اليه هم السودانيين قلنا لهم ان عمقكم وسندكم هو السودان من يلقوا لنا سمعا قلنا لهم انفصال السودان يعني دولة جديدة في حوض النيل ومن حقهم ان يستفيدوا من مياهم ولم يسمعوا لنا قلنا لهم اتجهوا جنوبا فمصالحكم في الجنوب ولم يسمعوا احدا اما الآن فاليحصد كل زرعه وثمار غرسه السودانيين لن يتنازلوا لمصر قطره من حقوقهم المائية ولن يكون لهم موقف لمصلحة مصر بل كل مواقفهم سيكون لمصلحة السودان اولا واخيرا
مصلحة السودان أولًا وثانيًا والي مالا نهاية
يا لروعة المقال – لما بكينا والكون صار اسود علينا احفاد النجاشي مسحوا دموعنا وشاركونا – لكن الفراعنة
ارسلوا البنادق والسياط والعصي والهروات ومسيلات الدموع لضربنا وسحقنا (دولة مثيرة للجدل – اسف
حقيرة)، نحن اصلا بنشرب وبنتكيف للبن الحبشي نشرب منو (البكري والتينه والتلتاوي) جبنة كاربه من مياه
سد النهضة العظيم بمشاركة اهلنا واحبابنا احفاد النجاشي، عليه السلام – والي الامام
تحفظ السودان علي بيان جامعة الدول العربية له ما يبرره، كما ان تخوفات السودان من تصرفات اثيوبيا مبررة ومفهومة، والتزام السودان الحياد بين الطرفين مصر و اثيوبيا امر جيد و محمود ..اثيوبيا تقيم سد النهضة داخل اقليم بنى شنقول السودانى في الاساس و مصر تحتل اراضي سودانية عزيزة علينا والكل يعلم ذلك، فاذا ارادت مصر حل مشاكلها المائية فعليها ان تساعد السودان في حل مشاكله الحدودية اولا.. لا اقول لمصر اخرجى من حلايب الان مقابل وقوف السودان معك لعلمى ان ذلك يحرج قادتها، ولا اطلب من اثيوبيا الخروج الفوري من اقليم بنى شنقول السودانى المقام عليه السد فذلك ايضا يحرج حكامها ..
لكني اقول لنذهب جميعنا الى تحكيم دولى نرتضى بحكمه في الامرين معا الحدود اولا قبل المياه …
نحن اهل السودان لدينا ثقة كاملة بان ذلك سيعيد كل الامور الى نصابها، وسوف يصوب كل الاخطاء، وسيجلب الثقة المفقودة بين كافة الاطراف… ويعيد اراضينا المغتصبة الينا في شلاتين وحلايب ونتوء حلفا وشرق العوينات و الفشقة وبني شنقول كاملة ونحن واثقون من ذلك…
حينها سيصبح السد داخل حدود السودان وسوف تنتهى كل الاشكالات الحدودية مع مصر ونحن اهل السودان من الان نستبق الجميع و ننحني احتراما للمحكمة التى تحكم بيننا و سنرضى بحكمها ولو كان في غير صالحنا..
حينها لن تعطش مصر ولن تضار اثيوبيا لاننا شعب لا يعرف الظلم ولا يضمر الشر للاخرين ونحن اهل السودان نعرف حجمنا فنحن 39 مليون فرد نقيم بين 220 مليون فرد يفوقننا عدة وعتادا ومصالحنا في ان تكون علاقاتنا جيدة مع هذا ومع ذاك و ان نضمن لاهلنا في اثيوبيا حقهم الادبى والمادى فى مشروع صرفوا عليه الغالى والنفيس ونضمن لاشقائنا في مصر مياه مستدامة بل ضعف احتياجاتهم الحالية لاننا لسنا دولة معبر كما يظن اهلنا فى مصر بل نحن دولة مصب مثلنا مثل اثيوبيا يؤكد تلك الحقيقة مليارات الامتار من مياه الامطار التي تهطل علي السودان كل عام وهو ليس في حاجة اليها ..
فهل مصر واثيوبيا مستعدتان للذهاب لتحكيم دولي يرضي الجميع ويلزمهم و يضمن حقوقهم و حقوق السودان في الارض والمياه.؟
مقال جيد اسلوب مدهش