مقالات سياسية

الدعم السريع كأحد عناصر الأزمة التاريخية

الدعم السريع كأحد عناصر الأزمة التاريخية

لا يمكن حل اية مشكلة _ لو استعرنا مقولة اينشتاين _ باستخدام نفس العقل والعناصر التي انتجتها .

ما المشكلة في السياق؟

تكمن المشكلة في سياقنا المحلي في وجود نظام اجتماعي يرعي الابادة و يكرس الظلم و التفاوت .

يرتكز هذا النظام علي ضلعيين ؛ النخب النيلية و نخب مهمشي منطقة الحزام التي أعادت تعريف نفسها كعرب كمقابل تمييزي  لمن أعيد تعريفهم ك” امبايات ” و ” زرقة ” .

علي مدي سنوات ما بعد الدولة المهدية تشكل تحالف تاريخي بين المجموعتين انخرط عمليا في تثبيت اركان الدولة المؤسلمة و المعربة.

ففي حين تتكفل النخب النيلية بتوفير الغطاء السياسي و الاخلاقي و الايدلوجي ، يقوم نخب مهمشي منطقة الحزام بتعبئة و تجنيد المقاتلين لصالح مشروع النظام الاجتماعي المؤسلم و المعرب .

كان من نتائج هذا التحالف إزاحة السودانيين الأفارقة في دارفور من أرضهم التاريخية و إحلال آخرين مكانهم و إبادة الشعوب الافريقية في الجنوب بشكليه القديم و الجديد.

ادي انفضاض هذا التحالف الي اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل . و كفعل تكتيكي، وفي إطار التأسيس لمشروع الدولة المقترح أعيد تأويل مشروع السودان الجديد حول بمقتضاه نخب الحزام الي ضحايا في مقابل اصطناع صورة مشوهة للجماعات النيلية تحملها وزر الأزمة التاريخية للبلاد.

و هكذا ، و عبر الاستثمار في المظالم و خطابات التهميش و التلاعب بمشروع السودان الجديد نال نخب الحزام شرف تفكيك دولة ٥٦ بعد أن كانوا اهم دعاماتها.  و بذلك صار العنصر المنتج للازمة أحد أدوات حلها .

يستميت نخب الحزام في التعتيم علي هذا الحقائق باستلاف شعارات السودان الجديد، و تصوير مغامرة الخامس عشر من ابريل كامتداد لنضال السودانيين للانفكاك من قبضة النظام الاجتماعي القديم.

لكن مع ذلك لا يمكن علي الإطلاق حجب شمس الحقيقة. سوف يظل الدعم السريع احد اضلع الازمة التاريخية ، و بالتالي لا يمكن أن يكون من ضمن أدوات حلها.

لن يفضي ١٥ إبريل الي تفكيك دولة ٥٦ و وضع لبنات السودان الجديد. وإنما سيقود الي استبدال ورثة الدولة القديمة بنخب الهامش و بالتالي تأسيس دولة عشائرية و عرقية علي انقاض الدولة القديمة.

و تبدت ملامح هذة الدولة في الهرمية العرقية في التركيبة الاجتماعية لمليشيا الدعم السريع ، علاوة علي القتل و النهب و الاغتصاب علي أسس عرقية.

انتصار مشروع نخب مهمشي منطقة الحزام سوف يحول السودان لسجن تحت إمرة مليشيا آل دقلو الخاضعة لمصالح الامبريالية الإقليمية في الخليج .

‫3 تعليقات

  1. الحل في الكونفدرالية او التقسيم بدت هذا العبث والحقد المتبادل وهذا ما لايريده جل النخب فالفساد دائما اسهل في الدول المركزية وكل النخب والاحزاب والهامش وعير الهامش انتهازيين وفسدة.

  2. 😎 الهامش بنخبه و عسكره لا فكاك لهم من الايدلوجية الإسلامية السياسية و لا مقدرة عندهم لتأسيس دولة مواطنة ديمقراطية علمانية لانهم لا يفقهون تلك المفاهيم و هم مؤهلون فقط لإقامة دولة طالبانية بوكو حرامية تحل محل دولة الكيزان الاجرامية التي هم أحد منتجاتها 😳😳

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..