أخبار السودان

المحلية تقرر إغلاقه.. سوق السمك المركزي بالخرطوم قضية ذات أبعاد 

ما حقيقة منح السوق لمستثمر أجنبي وتفريغ السوق رغم سريان العقد

أموال ضائعة وخلافات مستعرة ومستقبل مجهول لآلاف العاملين

 

الخرطوم: محيي الدين شجر

اشتكى تجار بسوق السمك المركزي بالخرطوم من محاولات تقوم بها محلية الخرطوم لإخراجهم من السوق ومنح السوق لأحد المستثمرين الأجانب وفرض رسوم دخول للأفراد وللعربات بمبالغ طائلة..

 

غضب عارم لمسته “الصيحة” داخل سوق السمك المركزي بالخرطوم وتجمعات هنا وهنالك أصوات تعلو واحتجاجات ظاهرة للعيان…

رجل كبير في السن يضع قفة مليئة بالسمك أسفل قدمه يهمس بصوت منخفض كأنه يحدث نفسه, اقتربت منه وسألته عن المشكلة, اراد أن يقف, غير انه فضّل الجلوس وبدأ يتحدث قال لي لقد سمعنا ان شركة أجنبية سوف تستلم السوق وتفرض علينا رسوم دخول الفرد خمسمائة جنيه والعربة بعشرة آلاف جنيه, وسمعنا كذلك ان المستثمر الجديد سيمنعنا من العمل دخل السوق إلا عبر شروطه.

خلية نحل

الزائر إلى سوق السمك المركزي بالخرطوم والذي يقع خلف السوق المحلي في الطريق الذي يطلق عليه اصطلاحاً بطريق الهواء يلحظ المجموعات الكثيرة التي تعمل فيه, والحركة الدؤوبة بداخله حركة أشبه بخلية النحل من فرِّيزين ونظّافين وتجار تجزئة وتجار اجمالي  ونظافين وبائعي الورق واصحاب الدرداقات وبائعي البهارات والخضروات والليمون.

ويقدر عدد العاملين بالسوق حسب إفادات تجار لـ(الصيحة)  بنحو 10 آلاف عامل مهددين بترك مهنتهم التي نشأوا عليها.

قرار محلي

قبل اسبوع تفاجأ العاملون بالسوق بحديث عن قرار صادر من محلية الخرطوم يأمرهم  بمغادرة السوق دون ان تكون هنالك بدائل لهم كما أشار لي عدد من العاملين بالسوق.

اجتماع بغرض الإبلاغ فقط

يقول اساس الدين علاء الدين ميرغني من كبار تجار السمك بالسوق, لقد افادتنا المحلية عبر متحصل تابع للمحلية بانهم سيغلقون السوق, وبعد هذا الحديث طلبوا الاجتماع بنا وأخبرونا خلال الاجتماع بأنهم قرروا اغلاق السوق والاجتماع الغرض منه إبلاغنا فقط.

وأوضح اساس الدين بأن سوق السمك المركزي لا يخضع لأي رقابة من محلية الخرطوم ولا احد في الولاية يهتم به مع انه يمكن ان يحقق عوائد ضخمة للمحلية, وذكر ان المحلية مع انها تتحصل مبالغ كثيرة من السوق, الا انها لا تقوم بإصحاح بيئته ولا بتقديم اي خدمة, مبيناً ان الكهرباء قاموا بتوصيلها بأنفسهم بالسوق.

وذكر بأنهم سمعوا ان المحلية تقوم ببناء سوق آخر للسمك لا يعلمون عنه شيئاً, على الرغم من انهم كتجار وكمعنيين بالاسماك في السودان, يفترض ان يكونوا طرفاً في اي مشروع يخص السمك, واوضح انهم علموا كذلك انهم سيضافون للسوق الجديد الذي سيمنح لمستثمر اجنبي من خارج سوق السمك, معتبرا ان هذا المسعى ان تم يرفضونه وسيتصدون له لأنهم الأحق بإدارة السوق, وقال انهم لن يفرطوا في هذا السوق إلا ببديل افضل.

