ماذا بعد تجميد وزارة الخارجية عضوية السودان في “الإيقاد”؟

تقرير: رشا حسن 

قررت حكومة السودان تجميد عضويتها بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد)، مشيرة إلى أن الخرطوم غير ملزمة ولا يعنيها كل ما يصدر من المنظمة في الشأن السوداني، فيما وصف محللون القرار بأنه عبث دبلوماسي.

يقول المتحدث باسم التحالف السوداني محمد السماني، أن تجميد عضوية السودان في منظمة الإيقاد جاء بناءً على مخرجات الجمعية الاستثنائية الـ(41) لرؤساء دول وحكومات الإيقاد في جيبوتي وكانت مخرجات القمة تتعلق بالأزمة السودانية التي لم تنفذ بعد، وبسبب عدم تنفيذ هذه المخرجات قام السودان بتجميد عضويته في القمة الأخيرة التي تحمل الرقم الـ(42) .

ويصف السماني، في حديثه لـ”الراكوبة” قرار التجميد بأنه  صائب، وذلك لعدة اسباب منها أن ما يدور في الساحة السياسية السودانية هو شأن داخلي يخص السودانيين، متهماً القمة الاستثنائية بأنها تريد التدخل في الشأن السياسي السوداني وأضاف أن منظمة الإيقاد حسب لوائح عضويتها يجب أن يمثل دول العضوية رساء الحكومات القائمة عليها وهذا اصبح مفقود في القمة الآخيرة.

وعد المتحدث باسم التحالف السوداني، السلطة القائمة حالياً بأنها شرعية ودستورية تصدر ما تراه مناسباً لدولة السودان وتحافظ على سيادة الدولة وحفظ كرامة الانسان واردف “:هناك فظائع ارتكبت من قبل مليشيا الدعم السريع كان يجب التركيز عليها قبل التركيز  في من يحضر القمة”.

عبث دبلوماسي

وذهب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية بجامعة ام درمان الاسلامية البروفيسور صلاح الدين الدومة، إلى أن حكومة السودان الحالية ليست لها شرعية لكي تجمد عضوية السودان في الإيقاد ولكن الدول والمنظمات تتعامل بسياسة الامر الواقع وهذه حكومة أمر واقع.

ويقول الدومة في حديثه لـ”الراكوبة” إن منبر جدة بمملكة العربية السعودية حاصر المجلس الانقلابي في السودان إلى أقصى درجة وكاد أن يوقع على اتفاق لوقف الحرب متهماً الفلول بأنهم ممسكين بزمام الأمر في المجلس السيادي الإنقلابي وأجبروا البرهان بأن يقوم بجولة إلى الدول الافريقي ويحاول أن يجد بديل لمنبر جدة واقترحوا عليه قمة الايقاد ولكن الايقاد ركزت على الذهاب إلى منبر جدة الأمر الذي أدي إلى تجميد دور السودان في حل القضية.

ويشير الدومة إلى أن الاتحاد الافريقي تدارك الأمر بسرعة وشكل لجنة من ثلاثة أشخاص لحل مشكلة السودان وفي هذه اللجنة كانت الإيقاد عضوًا إلا ان السودان قام بتجميد العضوية، ويقول إن هذا التجميد ليس حل لجهة أن اللجنة كونت من قبل الاتحاد الافريقي الذي لديه سلطة أكبر وأضاف يمكن للاتحاد تفعيل البند السابع او فرض حلول آخري، ووصف قرار تجميد عضوية السودان بأنه عبث دبلوماسي وعبث عام في السياسة والاقتصادي.

قرار غير صائب

اما القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عبدالعال مكين، يقول إن السودان يحتاج إلى علاقات دولية واقليمية، واعتبرها مهمة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان  مع استمرار الحرب  العبثية التي قضت على كل شيء ويضيف أن قرار التجميد غير صائب.

وشدد مكين في حديثه لـ”الراكوبة” على ضرورة المحافظة علي علاقات الجوار وفتح منافذ أكبر للعلاقات الدولية لجهة أنها  تبعد السودان عن دائرة الحروب ويعيده إلى منصات الدول الداعمة للاستقرار والأمن والسلم الدولي، لافتاً إلى أن حاجة السودان اكبر  للتعامل مع الإيقاد والاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الأوربي  وكافة المجتمع الدولي لوقف الحرب والقبول بالتسوية السياسية عبر التفاوض المباشر، واعتبره ضرورية من أجل أيقاف نزوح ولجوء وتشريد المواطنين  إلى ولايات السودان و دول الجوار الحدودية، مطالباً  الدبلوماسية السودانية، التتصرف برشد وعقلانية بعيداً عن العواطف.