الهيئة العامة للجهل ..!!

:: كل عام وأنتم بخير، ورحم الله ضحايا حادثة التدافع بمشعر منى بالأراضي المقدسة، و ألهم ذويهم الصبر وأجر الإحتساب..فالحدث كان – ولايزال – مؤلماً و( غريباً).. نعم يتدافع ضيوف الرحمن سنوياً في منى ويموتون ويصابون، ولكن أعداد موتى وإصابات هذا الموسم تثير الكثير من علامات الإستفهام والتعجب من ضخامتها..فالسلطات السعودية، قبل مساء يوم الحادثة، توقفت إحصائياتها عند (717 حالة وفاة)، ثم رفعتها إلى (769) حسب إحصاء وزارة الصحة، ولكن هناك مصادر أخرى – غير بعيدة عن موقع الحدث – لها أرقام أخرى..وسيظل العالم في إنتظار نتائج التحقيقات السعودية، فالحدث كان صادماً..!!

:: وحال بعثة الحج السودانية أيضاً يغنيك عن السؤال، فالإرتباك وعدم الدقة من سمات رصدها ومتابعتها لأوضاع الحجاج السودانيين..وقبل أن يتم نقل الضحايا من موقع الحدث إلى مشافي المملكة، وكأنها على عجالة من أمرها، أعلنت هيئة الحج والعمرة السودانية بعد ساعات من الحادثة على لسان مديرها العام المطيع محمد أحمد عن وفاة حاج سوداني واحد فقط لاغير، ثم حددته بالإسم والعنوان..ولم يكن هذا الرقم صحيحاً ، و- أصلاً – لم يصدقها أحد، لأن هذا الإعلان (المستعجل) كاد أن يكون سابقاً لإعلان السلطات السعودية عن حجم الضحايا..!!

:: وناهيكم عن ليلة الحادثة، بل حتى فجر اليوم الثاني للحدث لم تكن الهيئة السودانية مطالبة بالإحصاء والإعلان، والكل يعلم أن أمر الحدث و تفاصيله خارج سيطرة الهيئة السودانية، ولكن هكذا دائما ( هيئة الشفقة) وإدعاء المعرفة..وبيان يوم الأحد الفائت، أيضاً يكشف أن هيئة الحج والعمرة لاتزال في محطة (الإرتباك وعدم الدقة)، إذ يشير البيان إلى بلوغ عدد ضحايا حادثة التدافع إلى ( 9 حالات)، ثم يؤكد بأن هناك حالات وفاة طبيعية – أي ليست ذات صلة بالحادثة – مقدرة ب (8 حالات).. ليبقى السؤال، هل حدثت حالات الوفاة الطبيعية هذه قبل أم بعد حادثة التدافع بمنى..؟؟

:: إن كانت تلك الحالات الطبيعية قبل حادثة تدافع منى، فلماذا لم تعلن عنها الهيئة في ( وقتها).؟..لماذا إنتظرت حادثة منى لتعلن مع ضحاياها عن حالات الوفاة الطبيعية؟..ربما لم تكن تعلم بأنهم ماتوا، رغم أنهم ماتوا – فردا فردا – تحت إشرافها ورعايتها ومتابعتها طوال أيام الحج..وعليه، ان كانت هي لاتعلم عدد حالات الوفاة الطبيعية وفي الظروف الطبيعية، فكيف لها بأن تعلم عدد حالات (الموت الجماعي)، وفي ظروف غير طبيعية؟..فالهيئة مطالبة بالصمت بدلا عن إصدار البيانات ذات الأرقام غير الحقيقية، ثم عليها متابعة الجهد السعودي المبذول في المشافي لمعرفة (الرقم الحقيقي) للموتى والمصابين بالمشافي..!!

:: ثم المحزن أن الهيئة لاتعلم شئيا عن مصير من أسمتهم في بيانها بالمفقودين (20 حالة).. ليسوا في أعداد الموتى ولا المصابين، بل مفقودين .. وما لم يكن هذا الكم المفقود هم من نسميهم بالأمراء، فان هذ الرقم يشير إلى أن هيئة الحج والعمرة السودانية ربما تكون مسؤولة عن حجاج آخرين غير (حجاج السودان).. لكل جماعة من الحجاج أمير يسافر ويحج ويأكل ويشرب ويقيم على (حساب الحجاج)، ومكلف بأن يكون مع جماعته طوال أيام الحج بالمتابعة والمراقبة اللصيقة، فكيف يفقدهم؟.. مثال لعدم المسؤولية، أوالجهل بأعداد الموتى والمصابين في تلك الحادثة.. !!

[email][email protected][/email]