أخبار السودان

رُب ضارة نافعة

فيصل محمد صالح

منذ سنوات ظل الكُتّاب والخبراء في الشؤون الأمريكية والدولية، يُحذِّرون من خُطورة وسذاجة التنميط والتعامل مع الغرب، أو حتى المجتمع الأمريكي، ككتلة واحدة. صحيح أن لدى هذه الشعوب حساً تاريخياً بالتضامن والتكتل عندما يحسون بالخطر يُهدِّد بلادهم، لكنهم يختلفون في طرق التعبير عن ذلك، كما يَختلفون في توصيف الأخطار وكيفية التعامل معها.

قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بمنع القادمين من سبع دول إسلامية من الدخول للولايات المتحدة، قدّم صورة واضحة لمن يريد أن يرى ويتعرّف على هذا التنوُّع في المجتمع الأمريكي. دعنا نقول إن هناك مُؤيِّدين بالضرورة للرئيس ترامب، ومنهم صديقتي على “فيسبوك” الصحفية الأمريكية السوداء، هكذا تحب تعريف نفسها، كاترين ويلز. لكن الثابت أنّ ترامب يعبر بشكل أكثر عن المجموعة المسيحية البيضاء، وعن تيار أكثر يمينية وفاشية في هذه المجموعة.

لكن بالمُقابل، فإن حملات التضامن مع مُواطني هذه الدول ومع الأقليات المُهاجرة في أمريكا لن تتوقّف على كل المُستويات، سواء من الطبقة السياسية أو منظمات المجتمع المدني أو المُواطنين العاديين. فلنبدأ بالكونغرس بمجلسيه، مُؤكّد أنّ مُعظم الديمقراطيين مُعارضون لسياسات ترامب الذي يملك أغلبية في المجلسين، لكن بدأت تظهر مُعارضة من مجموعة مُقدّرة من الجمهوريين أنفسهم. في مجلس الشيوخ (100 عضو) الذي يملك فيه الجمهوريون أغلبية بسيطة (51 نائباً)، أعلن تسعة نواب جمهوريين مُعارضتهم الواضحة لقرار ترامب، وعبّر 18 عن تحفظاتهم على بعض بنود القرار وطريقة تنفيذه، وخرج تسعة أعضاء فقط يُعلنون تأييدهم له، بينما سكت البقية. في مجلس النواب (435 نائباً)، أعلن تسعة نواب جمهوريين معارضتهم، وتحفظ 15، بينما أيّده 44 نائباً، ولم يفصح البقية عن رأيهم. هذا في صفوف الجمهوريين، بينما يقف الديمقراطيون ضد القرار.

وقد قرأنا قبل يومين خبر إقالة النائب العام المكلف سالي ياتس بعد أن أمرت المحامين العاملين بالمكتب بعدم الظُهُور أمام المحاكم للدفاع عن قرار الرئيس، كما شنّت أجهزة الإعلام الأمريكية، عدا فوكس نيوز، حملة ضَخمة ضد القرار بالتركيز على سلبياته الكثيرة على المُجتمع الأمريكي ومخالفته للتعديل الأول للدستور الذي يمنع التمييز على أساس الدين. وتفسح “سي إن إن” وكبريات الصحف الأمريكية مساحات كبيرة لتروي صور مُعاناة العالقين بالمطارات أو بالخارج.

المُنظّمات الحقوقية لم تكتف بالرفض، بل سيّرت المواكب والتظاهرات أمام المطارات، ونظّمت حملات التضامن، ووفّرت المحامين المتطوعين مَجّاناً لتبني قضايا الممنوعين من الدخول أو المُحتجزين بالمطارات. وقد شاهدنا صوراً رائعة للتضامن الإنساني من مختلف فئات المجتمع الأمريكي، وكيف يقف الآلاف أمام صالات الوصول يستقبلون الذي سَمح لهم بالدخول بالزهور والحلوى والأحضان.

رغم قسوة القرار، فإنّ يقيني أنه سيُساعد على إعادة روح التضامن بين شعوب العالم ويظهر أرقى ما فيهم من مشاعر إنسانية، وليتنا نتعلّم من ذلك الدرس ونُطبِّقه على أنفسنا كشعوبٍ ودولٍ تستقبل لاجئين ومُهاجرين تقطّعت بهم السبل وأبعدتهم الظروف عن أوطانهم.

