المائدة المستديرة

ما إن تأتي لحظة حرجة في عمر النظام ، إلا ونسمع نداءات وهرطقات أصحاب المصالح السياسية في الصحف الرسمية أو في شاشات التلفزيون من خلال القعدات الحوارية و الجهنمية في بعض البرامج هنا وهناك ، وعلى شاكلة : المائدة المستديرة ولم الشمل ولغة التصالح مع الأحزاب والأطياف السياسية ، إدراكاً منها بأن لغة الحوار الوطني هي ألأبقي والأصح . ويسعي المؤتمر الوطني جاهداً في التعامل لإدارة أزماته لحظياً وبأي كيفية ووضعية تتم ، لأنه اثبت بأن ينفض الغبار من يده بمجرد شعوره بالاطمئنان ، وهو في ذلك مجتهد بإقصاء الآخرين بدون منازع ، أما بالاتفاق مع الأحزاب الحالية الخارج عن حكومته أو بإتباع شق الصف في داخل تلك الأحزاب ونجح في ذلك برهة من الزمن من خلال الاستعانة الفردية بالمعارف والصداقات أو الزمالة أو خلال مصاهرة أو شي من هذا القبيل ، ولكن بعض ما اتضحت الرؤية ، عادت بعض الأجزاء إلي إدراجها وإن لم تكن كما كانت في سابق عهدها وبكل أريحيتها ولكن حدث جرف وانحراف كلي وجزئي وكان ذلك واضح للعيان والمتتبع ما حصل في حزب الأمة وحزب الاتحادي الديمقراطي ، والكيانات الجديدة التي انبثقت وإن كانت بأسماء مختلفة وكان ذلك نتاج ما فعله المؤتمر الوطني بتلك الأحزاب التقليدية الأهداف والرؤى المستقبلية ،وربما هم لا يدركون جيدا بأنهم أقدموا على خطوة لم يعرفوا عواقبها نحو ما سلكوه ، وهي جيدة جدا لهم لأنها تساعد في تحريك الساكن وسط تلك الأحزاب ،وبكل تأكيد تساعد في المستقبل القريب على التجديد وطرح الآراء ، بدون أي مزايدات حتى يعافي وطننا الجريح من كل ما الم به من خراب ودمار.
والمتابع والمتأمل في الحالة السياسية السودانية يعلم جيداً بأنه لا تصالح مع هذا النظام الحالي أبدا ، وأن حصل تزاوج سياسي معه من خلال مغريات معنوية ومادية لضعيفي النفوس من السياسيين في تلك الأحزاب السياسية بغرض تجنيب البلاد من التشتت أو تكالب الأعداء الخارجيين علينا أو خوفا من الطابور الخامس أو إسرائيل وأمريكا الخ ، نفهم مباشرة ونحن كعامة الناس العاديين ، بأنها تصالحات لا تخدم وطننا السودان بأي حال من الأحوال وإن أرجأت مطالب المطالبين في كل الجبهات لحظة فإنها لا تتركه لكي يقوي أو يتعافي تماما ويكون التشتت حاله ، كما حدث في جنوبه، ويصل الحال في وضع لا يحمد عقباه للحاكم أو المحكوم أو صاحب القضية على حد سواء ، ودائما أصحاب المصالح والمارقين والمتصلبين في الرؤى والأفكار في كل جوانب العملية السياسية ( في الأنظمة أو معارضين ) لا يهتمون كثيرا بآليات الهدم التي يتبعونها بغية الوصول إلي أهدافهم التي يرون بأنها هي الأصح أو الحقيقية وتبدأ الحلقة المفرغة وتظل الدوامة كما كانت عندما يأتون هم في سدة الحكم.
وكلنا أمل بأن نجنب بلدنا العزيز ، الذي كان قارة ورمز ويضرب به المثل في شموخه وعزته وعلياءه في كل مناحي الحياة والسؤدد ، بأن نوسع أفق الرؤية المستقبلية قدر المستطاع ، وأن نترك المصالحات السياسية والتهفتات الحالية من قبل بعض المتنطعين مع النظام الحاكم ، من أي جهة كانت ، وعلي النظام القائم بأن يستمع لصوت الحق والضمير الإنساني ، طالما هم أتوا من رحم الدين الإسلامي وأن فارقوه بـ 360 درجة ، بأن يكونوا شجعان وأن يتخذوا قرارهم ، بأن يتركوا مقاليد الحكم أولاً والتفاهم مع كل أطياف الشعب السوداني السياسية والمدنية في طريقة التسليم وتعيين أشخاص وطنيين يشهد لهم بالنزاهة والعفة ولا نقول (يكوٌن) في هذه الفترة الانتقالية دستور سوداني ، إنما (يٌبني) بناية متينة وفقاً لمعطيات ومتطلبات هذه الشعوب في التنمية و النماء والاستقرار.
وهذا مع تحياتي وتقديري ،،،،

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..