مشاهد من عزاء (فاطنة)

العباسية: أحمد عمر خوجلي

على جانب الصيوان الكبير الفخيم وضعت لافتة متوسطة الطول عليها صورة للفقيدة فاطمة أحمد إبراهيم في قمة أناقتها، مع ابتسامة كاملة تحمل في يدها مجسم تكريم، وبجانب صورتها كتبت أبيات من الشعر غلبة الظن أنها لشاعر الشعب الراحل محجوب شريف (هنّ الشموس، هنّ منارات المنافي الغائبة، هنّ الحق والصمود، هنّ الفكر الثاقب، هنّ النساء، نحن النساء).. ووضع توقيع أسفل الصورة باسم (فاطنة).

منذ انتشار خبر رحيل القيادية فاطمة أحمد إبراهيم على منصات التواصل الاجتماعي منتصف نهار أمس أصبح الناس بين مصدق ومكذب حتى سارعت أسرتها إلى تأكيد الخبر؛ لتبدأ مراسم العزاء، وتتحول في ذات المنصات إلى دعوات بالرحمة للفقيدة، ونشر لصورها القديمة، ولموافقها النضالية، وذكر محاسنها على مدى أكثر من ستين عاما من العمل من أجل المرأة، والتحرر، ومناهضة الظلم.. وفي منزل أسرتها في حي العباسية أم درمان بدأت ترتيبات العزاء من الأهل والحزب، وأهل الحي، بدأ التوافد من قيادات الحزب الكبيرة المعروفة بشكل متواصل، ومن كل الشرائح في ظل وجود وسائل الإعلام المختلفة.

زيارة حسبو عبد الرحمن

نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن أدى مراسم العزاء في فقيدة الوطن فاطمة.

حكى عضو اللجنة القومية لتشييع الجثمان ابن أخ الفقيدة محمد ضياء الدين قائلا جئت وجلست إلى جانبه- حسبو- وقلت في نفسي هذا الشخص ليس غريبا عليّ.. ليخبرني أحدهم أن هذا حسبو نائب الرئيس.. وقال ردا على بيان أشار إلى تكفل رئاسة الجمهورية بنقل جثمان الفقيدة هناك لجنة قومية لترحيل الجثمان، وتشييعه، والتأبين)، مكونة من أحزاب عديدة ديموقراطية? الكلمة الأخيرة أضافها? بعد استفساري عن المؤتمر الوطني إذا ما كان موجودا في اللجنة? وتجمعات نسوية وأهالي العباسية، وأسرة الفقيدة، وشدد ضياء الدين أن اللجنة لا ترغب ولا تحتاج إلى عون أحد في هذه الأمور الثلاثة كائنا من كان.. وزاد في حديث جانبي (حتى إمام صلاة الجنازة ستقوم اللجنة بتحديده) علما أن الجثمان سيدفن في مقابر البكري أم درمان.

د. صدقي كبلو

في حديثه مع (التيار) قال الدكتور صدقي كبلو: إنه زار الفقيدة في مشفاها في لندن العام الماضي بعد عودتها من المغرب، ثم زارها ثانية في مايو من العام الحالي، وقال: إنها كانت تعاني بشكل أساس من داء السكر والضغط مع تقدم السن، وامتدح الفقيدة التي قال: إنها أسست لحركة نسوية سودانية، وكافحت من أجل المرأة السودانية، ونشر الصحة، والتعليم، والحقوق.

هاتف من لندن

ابنة أخت الفقيدة- علية العاجب- قالت لـ ?التيار? في مهاتفة من لندن: إن الراحلة فاطمة عانت في الفترة الأخيرة من جرح في رجلها، دفع الأطباء في مستشفى NORTH WICC إلى بتر رجلها ?الثلاثاء الماضي?، ثم حدثت مضاعفات أدت إلى الوفاة صباح أمس الخامسة والنصف صباحا بتوقيت جرينتش، وقالت: إن ظروف إجازة الأحد، وإكمال الإجراءت غالبا ما تؤخر وصول الجثمان إلى الخرطوم إلى يوم بعد غد ?الثلاثاء?.

أسرة الحزب الكبير

شكلت عضوية الحزب بمختلف شرائحها وأعمارها بل ومواقفها من شؤون الحزب حضورا كبيرا؛ باعتبار أن رحيل فاطمة مصيبة الجميع؛ لتصبح خيمة العزاء، وتشييع الجثمان، وتأبين الراحلة هي الجهد المشترك حول هدف واحد، الذي يمكن أن يبصبح ملمة وبارقة أمل للوحدة، وتجاوز الخلاف، وفي الاتجاهات الأخرى على مستوى الأحزاب يمكن أن يصب الأمر في مصلحة الوحدة، وفي جهود العمل مع القوى الديموقراطية- فقط- أو كما قال محمد ضياء.

التيار