وقال إن العاملين بالسوق لا يقل عددهم عن 10 آلاف عامل فكيف تصدر المحلية قراراً بإغلاق السوق وتشردهم بجرة قلم دون ان توفر لهم بديلا يرضيهم, مشيرا الى ان السوق متسلسل في حلقة واسعة من عربات في اماكن الانتاج وشحن وتفريغ فمن يتحمل الخسائر الكبيرة التي ستقع على العاملين به.

الحقيقة

عبد المحسن مساعد السيد رئيس غرفة الأسماك بالسوق ونائب رئيس اتحاد الغرف الزراعية والانتاج الحيواني ابان لـ(الصيحة ) حقيقة سوق السمك حيث قال:

ما يحدث بالسوق هو صراع استمر لقرابة العام بين اشخاص من اللجنة السابقة في النظام البائد التي تم حلها ولهم مداخل في محلية الخرطوم,  وبين لجنة التسيير الحالية, واشار الى ان الهدف من الصراع  هو تحويل سوق السمك المركزي الى شركة لتديره بمعزل عن اصحاب المصلحة الحقيقيين (تجار السمك والعاملين فيه) والذين يقدر عددهم بالآلاف.

كاشفاً عن وصول خطاب من المحلية بإخلاء سوق السمك المركزي دون ان تضع اي بدائل ومن ثم طرح السوق عبر عطاء وتسليمه لأطراف اخرى لا علاقة لهم بتجار السمك في السوق, مبيناً بأنهم رفضوا هذا القرار وقرروا عقد اجتماع باتحاد أصحاب العمل ولقاء والي الخرطوم, واشار الى وجود عقد مبرم بينهم وبين المحلية ينتهي في العام 2022 وانهم سيلزمون المحلية بالعقد.

 

تنقل

معظم الذين تحدثوا لي اكدوا بان السوق يعاني من الإهمال, حيث لم تنجح محلية الخرطوم في تحسين بيئته لان السوق بوضعه الحالي المتردي يحتاج الى ان تمارس المحلية مسؤوليتها المتعلقة بصحة البيئة.

التجار الكبار بالسوق اعلنوا لي بأنهم قادرون على تحسين بيئة السوق اذا اصبحوا مسؤولين عنه, وذكر اساس الدين علاء الدين ميرغني بانهم كتجار سمك في حال تمليكهم قطعة الارض بمقدورهم ان يشيدوا سوقاً بمواصفات عالية, واوضح ان المحلية لا تقوم بعملها مع ان السوق يدر عليها اموالاً كثيرة.

ايّده التاجر عبد الرافع مصطفى فضل الله, واضاف بانهم في هذه المهنة منذ القدم وتوارثوها جيلَا بعد جيل  وليسوا دخلاء ليمنحوا سوق السمك لأشخاص لا علاقة لهم بالسمك, واوضح في حديثه لـ(الصيحة ) كل الحكومات ظلت تهمل اسواق السمك مع انها يمكن ان ترفد خزينة الدولة بأموال طائلة, وكشف بان سوق السمك كان موقعه في سوق الزنك الخرطوم ثم تم تحويله الى السوق المركزي, وأخيرًا تم نقله الى مكانه الحالي.

وقال: سوق سمك الموردة الحالي كان في البداية امام مقر الجمعية التأسيسية ثم حُوِّل جوار جامعة القرآن الكريم لينقل قرب الصينية التي تؤدي الى اذاعة أم درمان.

وقال ان تحويل سوق السمك كان يتم دون مشاورة ويتم النقل بالقوة الجبرية في كل مرة ولكنهم هذه المرة سيقاومون.

أموال ضائعة

تحدث عدد من المشتغلين في سوق السمك عن اموال كانت بخزينة لجنة السمك السابقة وتقدر بأربعة مليارات جنيه منذ العام 2019, وذكروا ان تلك الاموال يفترض ان تسخر لفائدة العاملين بالسوق في شكل خدمات, لكنهم اوضحوا ان مصيرها مجهول, فيما ذكر بعضهم انها اختفت, وطالبوا بالتحقيق حولها.

