السرطان أمامكم و الفشل الكلوي من خلفكم !

@ أعود بعد غيبة عن القراء بسبب وفاة شقيقتي التي عانت من داء السرطان اللعين والذي لم يستغرق معها أكثر من30 يوما بالتمام والكمال حتي ذهبت راضية مرضية *الي رحاب ربها لتلتحق بشقيقي الذي توفاه الله بذات الداء اللعين ، نسأل الله لهما الرحمة و المغفرة *وهذا سبيل الأولين والآخرين وعدا علينا حق . نسأل الله أن لا يصيب أحد بهذا الداء اللعين الذي أستوطن في مدينة الحصاحيصا التي تسجل أعلى نسبة وفيات *بالسرطان وصل الي 80% من العدد الكلي للمتوفيين وهذه الحقيقة لا يختلف حولها شخصان إلا أن السلطات في المحلية وفي الولاية *لم تعط الأمر الأهمية وكأنه وباء يحدث في دولة أخري وحتي المركز و من واقع *الحال كان عليه أن يعلن *أن الحصاحيصا *مدينة موبؤة بكارثة *السرطانات .

@ أوضحنا في هذه المساحة ، أكثر من مرة خطورة الأمر بالنسبة لسكان و مواطني المدينة التي *تعاني من تأثير مقبرة المبيدات وهي ترسل الموت الزؤام بسبب *ارتفاع نسبة الإصابة *. اليوم في الحصاحيصا *أي بيت به شخص مصاب بالسرطان وآخر لا يعلم بأنه مصاب حتي يصل الأمر الي مراحله النهائية . وفي كل بيت في الحصاحيصا هنالك شخص توفي بمرض السرطان الذي أصبح القاتل الأول في المدينة يليه الفشل الكلوي لتصبح الملاريات من أمراض الرفاهية . تتعدد الأسباب و الموت واحد وجميعنا يدعو الله أن يميته ميتة هادئة وسهلة لا يتعذب و لا يعاني فيها ولا يرهق أهل بيته و ذويه سيما وأن العلاج أصبح للقادرين فقط .

@ من المؤلم جدا أن تري عزيز لديك يفترسه المرض اللعين أمام ناظريك وانت تقف مكتوف الأيدي لن تستطع أن تفعل ما يخفف عليه سوي أن تدعو الله له والأكثر إيلام أن تجد نفسك تدعو الله أن يقبض روحه ليريحه من فرط الألم *. لا ذنب لأهل الحصاحيصا أن ينتهي بهم الحال الي هذا المرض اللعين الذي قصم ظهر كل الأسر في رحلة البحث عن العلاج ، قضي علي مدخراتهم أن وجدت و أوقعهم في ذل السؤال و في ديون لا حصر لها لينتهي بهم الأمر الي ( ميتة و خراب ديار) . داء السرطان يفتك الآن بالجميع *،، الحصاحيصا *تلوث جوها و تربتها و مياهها وأجنتها *دونما أي تدخل من الحكومة التي لم تبذل أي مجهود في تقديم الدعم المباشر للكشف المبكر الذي يساعد في القضاء علي هذا الوباء المنتشر بكثافة .

@ هذا الداء اللعين المنتشر لن يسلم منه أحد في الحصاحيصا ، أصاب 4 من المعتمدين الذين تعاقبوا علي محلية الحصاحيصا غير الإصابات وسط *العاملين الذين جاءوا من خارج المدينة ، إنه داء لا يفرز ولا يتخير ضحاياه عنده الجميع سيان ، مسلمون أو مسيحيون ، جعليون أو هوسا ،مؤتمر وطني أو شيوعيين ، نساء أو رجال ، صبية أو أطفال . مدينة الحصاحيصا غدت مثل مدينة شرنوبل في اوكرانيا التي تم إخلاء السكان منها بسبب انفجار المفاعل النووي المولد للطاقة وكذلك مدينة بوبال الهندية بسبب ما حدث في مصنع بطاريات إفريدي. استطاعت حكومات تلك البلدان احتواء الآثار الكارثية بفضل جهود المجتمع الدولي و ما يقدمه من دعم و مساعدات في هذا الإطار .

@ من المحزن جدا أن زار وزير البيئة بالولاية مدينة الحصاحيصا قبل 3 أيام وكانت زيارته *بلا معني ولم يشر إليه المسئولون بالمحلية أن هنالك كارثة بيئية بسبب ما تحدثه مقبرة المبيدات بشمال المدينة والتي كان علي الوزير زيارتها والوقوف علي خطورتها ولكنه *لم يكلف نفسه التعرف علي بيئة الحصاحيصا ليكحل عينيه بمعرض لنباتات الزينة وقام بغرس شجيرة تذكارية وقفل راجعا من حيث أتي ، هؤلاء هم مسئولون غير مسئولين لا يعرفون ما هي البيئة *وما يشغرون من مقاعد وزارية استحدثت للمحاصصة فقط . *وزير بيئة لا يسأل في زيارته الرسمية لمدينة الحصاحيصا عن مهددات البيئة التي أودت بحياة الكثيرين وكأن زيارته للمدينة تتلخص فقط في تناول وجبة إفطار والعودة في موكب الطواويس .

@ ما يحدث في مدينة الحصاحيصا حذرت منه الأمم المتحدة بأن مقبرة المبيدات في مدينة الحصاحيصا هي الكبر والأخطر علي نطاق القارة الأفريقية وأن تأثيراتها وآثارها تصاعدية وهاهي الآن بلغت حدا من الخطورة صارت المسبب الأول للسرطان والفشل الكلوي لإنسان الحصاحيصا . ما يحدث في مدينة الحصاحيصا نحمل الحكومة كل تبعاته ومن هذه المساحة نناشد كل صاحب قلم حر أن يتناول هذه القضية وتوضيح خطورتها و مناشدة منظمات المجتمع المدني التضامن مع مواطني الحصاحيصا وتبليغ المجتمع الدولي بمعاناة المواطنين لاستقطاب الدعم العاجل ووقف انتشار تأثير مقبرة المبيدات ونذكر رئاسة الجمهورية أن السرطان أمامنا الفشل الكلوي من خلفنا وأن الموت *بالرصاص هو أرحم من معاناة الموت *بالسرطان.

@ يا كمال النقر ،،تذكر أنه السرطان ،،موت في *؟ فايدة مافي!

[email][email protected][/email]