الحصاد …إنتاج بلا أسعار

تقرير:اسماء سليمان
يبدو أن الموسم الزراعي الحالي في عروته الصيفية أصبح مصيره التعسر في كل مراحله، برغم غزارة الأمطار التي كانت تبشر بأنتاج وافر، ولكن دنيا الأسواق حملت أخباراً أثارت مخاوف وقلق المزارعين، فإنخفاض أسعار السمسم والذرة وارتفاع التكاليف لمستلزمات الحصاد (الخيش) بجانب تزايد أسعار العمالة وغيرها تشي بتعرض المزارعين للإعسار للموسم الثاني على التوالي
أرقام فلكية
في ولاية سنار لم يكن تدني السعر التركيزي للسمسم والذرة السبب الوحيد الذي يهدد مصير المزارعين، ولكن ضعف الآليات كان واحداً من الأسباب، وقال ممثل المزارعين بسنار الطيب أبو نار إن المزارع بالولاية يواجه عدة عقبات في موسم الحصاد، وأوضح أن قطع السمسم للجوال الواحد يكلف مابين (50-60) جنيه، وأن (التعطيب) يتراوح ما بين (50-75) جنيه، بجانب تكلفة عمل (الدقاقه) والتي قدر لها (20) جنيه، وقال أبو نار إن أسعار الجوال الخيش الواحد ما بين (25-30)، و زاد أن الأمر ينطبق أيضاً على محصول الذرة، وأضاف أن المزارعين تفاجأوا بأن الأسعار التركيزية التي تم تحديدها للمحاصيل لا تتناسب مع تكاليف الزراعة، حيث أن سعر السمسم حدد بـ(375) جنيه للجوال، مقارنة (500) جنيه في العام الماضي، وإستنكر ثبات سعر جوال الذرة الذي ظل لأكثر من أربعة أعوام (250) جنيهاً في ظل تزايد تكاليف الإنتاج.
بعبع الإعسار
المزارعون بالنيل الأزرق أبدوا تخوفهم من أن يقعوا فريسة لشبح الإعسار مرة أخرى، وكشف ممثل المزارعين بالنيل الأزرق عبد الحليم أحمد الحسن عن ظهور بعض الآفات على المحاصيل التي مثل لها بـ(الدودة الأفريقية أو الاميريكة) إلا أن توفير المبيدات في الوقت المناسب كان له نتائج إيجابية في السيطرة عليها، و لكنه عاب على البنك الزراعي ترك أمر توفير مستلزمات الحصاد للشركات الخاصة التي أصبحت تسيطر على أسعاره حتي بلغ سلع ( بالة الخيش) (7.5) ألف جنيه، واصفاً تلك الشركات بـ(الجشعة)، وقال إن المزارع أصبح يتحمل كل تقلبات السوق من تزايد تكاليف النقل والترحيل بجانب غلاء العمالة .
احتراف السمسرة
مزارعو القضارف ألقوا باللوم على الجهات المسؤولة التي كانت سبباً في تدني أسعار السمسم العالمية، وانتقد ممثل المزارعين بالولاية حسن الهادي الإعلان عن أسعار متدنية للسمسم في ظل شحه عالمياً، معتبراً أسعار المحاصيل في البيع في البورصة التي تم افتتاحها أمس (أسعار مخجلة)، وأكد الهادي أن المزارعين لا يقبلون على البيع، واصفاً الأسعار التركيزية التي تم تحديدها بأنها (أسعار سلم) بحسب قوله، وقال مقارناً بين أسعار الأعوام السابقة أنه في عام (2013) كان سعر الدولار في السوق الموازي (6) جنيهات و كان سعر جوال السمسم (800) جنيه بينما في (2016) الذي بلغ سعر الدولار (16) جنيه كيف يحدد سعر الجوال بـ(375) جنيه، وفي الأثناء تساءل عن توقف انعقاد الموتمر العالمي للسمسم الذي كان يمثل ترويجاً للسمسم عالمياً، متهماً غرفة مصدري الحبوب الزيتية بممارسة أساليب السمسرة في سبيل الحصول على النقد الأجنبي دون النظر أو التفكير بما يحل بالمزارع من خسائر من جراء إنخفاض الأسعار.
*الجزيرة تشتكي
لم تختلف مشاكل الحصاد في مشروع الجزيرة للعروة الصيفية عن بقية الولايات، خاصة فيما يخص محصول الذرة، ولكن تنوع الإنتاج فيها واختلاف طرق الإدارة أدى لظهور مشكلات إضافية، وأهمها مشكلة العطش التي أضرت بالمساحات المخصصة لزراعة الفول والخضر كالبصل المطري والبطيخ وغيرها، وجسد ممثل المزارعين بالمشروع على البشرى معوقات الإنتاج والحصاد في العطش، بجانب إرتفاع تكاليف الري وزيادة الرسوم الإدارية، وقال إن تكلفة ري الفدان الواحد إرتفعت من (110) جنيه إلى ( 250) جنيه، وقال إن إدراة المشروع تم تسليمها لأشخاص أكادميين لا علم لهم بما يحدث على أرض الواقع، واصفا أياهم بالأفندية.
و أكد البشرى على سعى الجمعيات الزراعية لرفع مذكرات للجهات المختصة لإيجاد الحلول المناسبة، ونوه إلى أنه في حال استمرار الحال سيضطر المزارعون إلى بيع المحاصيل كأعلاف لتقليل التكالي
اخر لحظة
لا يمكن لنا أن نستديم و نطور الزراعة المطرية إلا بتنشيط إستخدام الذرة فى تصنيع الخبز…و لو كخيار متاح للأسرة السودانية بدلا من رغيف القمح المستورد بشق الأنفس…قارنوا تكلفة ما يمكن شراؤه من الذرة الأن فى ظل الأسعار السائدة, وفوائد ذلك التلقائية على المزارعين و دخولهم..بدلا من دعم المزارع الروسى أو الأمريكى.. أو الأوكرانى…
لا يمكن لنا أن نستديم و نطور الزراعة المطرية إلا بتنشيط إستخدام الذرة فى تصنيع الخبز…و لو كخيار متاح للأسرة السودانية بدلا من رغيف القمح المستورد بشق الأنفس…قارنوا تكلفة ما يمكن شراؤه من الذرة الأن فى ظل الأسعار السائدة, وفوائد ذلك التلقائية على المزارعين و دخولهم..بدلا من دعم المزارع الروسى أو الأمريكى.. أو الأوكرانى…