فصل الدين عن الحياة

اسماء محمد جمعة

خلال الأيام الماضية فهم بعض الأشخاص ما كتبته الزميلة شمائل النور في زاويتها المقروءة عن رأيها في سلوك الإسلاميين الذين يتدثرون بثوب الدين وهم منه برءاء، ،ما لم يفهمه كل الشعب السوداني ، ففسروا الرسالة بأنها دعوة إلى العلمانية فانبروا لهجومها معتقدين أنهم يقودون حملة ضد العلمانية في السودان ، وفي الوقت نفسه كل الصحف والمنابر الأخرى كانت تنتقد ما هو أكبر من الدعوة إلى العلمانية وتقوم به الحكومة بنفسها وهو فصل الدين عن الحياة كلها ، من خلال تعديل بنود الدستور ، فقد انتقد مولانا عبد الحي يوسف ودكتور عصام أحمد البشير وآخرون التعديلات الدستورية الخاصة بمزاولة الشباب الذين بلغوا سن الرشد القانونية زواج التراضي من غير اشتراط (ولي الأمر) ومباشرتهم بأنفسهم متى ما توافقوا على ذلك ونصوص أخرى ، أي انه سيصبح مسموحا لكل فتاة سودانية ان تتزوج أي شخص أرادته، دون حضور ولى أمر و شاهديْ عدلٍ كما يشترط الإسلام لضمان كفاءة الرجل ، و ضمان حقوقها حتى تتكون الأسرة على أساس متين.. هذا الشرط ألغته الحكومة تماما وفتحت أبواب الفوضى مشرعة حسب شرح عصام أحمد البشير وهو فقيه مشهود له و يمثل الآن رئيس مجمع الفقه الإسلامي ولا يمكن ان يفسر قصد الحكومة خطأ مثلما يروج له البعض .

أئمة المساجد أعلنوا رفضهم القاطع للتعديلات التى اعتبروها تهدد الأمن الاجتماعي و تمزقه ، وقال دكتور عصام انها تروج للكفر والزندقة وتسويق للبغاء وتعاطي الموبقات.. السؤال الذي يفرض نفسه :أين منتقدو شمائل من هذا التعديل في الدستور، بل التغير والتحريف والذي يلغى الدين من الحياة ، وتسعى الحكومة من خلاله إلى أن ترضى اليهود والنصارى ،إذ ليس هناك تفسير آخر ، ..ألم يقل الرسول (ص): لا نكاح إلا بوليّ وشاهديْ عدل أم أن كلامه (ص) لم يعد مهما للسادة الإسلاميين ؟ من اجل البقاء في السلطة يمكنهم إباحة أي شيء وعلينا ان نتوقع ما هو أسوأ .

إن حكومة المؤتمر الوطني تمهد لصناعة دولة بلا دين متجاوزة حتى مفهوم الدولة العلمانية إلى ما هو أكبر ويلغى الدين عن حياة الناس نهائيا بل أيضا يلقيه ، ويبدو أن ثمن رفع العقوبات بدأ يظهر لنا ، وعليه فإن الدستور الموضوع باستمرار على طاولة التفصيل سيخرج شبيها بدستور الولايات المتحدة.

عموما بدأت الحكومة تتصرف بما يتوافق مع سلوكها ،إذ إنها أرهقت نفسها كثيرا وهي تتدثر بثوب الإسلام الذي لا يليق بها ، ولم تستطع أن تطبقه حتى على نفسها ، ولكنها كانت تستخدمه شعارا توارت خلفه ليقبلها المجتمع السوداني الذي عدلت فيه هو الآخر ، ويبدو أنها قد ضاقت بالدين ذرعا وبدأت تتخلّى عنه رسميا وبدون خجل ، فلماذا يخافون من نقد الحكومة ، وهي تضرم النار في المجتمع ؟

التيار

تعليق واحد

  1. احييك على المقال الرائع والجميل والتي تحمل معاني قيمة جدا وهي صفات حقيقية في المؤتمر اللاوطني