التيار

تعليق واحد

  1. هذا الامر صحيح لدرجة كبيرة يااستاذ فيصل، القرار هذا باستهدافه اكثر شعوب الارض استضعافا ، شحن البشرية كلها بمشاعر فيها كثير من الاخاء الانساني كنا قد يئسنا من ان تعود بعد ان عملت الامبريالية والتقسيم باسم الدين والعنصرية عمائلها في شعوب الارض، اعتقد ان هناك فترة مهمة قادمة في تاريخ البشرية

  2. اضافة للمقال اعلاه وكذلك علي رأي المثل: وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
    فحسب تقديري وتحليلي البسيط – ومن خلال متابعتي للأحداث وردود الأفعال الذي صاحبت تلك القرارات – فاذا الجانب السيئ ونظرنا الي الجانب الاخر من النتايج – يمكن القول بان تلك القرارات أضاف كثيرا علي الجانب الإيجابي لسماحة الاسلام والمسلمين – فعلي سبيل المثال لا للحصر اذكر منها الآتي :-
    1/ خروج الشعوب الاخري والامريكان مع اختلاف دياناتهم تضامنا مع الاسلام والمسلمين.
    2/ معارضة المحاميين والقانونيين والجهات العدلية تلك القرارات لمخالفتها للدستور الذي يمنع التمييز بأساس الدين.
    3/ لم تثبت اي شخص او الأفراد من تلك الدول السبعة في ضلوعه او مشاركته وادانته بجريمة الارهاب او الأحداث التي جرت في السابق.
    4/ شجاعة المسلمين وخروجهم للتنديد ومطالبة حقوقهم المشروعة قانونا ودستورا وإعلانهم بعدم ربط الاسلام والمسلمين بالارهاب.
    5/ الخطابات والشعارات من كل الجموع والمشاركين بالترحيب للمسلمين واللاجئين من تلك الدول وممارسة دياناتهم وحقوقهم القانونية والإقامة دون تمييز.
    6/ وكذلك رفع الأذان في أكبر كنيسة في مدينة بوسطن الامريكية تعاطفا مع المسلمين.
    وعليه – اري بان تلك القرارات اظهر سماحة الاسلام والمسلمين – ويثبت ايضا بان الاٍرهاب ليس لديه علاقة بالإسلام الذي هو معنا للسلام ومحبة الآخرين.
    وبهذه المواقف والتي قد يكون سببا لنشر الاسلام والوعي لكافة الشعوب الاخري التي لا تعرف الاسلام عن قرب او تسمع عنه بفضل الاعلام المجاني المحلي والدولي – وذلك لحكمة يعلمها الله – وخير دليل علي ذلك الصلاة الجماعية للمسلمين في صالات المطارات والتي لم يسبق ان تحدث من قبل.
    فالحمدلله علي نعمة الاسلام.

  3. شعوب ايش يا عمي ؟؟؟؟
    ايران العراق سوريا اليمن— شعوب لا تملك قرار نفسها فكيف لها ان تغير سياسات دول عظمي مهما حظيت من تضامن ؟؟؟؟؟؟
    حكومات لم تحترم شعوبها و تسببت في تهجيرها و تشتيتها .

  4. علقت عائلة امريكية تنويها علقته علي باب جيرانها الباكستانيين مطمئنة اياهم الا يخشوا شيئا نتيجة سياسات السلطة الحالية ةان يطرقوا بابهم حال احتياجهم لاي مساعدة . انطلق صوت الاذان من كنيس يهودي وسمح لمسلمين الصلاة في كنيسة مسيحية وكل ذلك تضامن وسمو يذكرك بمحيي الدين بن العربي الذي جمع في صدره كل الديانات ومجصلتها النهائية التي دين الحب

  5. رب ضارة نافعة.

    قدم دونالد ترمب أفضل خدمة للعلمانيين ودعاة دولة القانون وعدم التمييز الديني والعنصري والجندري.

    الأخوان المسلمين والأخوان المسيحيين، وجهان لعملة التعصب الديني والعنصري.

    لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار مضاد له في الاتجاه.. ولا يفل الحديد إلا الحديد.. وأن الأقطاب المتشابهة متنافرة وهذا ما يحدث بالضبط.

    لم يجد رعايا الدول التي منع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة، ما يلوذون به ويقارعون به الأخ المسيحي الأبيض المتعصب (ترمب)، سوى اللجوء إلى العلمانية التي تساوي بين البشر ولا تفرق بين مسيحي ومسلم وبين أبيض وأسود.

    إن شاء الله تكونوا فهمتوا يا كيزان؟!

  6. كل من أيد و دعم السئ كرمب نعم كرمب ، لم يدعمه ضد الارهاب و الاسلام المتطرف، حيث لم يمنع دخول مواطني دول المصالح المشتركة و الداعمين للارهاب المسلم المسلم ، و تحديداً دول الخليج حيث صنفهم حلو مر في داخله ، الدراهم البترولية و الاستثمار في بلادهم لنهب حفنة إضافية من الدولارات الدمية حيث العمالة الرخيصة من دول الارهاب السبع ، عجبي في هؤلاء المخاليق اي كانوا .

