حكاية الحاج عبد المجيد … والرئيس نميرى!!!

حكاية الحاج عبد المجيد … والرئيس نميرى!!!

منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]

كردفان ماضيها اوحاضرها…لم ينسلخ من جمال انسانها … الاصالة ولا من طيــــــب معشرهم وسعة صدورهم الشهامة … الابيض حاضرة شمال كردفان …مدينة تحتضن من فيها بحنانها ومودتها ….والارض الطيبة لا تخرج الا طيبا …ولا يخلوا مكان على ظهر البسيطة من نشاذ …ما …ولكن… طبعها وسجيتها الكريمة تحتوى الناس فيها وحولها بكل سماحة والفة وبساطة…….
عروس الرمال …سكن حاج عبد المجيد قلبها فبادلته المدينة المحبة فاصبح لا يطيق ان يسافر منها الا للضرورة الملحة …. التجارة كانت مهنته … لم تكن تجارة الجشع والطمع كالتى نحياها هذه الايام …كما تحلو لبعض اصحاب النفوس المنحرفة…. الذين تمردت ضمائرهم فسقطوا فى درك الفساد والافساد… وحب الذات ومات ايمـــانهم بعد ان اغتالوا بايديهم سماح نفوسهم وباعوها بثمن بخس …ودراهم معدودة وكانو فيما عند الله من الزاهدين…. عشق الحاج كردفان كعشقه شجرة التبلدى التى استمد من هيبتها وسمتها المتـــماسكة وجذورها الضاربة فى اعماف الارض شخــصيته القوية … النافذة التى لا تعرف الخوف والمهابة الا من خالقها … كان اقرب شبها بخيرات ارض كردفان المعطاءة …ورغــــــم كرمه وطيبة معشره الا انه لا تاخذه فى الحق لومة لائم …. لا يملك ان يصمت امام ظلم ظالم فيه تجاوز لكرامة او استلاب لحق او استحواذ متغول على ما يملكه الاخرين….قليل كان او كثير …. كان يمقت الاستعلاء والتجبر … فاحبه البسطاء واهل الحكمة ….. ورحبت به مجالس المدينة غنيها ….وفقيرها ….
ارباب السلطة فى وطننا الغالى والى هذا اليوم يظنون يقينا ان السودان ملك خاص بهم او لهم ولا تختلف ..هذه.. او تلك…فيفعلوا به كما شاءت سلطتهم وشاء لهم الهوى … ويحسب البعض منهم ان الانسان السودانى ماهو الاقطعة شطرنج تحرك كما تشتهى مصالحهم الرخيصة ….والحقيقة الدامغة ان السودان ملك لكل الشعب السودانى وهو الوحيد صاحب الكلمة والقرار… لكن… لكل اجل كتاب….
نظام الرئيس نميرى …. وكغيره من الانظمة العسكرية كانت السلطة فيه فى قبضة دكتاتورية …. الا ان السودان وعلى مر الازمنة…. والتاريخ خير شاهد … لم يشهد نظاما فتت وحدته اودمر ينيته …وافسد سمعته….. مثل الحكم الحالى…… وليس من رأى بعينه كمن سمع…….
وحتى لا نمضى بعيدا.. اكثر.. عن الحاج عبد المجبد….فقد امر محافظ الابيض انذاك ان يتم انتزاع الكثير… من الاراضى لصالح الدولة….. ومن بين تلك الاراضي المنتزعة ارض الحاج عبد المجيد…. واجه الحاج المحافظ بظلمه واستبداده وعنـفه وطلب منه ان يرد الحقوق الى اهلها ولكن قابله المحافط بكل صلف وهدد … وتوعد …..لم يتردد الحاج فقـــصد الخرطوم … وطلب ان يقابل الرئيس نميرى فحيل بينه وبين مقابلته …. وفى اليوم التالى دخل فى نقاش حاد مع مدير مكتب الرئيس …. حتى وصل الى مسامع نميرى ان هناك رجل يصر على مقابلته …. بتوجيه من نميرى دخل الحاج مكتب الرئيس اخيرا…. فاتحه بالمظلمة … وطلب منه ان ينصفه …. وبدون تردد اصدر نميرى خطاب بخط يده شخصيا.. موجها الى المحافظ …بان يعيد الحقوق الى اهلها فورا … مع سرعة التنفيذ والافادة …… وهكذا…تمت اعـــــــادة الاراضى المنتزعة الى اهلها ….

تعليق واحد

  1. اللهم أرحم الرئيس نميري و تغمده بواسع رحمتك … الرئيس كان يمتلك كارزيما لا مثيل لها في حكم البلاد … وهذا بشهادة كل الذين عملوا معه … و لكن نقول اين ناس البشير من كل هذه التجارب … و أسفي علي بلادي

  2. لو كان عم التنقو الحالي لطالب بمزيد من القلع باسم المصلحة العامة 🐙 عمكم تنقو ده اصلا ما سمعته قالو عيان ولا مشي اجازه

  3. لايوجد اىوجه للمقارنة بين النميرى الراجل والسودانى الاصيل ودالبلدوبين البشير الرقاص الهجاص الذى يدير دفة البلادبتعليمات الحريم

  4. فعلآ مافى مقارنة بين النميرى ولص كافورى النميرى!النميرى كان رجل نضيف لم يكن لصآ
    لو كان دخل على عمك تنقو.. كان عم تنقو قلع جلابية الحاج عبد المجيد وشال المركوب لعبدالرحيم حسين

  5. رحم الله الرئيس (السوداني) قلبا وقالبا جعفر نميري..رجل والرجال قليل..الكثيرون يركزون على أخطائه هنا وهناك ، وكل ابن آدم خطاء، ويتناسون كل إيجابية وخصلة حسنة فيه وما أكثرها..زاهد ومحب للسودان ومتفاعل بقوة مع الناس وقضاياهم وصاحب قرار (أصاب أم أخطأ) ووفي بالعهود، وعشنا حتى رأينا رؤساء لم نسمع لهم قرارا في قضية تهم الناس ولا تفاعلا معهم ومقابلتهم أهون منها الصعود إلى السماء!

  6. والله الشعب السوداني شعب غريب الأطوار هذا نميري الذي كرهتموه وذلك عبود الذي ظلمتوه وغداص عمر البشير الذي فقدتوه ……….وهكذا التوهان في الحلقة المفرغة ولك الله ياسودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..