فقاعة الأسعار تعمل صعوداً وهبوطاً.. كيف تتفاعل العملة مع سوق المضاربة بحساسية أعلى في غياب الإنتاج

الخرطوم- نازك شمام

منذ الإعلان عن الوديعة القطرية والرأي العام يترقب سقوط الدولار وتنازله عن عليائه، ليتمكن عدد كبير من التجار والمستوردين وطالبي العلاج والسفر والأجانب العاملين في الدولة من الإمساك بزمام (الأخضر)، إلا أن الغرابة تكمن في أن الدولار في السودان يعامل كسلعة ومخزن للقيمة مما يجعل من هبوطه أمرا شاقا، ولأنّ الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي تزداد شقتها مع مرور الأيام ومن خلال أحداث اقتصادية متلاحقة ارتبكت الأسواق الموازية للعملة بعد أن شيع سريان الوديعة القطرية في قنوات البنك المركزي فانحنى (الأصلع) قليلا إلا أنه لم يلبث أن عاد مرفوع الرأس متحديا كل القوانين الاقتصادية ليبحر إلى ضفاف (التسعة جنيهات) ويتخطاها إلى ما بعد ذلك في تحدّ سافر للاقتصاد السوداني.

ما جعل أسعار الدولار تتصاعد عدم تمكن المصارف الرسمية من الإيفاء بالتزامات التجار والمستوردين وجعل الطلب في السوق الموازي عاليا في ظل شح المعروض إلا أن الأنباء الواردة على لسان بشير أحمد محمد مدير إدارة النقد الأجنبي ببنك السودان حول ضخ مبالغ مقدرة من النقد الأجنبي في المصارف لمقابلة احتياجات صغار الموردين جعلت أسعار الصرف تتراجع إلى حدود التسعة جنيهات مرة أخرى يوم أمس الثلاثاء مقارنة بـ 9.30 جنيه يوم أمس الأول في مفارقة تبدو غريبة في أن بعض الأنباء المتداولة قد تعمل على تراجع السلعة بشكل واضح وخاصة الأخبار التي يصدرها البنك المركزي الخاصة بتحسن موقف احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وضخه مبالغ مقدرة منها للمصارف وفي ذات الوقت تعمل أخبار أخرى على رفع وتيرة الأسعار خاصة المتعلقة بالشق السياسي الاقتصادي مثل أخبار توقف تدفق نفط الجنوب أو أي إشكاليات في الحقول النفطية بالجنوب أو ما يتداول عن صادر الذهب الأمر الذي يثير جنون الدولار ويجعل أسعاره تقفز إلى السماء في مضاربات بين تجار العملة تبدو واضحة للعيان.

ارتفاع أسعار الدولار خلال الفترة الماضية رغم ما رشح من أنباء عن وديعة قطرية وتحسن في موقف النقد الأجنبي بسبب تدفق مبالغ مقدرة من رسوم عبور وتصدير نفط الجنوب، يرجع إلى عدم ضخ مبالغ كافية من النقد تستوعب حاجة التجار والمستوردين في ظل انسياب الوديعة القطرية بحسب أخبار صحفية وتوظيف جزء منها لصالح دارفور بطلب من قطر وجزء لصالح الموسم الزراعي والبعض الآخر للاستيراد لسد حاجة الدولة من السكر والقمح وتغطية بعض الالتزامات الخارجية.
انتقادات كثيرة وجهها عدد من التجار والمستوردين للسياسات الاقتصادية الراهنة ودمغوها بالعجز عن مقابلة احتياجات الدولة وتساءل الشيخ إبراهيم (مستورد مواد غذائية) عن الوديعة التي وضعتها قطر لدى البنك المركزي مطلع الشهر المنصرم وعدم استطاعتها إحداث استقرار نوعي لسعر الصرف، وأشار في حديثه لـ(اليوم التالي) إلى أن بنك السودان المركزي يتقاعس عن أداء دوره في ضبط أسعار صرف الجنيه السوداني، وأكد أن ذلك يساهم في اختلال الوضع الاقتصادي الكلي وهروب الاستثمارات الخارجية.
فيما قال التاج محمد (مستورد أدوات كهربائية) إن السودان أصبح على مشارف الانهيار الاقتصادي، وانتقد بشدة السفريات الخارجية لوزير المالية السوداني ومحافظ البنك المركزي في ظل الوضع الحالي.
مشكلة الدولار تظل تتفاقم مع العجز المستمر للصادرات السودانية في احتلال مواقع متميزة في الأسواق العالمية ووقوع معظم الصادرات غير النفطية تحت رحمة البورصات العالمية التي تتأرجح أسعارها بين الارتفاع والانخفاض. ووفقا لتقرير أعدته اللجنة الفنية الاقتصادية بوزارة المالية تقيم فيه أداء البرنامج الثلاثي خلال الفترة من 2010-2012 ترجح أن تحقق الصادرات بنهاية العام 2012 مبلغ 3,8 مليار دولار تأتي معظمها من الذهب الذي أصبح يشكل قمة السلع المدرة للنقد الأجنبي .