بناء جديد

بعض العاملين بالسوق ذكروا لي بأن هنالك بناءً جديدا يتم لسوق بسمك بدلا من الثاني, وقالوا ان القائمين على امره قاموا بتوفير ثلاجات سمك إيذانًا بنقل السوق القديم إليه, غير أن عبد المحسن مساعد السيد رئيس غرفة الاسماك بالسوق نفى ذلك, وقال انه مبنى آخر لا علاقة له بسوق السمك.

لجان مقاومة

صديق يحيى محمد عرّف نفسه بأنه من رجال المقاومة بالسوق, ذكر لي ان مدير الوحدة الادارية بمحلية الخرطوم اصدر قرارا بإغلاق السوق وسببه لتردي أوضاعه مع ان نظافة السوق من مسؤولية المحلية, وقال ان السوق يدفع 30 ألف جنيه شهرياً الى هيئة النظافة غير الرسوم الأخرى التي تتحصّلها المحلية, وقال ان اي سوق لابد ان يتم عبر اصحاب السوق الحقيقيين, وانهم حرروا خطابات احتجاجية لمجلس السيادة والى جهات كثيرة في سبيل ايقاف خطوات اغلاق السوق.

عثمان محمد صالح قال انه سكرتير اللجنة الفرعية للتجزئة اخبرني بوصول خطاب ينذرهم بإغلاق السوق خلال اسبوع لسبب مشكلة النظافة بالسوق, وقال ان متعهد النظافة بالمحلية فشل في مهمته وكان من المفترض ان ترجع المحلية لأهل السوق لإيجاد حلول لكنهم لم يفعلوا.

أماكن الإنتاج

عبد الرافع مصطفى فضل الله حدثني عن أماكن الإنتاج التي يصل منها السمك لسوق السمك المركزي, وقال يأتي من النوبة حلفا ومن سيتيت ومروي والجبلين جنوب ومن جبل أولياء والقطينة وفي السابق كان يصل من دولة الجنوب.

خاتمة

هذه القضية نحولها الى السيد والي الخرطوم للتدخل وإيجاد معالجات عاجلة.

الصيحة

‫2 تعليقات

  1. بسيطة سوا ليك سوق مازى وشوفوا زول كن مشى اشترى من الاجنبى بل اعملو فروع فى الاحياء مثلا منذ فتحوا ناس الشقلا تانى مامشيت سوق سمك ام درمان

  2. اعفن سوق ، واعفن بيئة سوق السمك ، وسخ ، لا رقابة على السمك ولا على النظافة ، ولا على البائعين والعمال ، السمك معروف انه اسرع فسادا اذا لم يكن مخزن في لبيئة صحية ملائمة ، يجب ان يوضع السمك في ثلاجات او ثلج دائم ، ويجب الا يكون بائتا ، بل يجب ان يباع جديد وان تكون هناك رقابة يومية وساعة بساعة عليه من ضباط صحة مهنيين وذوى ضمير ، اذا لم يلتزم تجار السمك بذلك فعليهم الابتعاد وابعادهم بقوة القانون فصحة المواطن اهم ، صحيح تجارتهم ومعائشهم مهمة ، لكن ليست على حساب صحة المواطن ، وفوق ذلك المكان ملىء بالذباب الناقل للامراض والحيوانات الضالة والقاذورات وجراثيم أخرى من الطين والعفن والماء المتدفق وتراكم الاوساخ ، والمواعين غير النظيفة وغير الصحية التي يوضع وينقل فيها السمك .
    حقيقة لو كنت والى الخرطوم او معتمد العاصمة لأقفلت هذا السوق حتى تنعدل بيئته وصحته ونظافته ولوضعت ضوابط صارمة لكل من يشتغل فيه ، وضوابط صارمة على الأسماك التي تباع فيه ، ولوضعت مكتب لضباط الصحة دائمين فيه ، ومكتب للشرطة فيه ، لا تستهروا بصحة المواطنين في سبيل إرضاء البائعين او العاملين فيه عمال على بطال .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..