أخبار السودان

البحر الأحمر.. الرباعي الفتاك .. مناطق غرب هيا (التعدين) الأعلى إصابة بالإيدز

*انتقادات لاذعة للدولة بسبب التكتم وعدم الكشف عن إحصائيات المرض

*35 منفذا لتقديم خدمة العلاج والتشخيص للأمراض المنقولة جنسيا

*نأمل أن يصل معدل الفحص الطوعي إلى 13,000 في العام الواحد

تحقيق سعيد يوسف

كشفت إحصائية صادرة من جهات رسمية عن حجم الكارثة التي أخذت عدة أشكال ومختلف الأرقام لأربعة من الأمراض القاتلة التي تمكنت من شريحة كبيرة من مواطني ولاية البحر الأحمر .. في هذا التحقيق ، عزيزي القارئ، أنت موعود بكم هائل من المآسي وعن حجم الملف الصحي الشائك الذي ظل ينخر في جدار الولاية سيما أن هذا الخلل هو ما إلتمسته من خلال معايشتي لأهل المدينة بورتسودان) وهي أشياء ليست بعيده عن سكناي في تلك المدينة التي نشأت فيها وخبرت دروبها تماما .
الحكومة تخشي بل تتحفظ وتمتنع أغلب أجهزتها والعاملين في هذا المجال من الإدلاء بأي معلومات حوله ، ومع تزايد الحالات وضعف الدعم الحكومي الذي يقدم وعدم الاعتراف بوجود المرض من شأنه أن يعجل بموعد اقتراب الإنهيار العظيم ، فإلى مضابط التحقيق .

الإيدز الفتاك:

الإيدز مرض العصر القاتل ، بسببه تمنع الدول مواطنيها من زيارة بعض البلدان التي ينتشر فيها المرض بصورة كبيرة، خوفا من إنتقال المرض لمواطنيها وفي الجانب الآخر تتشدد في إجراءات دخول الزائرين لها من دول ذات إصابات عالية ، تقارير عالمية تحذر منه وتقرع الأجراس ،إضافة لأموال ضخمة تصرف عليه ، وفي ظل تزايد نسب الإصابات التي وصلت في بعض الدول على سبيل المثال بتسوانا إلى 42% ودولة سيراليون إلى 38% وجنوب إفريقيا إلى8% ،وهووضع بالفعل ينذر بموعد اقتراب الانهيار العظيم ، كذلك نجد الفائدة تعم في مثل التجربة اليوغندية التي وصلت فيها نسبة الإصابة إلى 15% بعدها اعترفت على لسان رئيسها في أحد المؤتمرات الدولية بوجود المرض على إثر ذلك الاعتراف ضُخت في خزينته أموال كثيرة في موازنته العامة بعدها تراجعت نسب الإصابةإلى 3% وتم علاج الحالات بصورة كبيرة جدا .إذا فالمجتمع الدولي فقط يريد الاعتراف بوجود المرض ، وحسب تقارير رسمية من منظمة الصحة العالمية ترى أن 2% فقط من إنتشار المرض هي كافية بأن يطلق عليها حالة(الوباء) .. هنا نريد أن نقرع جرس الإنذار كسلطة رابعة ونقول لحكومتنا هلا اعترفتم وصرحتم بالنسب الحقيقية للإيدز في السودان، حتى ينهمر الدعم للقضاء على هذا المرض القاتل الفتاك أم نواجه مصيرنا المحتوم وسط صرخات المتعايشين وتفرجكم عليهم وهم يتساقطون يوما بعد يوم في ظل غياب الدعم والتوعية المطلوبة في ذلك .

غياب الوعي:

حقيقة الحصول على معلومة عادية ليست بأرقام في حد ذاتها صعبة للغاية عن برنامج الإيدز .. محاولات عديدة لثلاثة مرات إلى إدارة البرنامج أجريتها من أجل الحصول على الرقم الحقيقي لكنها باءت بالفشل ، كذلك في الحصول على عدد المصابين بدعاوى أن ولاية البحر الأحمر وبالأخص مدينة بورتسودان ،مدينة سياحية يمنع بل ويحرم مجرد الحديث عن الإيدز فيها ، هكذا قال لي أحد العاملين بالبرنامج، مفضلا حجب إسمه أنهم في إجتماع موسع وجدوا أن المشتبه بهم عند حضورهم للفحص عن أي مرض يتضح حسب الأطباء أن بهم مصابون .في ذلك قال محتاجون لآلية لرفع الوعي لأن مواطني المنطقة بل وأي مكان في السودان لديهم وصمة عار تجاه الاعتراف بالمرض ، كذلك اهتمام الكادر الطبي الذي يعمل مع الحالات المتعايشة مع المرض مهم في حد ذاته .، وتابع نحتاج من الكادر الطبي التحدث والسؤال مع المريض عند الفحص وعن تلقي العلاج ، كما طالب بتفعيل الإنذار المبكر والخدمات الخاصة بالإرشاد النفسي والطوعي لأن الإقبال ضعيف قائلا للأسف ليس هناك تجاوب .