وقلل أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم د. محمد الجاك من إعلان البنك المركزي عن ضخ مبالغ ضخمة من النقد الأجنبي في الخزينة العامة وقال إن أعلن تنقصه تفاصيل مهمة من أهمها كمية تلك المبالغ، وألمح إلى عدم وجود مؤشرات لدخول هذه المبالغ إلى الخزينة مشيرا إلى أنه في ظل هذه المعطيات من الصعوبة بمكان قياس الأثر الاقتصادي في ظل غياب المعلومات الأساسية للمبالغ، وقال الجاك إن عدم وضوح المبالغ والجهات سيقلل من أثر ذلك على الأسواق وقد يعتبره البعض مجرد إشاعة قصد منها التأثير على الأسواق الموازية للنقد الأجنبي، مبينا أن الدولة بثت في اوقات سابقة هذه التصريحات عبر الأجهزة الإعلامية الا أن عدم تحديد هذه القروض والمنح أفشل المحاولات في التأثير على وضع الدولار في الأسواق الموازية وشدد الجاك في حديث لــ( اليوم التالي) على ضرورة وجود اجراءات لتحجيم الطلب على الدولار موضحا إلى أن ازدياد الطلب يساهم في جعل سعر الصرف مرتفعا بالإضافة إلى أنه يخصم من احتياطي الدولة من النقد الأجنبي ونوه الجاك إلى أن واحدا من أهم جوانب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن التصاعد الحاد في أسعار الدولار، موضحا أن كافة التحليلات ترجح أن الارتفاع ناتج من الخلل في العرض والطلب على الدولار، وأشار إلى أن أي جهود تصب في تقليل الطلب إلى درجه تجعله يتعادل مع العرض من شأنها أن تساهم في انخفاض أسعار الدولار وتضييق الفجوة بين السعرين الرسمي وسعر السوق الموازي، وأكد على أهمية بناء الدولة لاحتياطاتها من النقد الأجنبي، وتساءل الجاك عن الهدف من دخول موارد ضخمة من النقد الأجنبي تكون ضمن الاحتياطات أم ستدخل لسد العجز مبينا أن ما جاء في الخبر لم يحدد الكميات التي دخلت، لافتا إلى أهمية أن تضع الدولة ضمانات لتحجيم الطلب على الدولار لسد الثغرة بين العرض والطلب في ظل إمكانية دخول عروض جديدة للطلب من قبل الدولة الأمر الذي يستلزم تحديد ضوابط وأسس للطلب على النقد الأجنبي مؤكدا أن هذه الضوابط ستعمل على توازن العرض والطلب

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. السيولة كلها عند الكيزان…هم الذين يتحكمون فى سعر الدولار…وعاملين زى المنشار…اذا ارتفع حققوا ارباح… واذا انخفض حققوا ارباح…لكن عامة قيمة الدولار فى ارتفاع عام…فكان رجع خطوة بكرة بنط خطوتين

  2. مع كل اقتراب لموسم عودة المغتربين للسودان في إجازاتهم السنوية ينخفض سعر الدولار ويرتفع سعر الجنيه وتظل الأسعار كما هي . المسألة زيادة عرض للدولار في السوق . وهو ما يعني أنها زيادة غير حقيقية لسعر الجنيه وغير مرتبطة بالإنتاج من عدمه . وانتظروا شهر أغسطس الجايي وحتشوفوا سعر الدولار بقى كم.

  3. شغالة حبشية الإسبوع المنصرم إستطاعت ان تسحب مبلغ 113 الف دولار من عميد بجهاز الأمن الوطني ..ومن غرفة نومه ..الكلام هذا ذكر في موقع السائحون ..الجماعة المرقو من الكيكة ملوووص يعني الكيزان الحردانيين وهس شغالين برضو فيهم ..لا لمو في نسوان وعربات ومناصب ولا ماتو لحقو الزينين والحور العين كما يتوهمون ..ذكرت السائحون لأنهم بعض هذا النظام وجزء لا يتجزأ منه ويعرفون الاعيبه وبرامجه وتفاصيله ..يعني ابوالقدح البعرف محل إعضي رفيقو ..بالله السودان دا ما هملة البقي مرهون تحت وصاية 7000 شخص من جملة كم وعشرين مليون ..نستاهل فعلأ كشعب ماتت فيهو الهمة والنخوة ان يحكمنا هؤلاء الأوباش وسواقط المجتمعات ..

