أخبار السودان

تعديلات المؤتمر الوطني

أسماء محمد جمعة

تاريخ نشأة المؤتمر الوطني تقول إنَّه حالة شاذة تأسس بخلاف ما هو متعارف عليه في تاريخ الأحزاب السياسية، حين أنها تتأسس وتبني مؤسساتها ثم تدخل المعترك السياسي ثم تسعى إلى السلطة. المؤتمر الوطني جاء بعد أن استولت جماعة الإخوان المسلمين أو الجبهة الإسلامية أو الحركة الإسلامية على السلطة، وحين وجدت نفسها في مأزق سياسي بسبب أيديولوجيتها أسست الحزب ليكون واجهة تقيها شر وصمة الأيديولوجيا، ظناً منها أنه سيكون قادراً على كسب تأييد الشعب. ولكن لأنَّ الظل لا يستقيم والعود أعوج وفاقد الشيء لا يعطيه فشل الحزب في إدارة الدولة، وقسمها وخلفها وأغرقها في الصراعات والفقر والجهل والمرض وأصبح أيقونة للفساد. وتأتي المشكلة من تركيبة الجبهة الإسلامية التي تحمل جينات الانغلاق والانكفاء والأنانية وتشوهات جينية أخرى، فلم يجمع الحزب الشعب كله بل جذب إليه كل الفاقد السياسي وأصحاب العاهات النفسية والعقلية، وما استمر كل هذه السنين في الحكم إلاَّ بسبب العاهات التي سببها للدولة والمجتمع، وهو اليوم غير قابل للإصلاح والتطور وعليه لن يتغير حال السودان مالم يبعد عن الحكم. وكل الجهود التي يبذلها مع نفسه لن تفلح أبداً، لأنَّ العيب فيه خلقي موروث. يوم (الخميس) الماضي اعتمد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، تعديلاتٍ واسعة في مراكزه القيادية على مستوى رؤساء القطاعات والأمانات المركزية شملت أكثر من سبعين من القيادات، واعتمد إضافة عدد من القطاعات والأمانات الجديدة لهيكله. وشملت التعديلات رؤساء القطاعات وبعض أمناء الأمانات وسد الفراغات في الجهاز التنفيذي.. وأوضح نائب رئيس الحزب د. فيصل حسن إبراهيم، أنَّ المكتب القيادي الوطني أكد بعد تداوله حول سير عملية التواصل السياسي مع القوى السياسية، على استمرار الاتصالات والحوار حول مختلف القضايا الوطنية، والحرص على إنفاذ ما تم التوافق عليه من مخرجات خاصة على مستوى الحوار الوطني. هذا الإجراء لن يغير في الأمر شيئاً ولن يسهم في إصلاح الحزب وتغيير أدائه، وتغيير الأشخاص أو تدويرهم لن يحدث فرقاً. فالشخص المبدع أو الناجح أينما يوضع يترك بصماته والفاشل الجامد أينما يذهب يترك فشله وجموده، وليس أدل على ذلك أكثر من اعتراف السيد رئيس الجمهورية بهذا الأمر. ففي اجتماع مجلس الشورى في شهر يناير الماضي انتقد بشدة أداء الحزب تنظيمياً وسياسياً وانتقد نشاطه، وقال هناك غياب شبه تام للمبادرات وتقديم الحلول الاقتصادية والسياسية بالبلاد وتوفير الآليات التنفيذية المطلوبة، وهذا يعني أنَّ الرئيس نفسه يعاني منه. وحزب يصل إلى هذه المرحلة يجب أن يُحل فوراً، وليتفرق أعضاؤه بين الكيانات الأخرى فقد ينصلح حالهم، 30 سنة جديرة بأن تجعله في مصاف الأحزاب العالمية هو والدولة والشعب، فحزب العدالة والتنمية الذي يدهشه تأسس عام 2002 أي قبل 17 سنة فقط حينها كان المؤتمر الوطني يحكم له عشر سنوات، فما السبب؟ هو ما قاله الرئيس. المشكلة الأكبر من كل هذا أن المؤتمر الوطني لا يشعر بأنه أصبح هو مشكلة السودان الوحيدة، وإن لم يعترف بأنه لن يصلح ولن ينصلح، نقترح على السيد الرئيس بدلاً من أن يقوم بإجراء تعديلات في الحزب، يقوم بحله وحل الحركة الإسلامية فيرتاح هو ويريح الشعب من حزب تغيب في ظله المبادرات، ولا يقدم الحلول الاقتصادية والسياسية ولا الآليات التنفيذية المطلوبة، حزب لا هم لكوادره غير الاستيلاء على أموال الدولة وصناعة الفشل والفوضى. السودان اليوم لا يحتاج إلى حزب حكم 29 سنة وما زال عاجزاً عن إصلاح نفسه بقدر ما هو محتاج لرحيله، وليس هناك مصيبة أكبر من أن يبقى المؤتمر الوطني حزباً حاكماً وهو يعاني من عيوب خلقية وتشوهات كثيرة، جعلته عاجزاً عن تقديم الحلول والمبادرات لوطن مترف بالموارد.

التيار

تعليق واحد

  1. ليرحل الحزي ةالحمار البشير والكيزان لعنهم الله أحياءا وأمواتا وعلى ؤأسهم الضلالى الهالك الترابى …
    اللهم إن الترابى والبشير وجماعتهم وأهلهم شقوا علينا فأحشرهم فى الأسفلين

  2. ليرحل الحزي ةالحمار البشير والكيزان لعنهم الله أحياءا وأمواتا وعلى ؤأسهم الضلالى الهالك الترابى …
    اللهم إن الترابى والبشير وجماعتهم وأهلهم شقوا علينا فأحشرهم فى الأسفلين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..