  2. الزواج المدني كما هو متعارف عليه في الدول التي تعمل به : يسمح للمرأة اذا بلغت 18 عام من عمرها و الرجل اذا بلغ 21 عام ان يتزواجا زواجا مدنيا موثقا لدى مكاتب الزواج المصرح لها بالعمل و ذلك بوجود شهود و اوراق تبوتية سارية المفعول —
    واخطر ما في الزواج المدني انه يتم بغض النظر عن ( ديانة ) الطرفين —
    يري العلمانيون السودانيون بضرورة فصل الدين عن السياسة حتى تستقيم الامور في وطن يسع الجميع بالتساوي — و ليس فصل الدين عن المجتمع — لان المجتمع الذي يقوم علي اسس من الدين افضل من غيره — و كل الاديان السماوية تعمل علي اصلاح الفرد و الوصول به الي مصاف مكارم الاخلاق — ( و انك لعلى خلق عظيم ) قرآن كريم — ( وانما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) — حديث شريف — كما كان في السودان سابقا و جود المحاكم الشرعية للفصل في امور ( الزواج و الطلاق و الميراث ) كل حسب دينه — و ارشيف المحاكم الشرعية القديمة يثبت ان هنالك عديد من الاسر المسيحية السودانية كانت تقسم الميراث حسب الشريعة الاسلامية بالتوافق و التراضي بين جميع الاطراف —
    الانقاذ و القائمين عليها لا دين و لا خلق و لا قيم و لا اعراف سودانية تحكمهم — تقودهم الماسونية العالمية لتدمير و تمزيق المجتمع السوداني —

  3. تم تسميته بزواج التراضي في السودان — و لكن اسمه الحقيقي هو ( الزواج المدني ) – فهو يوجد في معظم دول العالم خاصة اوربا و امريكا و و استراليا بعض الدول الاسيوية — توجد مكاتب قانونية تحت اشراف الدولة تقوم هذه المكاتب يتسجيل الزواج و بحضور الضهود و بطاقات الاثبات — و فور تسجيل و منحهما شهادات بذلك يصبحا زوجان رسميا و قانونيا —
    لا اعتقد ان الوقت مناسب لمثل هذه التشريعات الموغلة في العلمانية في الوقت الحاضر —

  4. معلسش يا بو قفى مصدي انت نخ مصدي زي اسمك ولا شنو ما في علاقه نهائي بين الموضوع انت في واد والمقال في وادي اخر بالنسبه للقايمين وقاعديين علمانيه … علمانيه….طيب ما قاعدين يمسحوا الرجول مع الدول العلمانيه والشيوعيه واكلين وشاربين من الدول العلمانيه ياخوانا الناس ديل عمالين يضحكوا وسايقين الشعب على مزاجهم والله الاسلام بريئ منهم براءة الذئب من دم بتي يعقوب

  5. احييك على المقال الرائع والجميل والتي تحمل معاني قيمة جدا وهي صفات حقيقية في المؤتمر اللاوطني

  6. الزواج المدني كما هو متعارف عليه في الدول التي تعمل به : يسمح للمرأة اذا بلغت 18 عام من عمرها و الرجل اذا بلغ 21 عام ان يتزواجا زواجا مدنيا موثقا لدى مكاتب الزواج المصرح لها بالعمل و ذلك بوجود شهود و اوراق تبوتية سارية المفعول —
    واخطر ما في الزواج المدني انه يتم بغض النظر عن ( ديانة ) الطرفين —
    يري العلمانيون السودانيون بضرورة فصل الدين عن السياسة حتى تستقيم الامور في وطن يسع الجميع بالتساوي — و ليس فصل الدين عن المجتمع — لان المجتمع الذي يقوم علي اسس من الدين افضل من غيره — و كل الاديان السماوية تعمل علي اصلاح الفرد و الوصول به الي مصاف مكارم الاخلاق — ( و انك لعلى خلق عظيم ) قرآن كريم — ( وانما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) — حديث شريف — كما كان في السودان سابقا و جود المحاكم الشرعية للفصل في امور ( الزواج و الطلاق و الميراث ) كل حسب دينه — و ارشيف المحاكم الشرعية القديمة يثبت ان هنالك عديد من الاسر المسيحية السودانية كانت تقسم الميراث حسب الشريعة الاسلامية بالتوافق و التراضي بين جميع الاطراف —
    الانقاذ و القائمين عليها لا دين و لا خلق و لا قيم و لا اعراف سودانية تحكمهم — تقودهم الماسونية العالمية لتدمير و تمزيق المجتمع السوداني —

  7. تم تسميته بزواج التراضي في السودان — و لكن اسمه الحقيقي هو ( الزواج المدني ) – فهو يوجد في معظم دول العالم خاصة اوربا و امريكا و و استراليا بعض الدول الاسيوية — توجد مكاتب قانونية تحت اشراف الدولة تقوم هذه المكاتب يتسجيل الزواج و بحضور الضهود و بطاقات الاثبات — و فور تسجيل و منحهما شهادات بذلك يصبحا زوجان رسميا و قانونيا —
    لا اعتقد ان الوقت مناسب لمثل هذه التشريعات الموغلة في العلمانية في الوقت الحاضر —