  4. يا أهل الخير دولار شنو وكلام فارغ شنو الناس تركز في كيف تنهي الحكومه دي وبعد داك تشوف الاقتصاد والصحه والتعليم والمواصلات وغير يعني العصيان العصيان هو الحل

  5. الحل في إعتماد وطرح الدولار كعملة رسمية للدولة وحرق كل اوراق الكلينيكس ( عفوا ) اوراق العملة السودانية وتريحوا الناس من طلع ونزلز

  6. بعد كله ده احسب ان الحكومة يجب استمراراها والشعب السوداني اثبت حكمته بعد التحرك نسبة لعدم وجود البديل ويفضل ارتفاع الدولار من الصوملة

  7. ده نهب احترافى
    وسقوطا خرافى
    معاهو التحلل
    طريقا اضافى

    بمعنى تمادى
    وكلك ارادة
    اصلو السرقة عادة
    وللكيزان عبادة
    والاخلاق هى مافى

    المقصود
    حماية
    للباقين دعاية
    اسرق وسجن مافى
    اسرق بالعوافى

    يلاكم نقيف ضد هذا
    النزيف
    (واللهط)
    المباح

    نهدر كالرياح
    نقتلع الرعاع
    نبنى وطن متاح
    يمنحنا البراح
    كوزة وكوز دى مافى

    يقبعوا فى السجون
    ينتظروا المنون
    والحظ اللى عاثر
    فى يوم الحساب
    لايوجد حجاب
    كل الكان وحاصل موجود
    فى الكتاب

    كم من زول مشرد
    مفصول او مجرد

    وفى دارفور هناك
    آلاف المآسى
    والقصص المريبة
    الطفل البيبكى والام النحيبة

    قصفا دون هوادة
    يمتهنوا الابادة
    يعدموا فى العباد

    مهما الظلم طال
    فى الامد استطال
    راجينا
    الخلاص

    نحلم بالتعافى
    يبقى الحزن مافى
    نكتب كلمة حلوة
    بلحن القوافى

  8. يا شعب السودان الطيب الجنيه السوداني مش حيشوف النور إلا تفرضوا لكل وزير سوداني إستفاد من ثروات البلد أن يودع مبلغ 10.000.000 دولار في حساب لدى بنك السودان وبعدين بنك السودان يوزع العملة الى البنوك لتوفير للتجار العملة لشراء الدواء وغيرها .. وهذذذا مطلب شعبي … وحق من حقوق الغلابة الذين يدفعون ثمن إنهيار الجنية المشؤوووووم !!! والله أنا أشك في ورقة الجنيه السوداني تقريبا راكبو جــــن أحمر وشكرا ..

  9. حكاية التحسن الطفيف للجنيه ثم نزوله مرة اخرى ليست للوديعه القطريه كما يعتقدون لكنها لشى آخر لم ينتبه إليه الكثيرون إلا وهى موضوع المفاوضات مع الحركه الشعبيه فبمجرد ما اعلن ان هناك سبيل على توقيع اتفاق اطارى حتى توسم الكثيرون باماكنية حدوث انفراج و وقف الحرب و استقرار السوق مع بقية الولايات و تقليل الصرف الامنى و الحربى كل ذلك ذات امل فى ترجيح الاقتصاد ثم بمجرد اعلان الاحباط عن وصول الى صيقه توافقيه حتى قفذ الدولار مرة اخرى و ذلك بوجود تكهنات بصرف مليارات اخرى فى الحرب و الامن …. يبقى لمتين المؤتمرنجيه يفهموا ان الاقتصاد بيدمرها الحرب و الصرف عليها و على الامن بذخا . لكن الحقيقه المره اللى الناس ما عارفنها انو الانقاذ اصلا ما دايره الاقتصاد تتصلح عشان كدا دايرين السودانين ديل يعيشوا فى دوامه كدا لامن هم يشوفوا ليهم عن مخرج لاشكالياتهم و لكن الرب يمهل ولا يهمل و هذا ملا يتذكرونه ابدا كمثال فرعون الذى لم يتذكر يوما بان الله كان يمهله وهو لا يحس بذلك حنى اهلكه ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..