مقالات وآراء

قلم سهير

في هذا العصر ، يكثر التكتم ،وتزداد التعمية، وتعم التغطية، قليلة هي الأقلام التي تقتحم الأماكن المظلمة ، وتسعى لإنارتها ، نادرة هي الأقلام التي تتناول عيوب المجتمع ، وتحاول علاجها .
من أبرز هذه الأقلام قلم سهير عبدالرحيم ،سيدة لا تخشى أحدا ، ولا تهاب كيانا ، صادمت واصطدمت ، ولكنها ظلت شامخة كالجبل، لا يهزها ريح النقد الهدام، ولا يُضعفها تيار التجني البغيض. ولا تُسكتها كثرة الإيقافات.
ما أن تظهر مشكلة من المتوقع أن تضر بالمجتمع إلا وتنبري لها قوات سهير المسلحة ،المكونة من البيان والجرأة ، والقدرة على التشخيص، والتوفيق في طرح العلاج.
إذا ما لاح بالأفقِ ظلامٌ داخل النفقِ
تجيء سهيرُ بالقلمِ لتمحو الزّيفَ بالحقِّ
نظرة بعض القراء إلى مقالاتها تكون سالبة؛ لأنهم يقفون عند ظاهر القول، ولا يتعمقون في المعاني المستهدفة ؛ مثلا حينما قالت إن البنغالي “تمّر” قدميها وحذاءها ،أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها ، فهي كانت تشير إلى المعادل الموضوعي في القضية ، كيف كان سيكون، لو كان ذاك من أبناء جلدتنا ؟!
هكذا هي دائما تسرد الوقائع، وبين السطور لها أهداف نبيلة ،ومقاصد جليلة ، لا يدركها ذوو النظرة القاصرة ،ولا يعرفها أولو الرؤية المحدودة ، فتجدهم يتوقفون عند ظواهر النصوص، ولا يقرؤون ما وراءها، ولا يفهمون مراميها .
تريد سهير أن تطلق صرخة في وادي الصمت المجتمعي ، مفادها : نحن لسنا ملائكة؛ فمجتمعنا فيه ممارسات خاطئة كثيرة ، ينبغي الاعتراف بها ثم البحث عن حلها ومعالجتها ، وليس السكوت عليها.
والقارئ المنصف لأعمدة سهير اليومية يجد أنها تريدنا أن نفهم قول البحتري:
إذا ما الجرح رُمّ على فساد تبيّن فيه تفريط الطبيب
لك التحية يا أم رهف ، سيري موفقة مسددة.

طارق يسن الطاهر
[email protected]

‫3 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..