  8. معلسش يا بو قفى مصدي انت نخ مصدي زي اسمك ولا شنو ما في علاقه نهائي بين الموضوع انت في واد والمقال في وادي اخر بالنسبه للقايمين وقاعديين علمانيه … علمانيه….طيب ما قاعدين يمسحوا الرجول مع الدول العلمانيه والشيوعيه واكلين وشاربين من الدول العلمانيه ياخوانا الناس ديل عمالين يضحكوا وسايقين الشعب على مزاجهم والله الاسلام بريئ منهم براءة الذئب من دم بتي يعقوب

  9. نعم أستاذة أسماء جمعة. هو فصل الدين عن الحياة.
    قبل أيام في خضم نفس المعركة حاولت مثلك وفى عنوان بين في هامش الراكوبة الغراء ان اتلمس ذلك التناقض. كان عنواني:(الإنقاذ فصلت الدين عن الحياة). وليت الصحفيين الجادين امثالك واخرين اهل الدربة -ليت لهم التوسع في والتعمق في حال سلطات تقول انها إسلامية وفى ذات الحين تقع في هذا التناقض المريع الذي يضر بالاثنين: الدين والحياة معا. وهو أشق فصلا من العلمانية-فتلكم تفصله من السلطة السياسية التي يفترض انها سلطة تدير المجتمع دون مساس بعقائده.

    ولك التحية

  10. شمائل كاتبة ناضجة و متميزة ولها قلم جريء و فكر متجدد.

    قبل الزوبعة قرأت مقالها وللحقيقة لاحظت ان التعبير خانها في بعض السطور.

    الفكرة قد تكون واضحة لها و معروفة لدينا ولكن الصياغة اضاعت المعنى المطلوب. فمثلا هي صورت المتشددين في تطبيق النظام العام بانهم حماة و حراس الفضيلة ، هذا التعبير في صالحهم وليس ضدهم. كما ان موضوع الواقي الذكري ليس همها هي بل هو هم وزارة الصحة، فكتابتها عن هذا الموضوع جعلت المهووسين يتخذونه ضدها كانما هي داعية بغاء بينما وزراء الصحة تكلموا من قبل عن هذا الامر ولم يتكلم علماء السلطان او سليط اللسان.

    نطلب من كتابنا الاعزاء التريث و هدوء النفس عند الكتابة عن الدين و التدين لان المتربصين يريدون ان يصطادوا ذبابة طايرة. الدولة تربي المهوسيين و ترعاهم و تمد لهم العطايا مدا ، تحتفظ بهم ليوم كريهة و مهام قذرة.

    .

  11. نعم أستاذة أسماء جمعة. هو فصل الدين عن الحياة.
    قبل أيام في خضم نفس المعركة حاولت مثلك وفى عنوان بين في هامش الراكوبة الغراء ان اتلمس ذلك التناقض. كان عنواني:(الإنقاذ فصلت الدين عن الحياة). وليت الصحفيين الجادين امثالك واخرين اهل الدربة -ليت لهم التوسع في والتعمق في حال سلطات تقول انها إسلامية وفى ذات الحين تقع في هذا التناقض المريع الذي يضر بالاثنين: الدين والحياة معا. وهو أشق فصلا من العلمانية-فتلكم تفصله من السلطة السياسية التي يفترض انها سلطة تدير المجتمع دون مساس بعقائده.

    ولك التحية

  12. شمائل كاتبة ناضجة و متميزة ولها قلم جريء و فكر متجدد.

    قبل الزوبعة قرأت مقالها وللحقيقة لاحظت ان التعبير خانها في بعض السطور.

    الفكرة قد تكون واضحة لها و معروفة لدينا ولكن الصياغة اضاعت المعنى المطلوب. فمثلا هي صورت المتشددين في تطبيق النظام العام بانهم حماة و حراس الفضيلة ، هذا التعبير في صالحهم وليس ضدهم. كما ان موضوع الواقي الذكري ليس همها هي بل هو هم وزارة الصحة، فكتابتها عن هذا الموضوع جعلت المهووسين يتخذونه ضدها كانما هي داعية بغاء بينما وزراء الصحة تكلموا من قبل عن هذا الامر ولم يتكلم علماء السلطان او سليط اللسان.

    نطلب من كتابنا الاعزاء التريث و هدوء النفس عند الكتابة عن الدين و التدين لان المتربصين يريدون ان يصطادوا ذبابة طايرة. الدولة تربي المهوسيين و ترعاهم و تمد لهم العطايا مدا ، تحتفظ بهم ليوم كريهة و مهام قذرة.

    .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..