ماذا يريد المصرى (محمد رجب)؟!

زهير السراج
* استدعى الكاتب المصرى (محمد رجب سلامة) الذى يكتب لبعض الصحف المصرية ومنها (المصرى اليوم) مقالا لى نشرته قبل بضعة اعوام وانتقدت فيه الحكومة المصرية على محاولة فرض وصايتها على السودان، وأعاد نشره مرتين، الأولى قبل بضعة أعوام والثانية أول أمس، قاصدا (فيما يبدو) صرف الانظار عن هزائم المنتخب المصرى فى منافسات كأس العالم، وإفتعال مشكلة تلهى الشعبين المصرى والسودانى عن ما هم فيه من أزمات ومشاكل وضيق معيشة، ولقد جاء فى مقاله:

* نشرت صحيفة (السياسة) اليومية السودانية مقالا للكاتب زهير السراج تحدث فيه بلهجة عدائية تجاه مصر ورئيسها منتقدا موقف القاهرة من سد النهضة، ورافضا لوضع السودان مع مصر فى جملة واحدة ، وقال الكاتب ان عهد الوصاية على السودان انتهى وانه لا يحق لأحد أن يتحدث باسمها !!

* وقال زهير السراج، فى مقاله، “لا يزال المسؤولون فى مصر، وخاصة وزير الموارد المائية والرى، مصرين على الحديث باسم السودان ومحاولة حشر السودان فى مشكلتهم مع اثيوبيا حول سد النهضة وما يمكن ان يحدثه من أثر سلبى على (مصر والسودان) .. وكأن السودان ولاية مصرية أو انها دولة (قاصر) فى حاجة الى من يحدد لها علاقاتها مع الدول الأخرى ويتحدث باسمها او نيابة عنها، أو ربما لا يزال بعض المسؤولين المصريين يعتقدون ان السودان لا يزال تابعا لملك مصر والسودان كما كان قبل الثورة المصرية واستقلال السودان “!

* ونقل “السرَّاج” ما جاء فى مؤتمر صحفى عقده بالقاهرة (محمد بهاء الدين) وزير الرى المصرى للاعلان عن انطلاق مشروع الخط الملاحى الذى يربط دول حوض النيل بالبحر الابيض المتوسط، قائلا: “إنه مشروع فى غاية الاهمية حضر الاعلان عنه ممثلون عن النيباد والكوميسا والاتحاد الافريقى وجميع دول الحوض التسع وعشرات المراسلين المصريين والاجانب، ولم يحضره صحفى سودانى واحد وربما لم يسمع به احد فى السودان ما عدا اجهزة الدولة المختصة التى لم تهتم كالعادة بإبلاغ الصحافة به لايفاد مندوب عنها لحضوره، خاصة ان السودان سيحتضن الجزء الأطول من الخط الملاحى، بالاضافة الى أهمية حضور مؤتمر كهذا من المتوقع ان يدور فيه الكثير من الحديث عن سد النهضة والأزمة الناشبة بين مصر واثيوبيا وهو ما حدث بالفعل!

* كما أضاف “بطريقة تحمل سخرية”: “فى هذا المؤتمر تحدث دولة الباشا وزير الرى المصرى عن السد الاثيوبى، ولم ينس كالعادة الزج باسم السودان فى الازمة الناشبة بين اثيوبيا ومصر، وتحدث عن الاضرار التى ربما تقع على (مصر والسودان)، وقال ان مصر لن تستورد كهرباء سد النهضة ما لم يتم الاتفاق على قواعد وآليات التخزين والتشغيل”، والحمدلله انه لم يحشر السودان فى هذا النفى، غير انه قال كلاما عن مشروع تعاون كهربائى بين مصر والسودان بما يفهم انه تهديد او تحذير لاثيوبيا على طريقة (اياك اعنى فاسمعى يا جارة) بأن السودان يمكنه أيضا ان يستغنى عن كهرباء السد!

* واردف الكاتب بنفس الطريقة: “ولم يكتف دولة الباشا وزير الرى المصرى بان يتسيد على السودان وحده فى هذا المؤتمر، بل مد حدود سلطته وسيادته الى دولة جنوب السودان ونصحها بألا توقع على اتفاقية عنتيبى، لان سيادته يرى انها لن تفيدها بشئ إذ اوشكت عملية تمويل مبادرة حوض النيل على الانتهاء، وكأن دولة جنوب السودان لا تعرف ذلك او انها طفل فى مرحلة الروضة لا يميز بين ( الثمرة والجمرة) على مصر ان تتكفل بواجب رعايتها ونصحها وحمايتها!!

* وأضاف: “متى يفهم الباشوات المصريون ان عهد الباشوية قد انتهى منذ اكثر من نصف قرن من الزمان، ويرحمونا من تدخلهم فى شؤوننا واسباغ كريم عنايتهم علينا، والزج باسمنا فى ما يعنينا وما لا يعنينا، وان السودان قد استقل عن ملك مصر والسودان منذ اثنين وستين عاما، أو كما يقول المثل المصرى العامى: ?خالتى وخالتك واتفرقوا الخالات”!!

غدا باذن الله أعلق على حديث محمد رجب!!

[email][email protected][/email]

الجريدة