ظل الفيل

ظل الفيل
[CENTER]
القبض على تاجر مخدرات سورى فى الخرطوم وبصحبته داخل الشقة التى يقطنها كميات ضخمة من الاموال والمخدرات والاطقم الذهبية هكذا يقول الخبر مع نشر جميع الصور التوثيقية المؤكة لذلك فى كافة الوسائط، خبر اريد له ان يملأ الاسافير ويشغل الاوساط لتنطلق الاصوات المنددة بالوجود الاجنبى والسورى تحديدا هذه المرة، بعد ان تم استهلاك الحديث عن الاثيوبيين والارتريين ،و الحديث عن السوريين ياتى مزودا بنسخ مصورة من محادثات الوسائط التى تعكس عنصرية كاتبيها تجاه السودانيين .
بادئى ذى بدء وقبل الخوض فى اية تفاصيل للخبر الصادر بشكل حصرى من القوى النظامية الامنية او الشرطية ، وقبل امتطاء صهوة السيادة والغيرة الوطنية مقابل الوجود الاجنبى ، يجب معرفة طبيعة الوجود الاجنبى وحجمه وبالتالى تفهم دوافع واهداف النظام من فتح البلاد بهذا الشكل للتواجد الاجنبى بغير ضوابط مطلقا ؛وان فعلنا ذلك سنتبين حقيقة النهج المتبع والاهداف من تسريب هكذا اخبار او صور ووثائق فى الميديا . لكن وباختصار ، لايمكن تصور خلو مجتمع الاجانب المكون من عدة ملايين من الجريمة بكافة انواعها ، واظن ان نسبة انتشار الجريمة بينهم لو تم حسابها احصائيا من قبل جهات محايدة لاتت اقل من نسبتها بين السودانيين انفسهم .
فى هذه الجزئية المتعلقة بتاجر المخدرات السورى المتوسط الامكانيات والذى من المؤكد ان ورائه عددا مقدرا من النظاميين ،وبالرجوع الى كيفية تقديم الخبر من تصوير لمسرح المضبوطات بهذه الدرجة الفاقعة من السذاجة ، وكأن هذا السورى هو بابلو اسكوبار فى ايام مجده ، وبمقارنة بسيطة مع طريقة التعامل مع الكم الهائل من مخدرات الحاويات التى ضبطت فى بورتسودان وتسجيلها جميعا ضد مجهول، نجد اوضح دليل على واحد من اهم اهداف النظام من تعطيل والغاء كافة الاجراءات والقوانين التى تضبط الوجود الاجنبى فى الدولة، فهكذا احداث وجرائم (اجنبية ) يقوم النظام باستثمارها و الحديث عنها وترويج تفاصيلها للتغطية على مثالبه الكبرى وممارساته الكارثية ،ولحرف بوصلة الكراهية والغبن والاستياء الموجه ضده ،ولتصوير نفسه فى مقام الحريص على سيادة وحقوق وسلامة الوطن والمواطن ،وهو امر ظل وسيظل النظام يستخدمه باحترافية وخبرة ممتدة فى تشتيت والهاء بوصلة الراى العام . حتى لو اضطره الامر الى استجلاب شبكات عصابات اجنبية بين جموع من اجبرتهم الظروف الطبيعية او السياسية اوالاقتصادية من جفاف وحروب وفقر الى مغادرة اوطانهم الى السودان.
يوسف حسين