للصحفيين.. نوم العوافي.. القانون قادم

سلام يا.. وطن
حيدر أحمد خير الله
[email][email protected][/email]
للصحفيين.. نوم العوافي.. القانون قادم
قالت الأستاذة عفاف تاور رئيسة لجنة الإعلام بالبرلمان: (إن مسودة القانون الجديد للصحافة والمطبوعات وافق عليها رئيس البرلمان [وزادت] إن العقوبات تجوِّز للمحكمة توقيع عقوبة الغرامة وإيقاف الصحيفة.. لفترة تحددها المحكمة.. وتعليق المطبعة لفترة أيضاً تحددها المحكمة.. وأن العقوبات تجوِّز حال تكرارها إيقاف رئيس التحرير والناشر والصحف وسحب السجل الصحفي لفترة تحددها المحكمة). إنتهى
شكراً أستاذة عفاف تاور.. شكراً أستاذ أحمد ابراهيم الطاهر.. شكراً مجلس الصحافة والمطبوعات.. شكراً جزيلاً لكم جميعاً أن ذكَّرتمونا بأن في هذا البلد قضية إسمها الصحافة.. والصحفيون..
وما كشفت عنه الأستاذة عفاف عن الوجه العقابي للقانون الجديد يدعو للأسى.. والوصاية الغليظة على الصحفيين التي مارسها واضعوا القانون تجبرنا على أن نسألهم أين موقع أهل الصحافة حين صياغة القانون؟! ولمصلحة مَنْ يسلب هذا القانون العقابي ما منحه الدستور؟! وننعى على الأستاذ أحمد ابراهيم الطاهر إستلامه لمسودة قانون يرتد بالصحافة لعهود سحيقة من تكميم الأفواه.. وكسر الأقلام.. ووأد الحريات؟!
ألا يكفي ما تعانيه الصحافة الآن من مفارقة في الأسعار وغلاء الأحبار.. والمكابدة في التوزيع.. وعناء في سداد المرتبات على ضعفها.. وهل المعاناة من البيئة الصحفية وترديها يحتاج إلى كتابة؟! فعشرات الصحف خرجت من الساحة لأزمة المال.. وصعوبة التسيير والمآزق التي تعيشها الصحف التي تصدر الآن وعلى رأسها شبح الإفلاس ومهددات التوقف لا يحتاج لقانون السمة الغالبة فيه الوجه العقابي..
والصحفيون: شعب الله المحتار هم بين حجر الرحى اليومي المتمثل في إحتياجات الحياة ومتطلباتها والرغبة في تغيير واقع مأزوم.. ولن ندعي أن مسيرتهم لا تشوبها شوائب الأخطاء والإنهزام الداخلي.. والأغراض.. ومثل هذه الآفات التي تنخر في بعض أقلامنا لا ينبغي ان ينظر قانون الصحافة الجديد على أن الشذوذ هو القاعدة بقدر ما أن الشذوذ مهمته أن يثبِّت القاعدة والدور الذي تقوم به لجنة الشكاوي بمجلس الصحافة والمطبوعات كان دوراً غير منكور وساعد كثيراً في التطور القانوني للصحافة وإرتقى الوضع أكثر لمستوى ميثاق العمل الصحفي وظللنا تحت مظلة الدستور الإنتقالي (2005) ننتظر تطوراً أكبر للمستوى الذي يكون تجسّيداً لقيمة سلوكية.. وقيمة معرفية.. ومنضدة المجلس الوطني التي تسلَّمت مسودة هذا القانون إنما تسلمت قنبلة موقوتة لا تنفجر في جسد الصحافة العليل أصلاً إنما ستطال كل الوطن.. ولكم أن تتخيلوا وطناً بلا أقلام.. فإن هذا القانون يجعل الصحفي كالراقصة على السلم.. لا تُرى ولا تُعرف.. وأية صحافة تنتظر والقانون يقف سداً أو سيفاً مسلطاً على رئيس التحرير المطحون أصلاً بين التطوير والتغيير وخشية التدمير.. ويضيف إليه القانون الجديد الإيقاف والغرامة من خزينة معدمة فليس أمامه إلا الحكم البديل في حالة عدم الدفع..
والناشر الذي ظن أنه قد يكسب من الصحافة فإذا به يدخل في دائرة الخروج منها مصيبة والبقاء فيها مصيبة.. وزاد عليه القانون الجديد الغرامة والإيقاف.. والصحفي تحت وطأة القانون وسحب السجل الصحفي ولقمة العيش وحاجة العيال هل ستكون كتابته كتابة باحث عن الحق أم عن الحاجة؟!
السلطة الرابعة.. لن تكون جديرة بهذا اللقب في ظل هكذا قانون.. وفي هذا الظرف الدقيق من مسيرة أمتنا نجدنا أحوج ما نكون لصحافة حرة..
وأقلام مسؤولة.. وقانون متحضر بل متمدين.. وليحدث هذا فلابد أن نتفق جميعاً بأن الحرية أقدس قيمة وهذه الحرية لابد من دوام السهر عليها وأن هذا الوطن قادر على أن يسع الجميع.. وإن كان مشرِّعو قانون الصحافة الجديد على شكله الذي ذكرته أستاذة عفاف تاور نابعاً من حس وطني.. وحرص وطني.. فإننا لا شك لدينا في ذلك.. وأيضاً الصحفيون ليسوا أقل وطنية من غيرهم.. وليسوا أقل وعياً بدقة المرحلة وحساسيتها من غيرهم.. وليسوا أقل توجعاً من حال بلادنا اليوم من غيرهم هم فصيل قادر على المحافظة على هذا الوطن ويزيدون على الآخرين بأنهم حداة ركب.. ينبغي إعادة النظر في هذه المسودة.. وكفانا أزمات.. فالنفوس مأزومة.. وكفانا معارك في غير معترك.. هذه دعوة ليصحو الصحفيون.. من نوم العوافي.. فقانون الصحافة الجديد يحتاج الصحو..
وسلام يا.. وطن
سلام يا..
نقطة.. سطر جديد.. عقوبات قانون الصحافة الجديد شملت الصحفي والصحيفة والناشر والمطبعة.. صاحت ابنتي.. أكتب يا أبوي والورقة والقلم والمكتبة وأنا..
وسلام يا..
وشكــــــــــــــــــراً تيتاوي