كذلك قال بأنا نحتاج لتبني مناهج جديده ووسائل جديده في القطاع الخاص والتأمين الصحي ، كذلك نحتاج لتفعيل مراكز فحص طوعي وهي بالطبع تحتاج لميزانيات وخطط لقلة الكوادر الطبية . وفي سؤال عن وجود مكتب لمرشد في ذلك قال للأسف لايوجد والكوادر الطبية العاملة في حد ذاتهم يحتاجون لرفع الوعي الصحي للتعامل مع المتعايشين بصورة آمنة ، متابعا بالقول أنه يعرف متعايشا مع المرض قال له في مدينة ود مدني عندما أخبرهم بأنه متعايش مع مرض الإيدز وأنه يريد العلاج من مرض آخر رفضوا معالجته بل وتم طرده وعدم السؤال عنه ، وعدم معالجته من المرض الآخر وهي إشكالية كبيرة تواجه المتعايشين من عامة الناس والكوادر الطبية كذلك .

لأن غياب الرعاية الطبية من شأنه أن يزيد من المرض بسبب قلة الوعي وسط الكادر الطبي .

وأشار إلى أن ضعف التجربة للكادر الطبي ينفر عدد كبير منهم .

الأعلى نسبة:

ولم يخفِ مصدري بأن ولاية البحر الاحمر تعتبر من الولايات ذات النسب العالية من الإصابات الجديده ، إلا أنه عاد وأكد مستدركا بالقول لكن لا ترقى أن تكون (وباء) متعمم وأغلب الذين يأتون إليهم معظمهم( محولون ) من المستشفيات والعيادات الخاصة من قبل الأطباء .

. وتابع أن لديهم 35 منفذا لتقديم الخدمات الخاصة بالتشخيص وعلاج الأمراض المنقولة جنسيا مجانا.

إلا أنه عاد وقال في إحدى مراكزهم هنا ببورتسودان خصص واحد منهم لمنع الإنتقال الرأسي من الأم الحامل إلى الجنين وهو مركز مستشفي التقدم ، وتابع في العام 2009 أنشأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـ(يو، إن ،دي ، بي)هذا المركز .وكذلك وحدة علاجية أخرى مجاورة لمركز مرضى الصدر ، إضافة لمراكز الفحص الطوعي المنتشرة في كل مناطق الولاية وهي محليات (بورتسودان ، سنكات ، درديب ، أوسيف ، هيا )

وكشف عن أن أكثر الإصابات هي في مناطق غرب هيا (مناطق التعدين ) وكشف مصدر آخر عن أن هناك نساء يقمن في مناطق خلوية داخل ( كرانك، رواكيب ) لممارسة الجنس فيها وهي قد تكون بها حالات إيجابية (مصابةّ بالإيدز) وأن الموجود لايظهر وقتيا والحالات التي يتم الكشف عنها في مدة 6 شهور هي عبر فحص ال ( بي ، سي ، آر)

بيد أنه لفت إلى أن أكثر من 32,000شخص في ولاية البحر الأحمر بين العام 2006م إلى العام 2016م تم فحص الإيدز لهم وهو رقم أقل من المستهدف ، قائلا :(نأمل بأن يصل معدل الفحص إلى 13,000 في العام الواحد ).

وتابع بالقول نريد القضاء على ذلك المرض والحد من إنتشاره وذلك باعتبار أن الأمراض المنقولة جنسيا جميعها تساهم بقدر كبير جدا في التقاط عدوى وفيروس مرض الإيدز .

لذلك نحن نناشد المواطنين بالولاية أن يقدموا على الفحص الطوعي وهو مجاني وسري عبر 12 منفذا لتقديم خدمات الفحص بالولاية .

وفي معرض رده على سؤال عن الفئة العمرية الأكثر إصابة قال من سن 25-49 عاما هم الذين يشكلون إصابات أكبر لأنه حسب الإحصائيات تم تسجيل أكبر عدد في الإصابات في هذه الفئة العمرية .

كما أشار إلى أن ولايتي كسلا والقضارف تشكلان نسبا عالية باعتبارهما مجاورتين لدول ذات وبائية عالية.

التيار.

تعليق واحد

  1. الايدز منتشر بكثرة في دولتي الجوار اثيوبيا وارتيريا لأن الجنس فيها مباح فعلي السلطات منع دخولهم الى السودان الا بعد الفحص الطبي ولكن الحادث أن سكان هاتين الدولتين يدخلون السودان بدون أي فحوصات

  2. الايدز منتشر بكثرة في دولتي الجوار اثيوبيا وارتيريا لأن الجنس فيها مباح فعلي السلطات منع دخولهم الى السودان الا بعد الفحص الطبي ولكن الحادث أن سكان هاتين الدولتين يدخلون السودان بدون أي فحوصات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..