  7. هذا الامر صحيح لدرجة كبيرة يااستاذ فيصل، القرار هذا باستهدافه اكثر شعوب الارض استضعافا ، شحن البشرية كلها بمشاعر فيها كثير من الاخاء الانساني كنا قد يئسنا من ان تعود بعد ان عملت الامبريالية والتقسيم باسم الدين والعنصرية عمائلها في شعوب الارض، اعتقد ان هناك فترة مهمة قادمة في تاريخ البشرية

  8. اضافة للمقال اعلاه وكذلك علي رأي المثل: وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
    فحسب تقديري وتحليلي البسيط – ومن خلال متابعتي للأحداث وردود الأفعال الذي صاحبت تلك القرارات – فاذا الجانب السيئ ونظرنا الي الجانب الاخر من النتايج – يمكن القول بان تلك القرارات أضاف كثيرا علي الجانب الإيجابي لسماحة الاسلام والمسلمين – فعلي سبيل المثال لا للحصر اذكر منها الآتي :-
    1/ خروج الشعوب الاخري والامريكان مع اختلاف دياناتهم تضامنا مع الاسلام والمسلمين.
    2/ معارضة المحاميين والقانونيين والجهات العدلية تلك القرارات لمخالفتها للدستور الذي يمنع التمييز بأساس الدين.
    3/ لم تثبت اي شخص او الأفراد من تلك الدول السبعة في ضلوعه او مشاركته وادانته بجريمة الارهاب او الأحداث التي جرت في السابق.
    4/ شجاعة المسلمين وخروجهم للتنديد ومطالبة حقوقهم المشروعة قانونا ودستورا وإعلانهم بعدم ربط الاسلام والمسلمين بالارهاب.
    5/ الخطابات والشعارات من كل الجموع والمشاركين بالترحيب للمسلمين واللاجئين من تلك الدول وممارسة دياناتهم وحقوقهم القانونية والإقامة دون تمييز.
    6/ وكذلك رفع الأذان في أكبر كنيسة في مدينة بوسطن الامريكية تعاطفا مع المسلمين.
    وعليه – اري بان تلك القرارات اظهر سماحة الاسلام والمسلمين – ويثبت ايضا بان الاٍرهاب ليس لديه علاقة بالإسلام الذي هو معنا للسلام ومحبة الآخرين.
    وبهذه المواقف والتي قد يكون سببا لنشر الاسلام والوعي لكافة الشعوب الاخري التي لا تعرف الاسلام عن قرب او تسمع عنه بفضل الاعلام المجاني المحلي والدولي – وذلك لحكمة يعلمها الله – وخير دليل علي ذلك الصلاة الجماعية للمسلمين في صالات المطارات والتي لم يسبق ان تحدث من قبل.
    فالحمدلله علي نعمة الاسلام.

  9. شعوب ايش يا عمي ؟؟؟؟
    ايران العراق سوريا اليمن— شعوب لا تملك قرار نفسها فكيف لها ان تغير سياسات دول عظمي مهما حظيت من تضامن ؟؟؟؟؟؟
    حكومات لم تحترم شعوبها و تسببت في تهجيرها و تشتيتها .

  10. علقت عائلة امريكية تنويها علقته علي باب جيرانها الباكستانيين مطمئنة اياهم الا يخشوا شيئا نتيجة سياسات السلطة الحالية ةان يطرقوا بابهم حال احتياجهم لاي مساعدة . انطلق صوت الاذان من كنيس يهودي وسمح لمسلمين الصلاة في كنيسة مسيحية وكل ذلك تضامن وسمو يذكرك بمحيي الدين بن العربي الذي جمع في صدره كل الديانات ومجصلتها النهائية التي دين الحب

  11. رب ضارة نافعة.

    قدم دونالد ترمب أفضل خدمة للعلمانيين ودعاة دولة القانون وعدم التمييز الديني والعنصري والجندري.

    الأخوان المسلمين والأخوان المسيحيين، وجهان لعملة التعصب الديني والعنصري.

    لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار مضاد له في الاتجاه.. ولا يفل الحديد إلا الحديد.. وأن الأقطاب المتشابهة متنافرة وهذا ما يحدث بالضبط.

    لم يجد رعايا الدول التي منع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة، ما يلوذون به ويقارعون به الأخ المسيحي الأبيض المتعصب (ترمب)، سوى اللجوء إلى العلمانية التي تساوي بين البشر ولا تفرق بين مسيحي ومسلم وبين أبيض وأسود.

    إن شاء الله تكونوا فهمتوا يا كيزان؟!

  12. كل من أيد و دعم السئ كرمب نعم كرمب ، لم يدعمه ضد الارهاب و الاسلام المتطرف، حيث لم يمنع دخول مواطني دول المصالح المشتركة و الداعمين للارهاب المسلم المسلم ، و تحديداً دول الخليج حيث صنفهم حلو مر في داخله ، الدراهم البترولية و الاستثمار في بلادهم لنهب حفنة إضافية من الدولارات الدمية حيث العمالة الرخيصة من دول الارهاب السبع ، عجبي في هؤلاء المخاليق اي كانوا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..