يتسيدون الحفلات في الأعياد: الفنانون الشباب بأم روابة.. نجوم بعيدة عن الإعلام

أم روابة – محمد عبد الباقي
مثلهم وأبناء الحي، كانوا يجلسون على الكراسي التي تناثرت داخل منزل العُرس، وعندما اقتربت الساعة من التاسعة مساء نهضوا بهمة واتجهوا نحو آلاتهم الموسيقية التي كانت تتكون من أورغن وطبلة، وبدأوا في نصبها في الأماكن المخصصة لها، لم يثر وجودهم فضول أحد، ولكن الذين تجاهلوهم في البدء امتلات جوانحهم بالإعجاب عندما ابتدروا العزف الجماعي قبل الوصلة الغنائية بنحو ربع ساعة، فاحتد صوت التصفيق حتى علا صوت الموسيقي، وتضاعف الحماس عندما ظهر الفنان الذي كان في ذات عُمر العازفين وجميعهم لم يتخطوا عتبة العشرين كثيراً، ولكنهم كانوا كباراً عندما تباروا في العزف وصدحه خلفهم الفنان الشاب مغنياً، فألغى كل سكان مدينة أم روابة ما بأيديهم من أعمال وانصتوا لصوت الإبداع يخترق مسامات أنفسهم ويدقق مشاعرهم.
# عازف الحي يطرب
قديما قيل (عازف الحي لا يطرب) ولكن، أعتقد أن التفوه بهذا المثل الحاذق أمام سكان مدينة أم روابة يمكن أن يجلب بعض المصاعب، فهذه المدينة الوادعة صار مبدعوها يُطربون سكانها حتى الثمالة، فتتراقص أجسادهم حتى تكاد أن تتعرى من ثيابها وتهتز دواخلهم على أنغام أبناء الحي العازفين (عمر عبد الخالق) عازف إيقاع وعازف الأورغن (عمار موسى) والفنان الشاب (قاسم كنده)، الذين رغم صغر تجربتهم التي لم يصقلها التدريب ولا الدراسة، كان جليا أنهم يمتلكون من أدوات التطريب ما يجعل الأجنة في الأرحام تسترق السمع لوشوشة أناملهم على الآلات الموسيقية ومفردات الأغاني المترعة بالألحان والمخضبة بالموسيقى تشق الفضاء لتعانق الأنجم في علاها، وبهذه الثقة المكتنزة باليقين أشار (عمر عبد الخالق) إلى أنهم ومنذ أكثر من خمسة أعوام سيطروا على أجواء أم روابة الغنائية تماماً وتمددوا لبعض القرى والمناطق الريفية خارجها، حيث تزايد الإقبال والطلب عليهم حتى أصبح الناس لا يجلبون مغني من خارج المدينة لإحياء حفل أو مناسبة داخل أم روابة.
# العيد.. موسم العدادات
ويشير (عمر عبد الخالق) وهو عازف طبلة شهير بأم روابة على حداثة سِنه، أنه وزميله عازف الأورغن (عمار موسى) وآخرون يعملون بصورة شبه دائمة خلف صديقهم الفنان الشاب (قاسم كندة) الذي يعد مميزاً بلا شك بصوته الجهور وأغنياته الرصينة مما جعله يحتل كل بيوت الأفراح والمناسبات بمحلية أم روابة رغم وجود نحو ثلاثين فناناً وعازفاً داخل أم روابة وحدها، ويضيف (عمر) أن نشاطهم يضطرد في الأعياد وإجازات المدارس، ولكنه ينخفض قليلاً في بقية فصول العام، ولكنهم خلال فترة انحسار المناسبات يعكفون على تجويد أعمالهم ويطورونها من أجل الاستعداد للأعياد. ويؤكد (عمر) أن أسعار حفلاتهم تتراوح بين ألف ونص والفين ونصف، وقد تتجاوز الثلاثة آلاف جنيه عندما يطلب منهم إحياء حفل خارج المدينة.
# الخروج من رحم الذات
نحو ثلاثين شاباً يجيدون العزف والغناء، جميعهم علموا أنفسهم بأنفسهم دون أن يجدوا من يمد لهم يد العون والمساعدة الفنية، بحسب (عمر عبد الخالق)، الذي قال إنه تعلم عزف الطبلة بنفسه، فكان يسترق السمع والنظر معاً إلى جارهم في الحي وهو عازف طبلة معروف، ومن هنالك شق طريقه إلى أن أجاد هذا النوع من الفن إجادة جعلته محل أعجاب.
ولم ينف (عمر) وجود مركز للشباب، ولكن المركز لم يحفل بتقديم خدمات فنية لكل شباب المنطقة الذين هم في حاجة ماسة لمساعدة فنية ترتقي بالكثير من المواهب الذين يوجدون بالمنطقة، لكنهم في انتظار من يكشف عنهم النقاب ويقدمهم للمستمعين في ربوع السودان المختلفة.
مشاركة في: Post on Facebook Facebook Add to your del.icio.us del.icio.us Digg this story D
اليوم التالي
ما عندكم شغلة والله شوفوا ليكم زراعة وتربية بهائم أشرف وأكرم
الشباب نعدهم للبناء والنهوض بالوطن ويعدون أنفسهم للغناء والخنا والفجور قال رقصوا حتى تعروا من ملابسهم هذا مدح أم قدح؟
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله