العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (32)

من المؤكد أن كاتب هذه السطور ليس أول من تناول غزوة بني قريظة و لن يكون الأخير فبعض حوادث التاريخ لا نهاية لتناولها و لن تتوقف محاولة قراءتها من مختلف الزوايا . اعترف أنني عندما كنت في مقتبل الشباب في المرحلة الثانوية ثم الجامعية و عند اطلاعي على غزوة بني قريظة (و كثير من أحداث التاريخ الإسلامي) تمنيت ألا تكون حقيقية ، و بحثت عن علماء يقولون بعدم صحتها و لكن للأسف لم أجد وقتها (فيما بعد ظهر بعضهم و مؤخرا عدنان ابراهيم و صحبه) . رفضت نفسيا القبول بما جاء في ذلك التاريخ لأنه سبب لي جرحا و حرجا و كنت أتمثل المعنى الذي يردده المعلق ود الحاجة في تعليقه على المقال السابق عندما كتب ( ذلك لأنه عندما حدث هذا كان النبي صلى الله عليه و سلم حيا أي يأتيه الوحي من السماء و بالتالي فهذا الفعل يرضي الله و الا لنهى الله سبحانه و تعالي نبيه او للامه كما حدث في امور اخرى…) … ظل الرفض النفسي زمنا طويلا ، كنت مثل ود الحاجة تماما أبحث عن أوهى التبريرات (فيما بعد وصلت لنتيجة أنه لا بد من فهم جديد للدين بدلا من الترقيع) … ماذا بعد الرفض النفسي لتصديق كثير من ذلك التاريخ و الروايات حتى للأحاديث الصحيحة ؟ لا بد أن يمحص العقل تلك الأحداث و يتفحصها رغما عن الممانعة المرهقة و يضطر للتساؤل و تكرار التساؤل … كنت أتصور بني قريظة مكتوفين يساقون مجموعة تليها مجموعة و يجلسونهم في الحفرة ثم تُجز رؤوسهم بالسيف فتتطاير و يشخب الدم فأغمض عيني و أحاول ألا أتابع ذلك المشهد المتخيل ، لكن رغما عني يستمر تدفق الأحداث فأرى المقطوعة رؤوسهم ترتجف أجسادهم و تتشنج … ثم تأتي مجموعة أخرى مكتوفة … و هكذا . لا أطيق منظر ذبح دجاجة ، لذا كنت أتساءل : كيف بمن هم أرحم الناس يجلسون ليشاهدوا منظر ذبح ستمائة أو تسعمائة شخص مستسلمين مكتوفين بينهم شيوخ و صبيان صغار لا ذنب لهم ، و ينفذون الأمر بضرب العنق و أن على ذاك أن (يذفف) حسب ما ورد في الخبر : (فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ، ويسرهم ذلك ، فنظر رسول الله ( ص) إلى الخزرج و وجوهم مستبشره ، ونظر إلى الأوس فلم ير ذلك منهم ، فظن إن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبني قريظه ، ولم يكن بقي من بني قريظه الا إثنا عشر رجلا منهم ، دفعهم إلى الأوس ، فدفع الى كل رجلين من الأوس رجلا من بني قريظه ، وقال : ليضرب فلان ، وليذفف فلان ) ابن هشام — السيره في كتاب السهيلي — الجزء الثالث — الصفحه 147)… و من القاموس : الذَّفُ: الإجْهازُ على الجَرِيحِ ، و (فليذفف) فلان ، أي فليجهز على المضروب بالسيف الذي ربما لم يتم قطع رأسه من الضربة الأولى … و في كل مرة استعيد المشاهد كما لو كانت فيلما خياليا أو كابوسا يأبى أن يفارقني و استعيد الصور التي حفظتها من كثرة قراءتي ، و استعيد رواية الطبري (ان رسول الله ( ص ) أمر أن يشق لبني قريظه في الأرض أخاديد ، ثم جلس ، فجعل علي والزبير يضربان أعناقهم بين يديه ..) تاريخ الطبري — الجزء الثاني — الصفحه 593) … كنت منزعجا من مجرد التخيل ، و أعجب بمن شهد الحدث من أوله إلى آخره ؟ و كيف بالمستبشرين الذين يسرهم ذلك ؟ : (فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ، ويسرهم ذلك ، فنظر رسول الله ( ص) إلى الخزرج و وجوهم مستبشره…) كنت أحس بالتعاطف الإنساني الذي أبداه أبو لبابة …. يا لمقولة باسكال : (…لا يرتكب المرء الشر كاملا وببساطة مثلما يرتكبه بناء على عقيدة دينية ) تلك المقولة التي ظلت تمس وترا حساسا في نفسي …. و شعرت بأن موقف الأوس أكثر إنسانية و أرفع أخلاقيا لتعلقهم بالأمل عسى أن يعفو عنهم النبي ، ثم توسلهم لسعد بن معاذ …. في تلك الفترة تخيلت لو أن أحدهم أخرج فيلما عن تلك الغزوة فماذا يكون موقفنا ؟ طبعا بعد سنوات طوال أخرج أحدهم ما عرف بالفيلم المسيء ، شاهدت مقاطعا من ذلك الفيلم و وجدت أن أغلب تلك المقاطع تصور ما جاء في المراجع الإسلامية مثل غزوة بني قريظة و غزوة خيبر لكن بصورة تتعمد إبراز أبشع ما فيها مما يشكل صدمة عنيفة و يستدعي رفضا نفسيا لتلويث صورة عزيزة على المؤمنين ، لا ننسى أن هناك تصيرا مبتذلا لروايات من ذلك التاريخ في ذلك الفيلم . يجب علينا أن نقوم بنقد تلك الفترة و تصحيح المفاهيم عنها بحيث أن ما حدث ربما يناسب وقته لكنه لا يناسب زمننا بأي حال و من الواجب علينا أن نعترف بأن الماضي لم يكن جميلا بمقاييس اليوم و أنه لا يمكن تطبيق ما حدث فيه اليوم و أن المطالبة بالعودة لـ (زمن جميل مثالي) هو نوع من الوهم و كارثة لأن ذلك الماضي المتخيل لم يكن له وجود . يمكن أن نستلهم من الماضي أجمل ما فيه لكن أن نطالب بالرجوع إليه فذلك جنون لن ينتج من ذلك أي شيء جميل بل العكس ( يكفي تجارب التاريخ من الماضي و التاريخ المعاصر)، و إن لم نقم بذلك النقد و التمحيص فمن المحتم أن الأجيال القادمة لن تقبل التفسيرات القديمة ، فإما أن تقوم بإنتاج فكرة جديدة عن الدين (مثل الفكرة الجمهورية) أو تنفض يديها نهائيا عن التراث كله و لن تقنعها تفسيرات تلك اللحى التي تعلف من أموال المساكين و لا محاولات المخلصين من أمثال ود الحاجة ، ثم أن المجتمع الدولي سيضطرهم للتنازل و التأويل فقد قرأنا خبرا بالأمس يقول :(استبعد عضو هيئة علماء السودان، الشيخ محمد هاشم الحكيم، وجود أي حرج علي اطلاق سراح أبرار عبد الهادي المدانة بالردة، وتنتظر الإعدام بسجن أم درمان للنساء. وقال الحكيم ، انه لا حرج في اطلاق سراحها اذا ثبت بالدليل القاطع وجود ضرر كبير على الأمة الإسلامية من تنفيذ الحد. مشيراً للحملة الاعلامية الغربية الموجه ضد السودان والتي وصفها بـ (المسعورة) . [url]http://www.sudaneseonline.com/board/470/msg/1401778091.html[/url].. سيجدون الأعذار للتنازل عن كثير مما كانوا يسمونها خطوطا حمراء … واهم من يظن أنه يمكن تجاهل المجتمع الدولي و أنه يستطيع أن يعيش بمعزل عنه و أكثر وهما و غيبوبة من يظن أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له بشعبه باسم الله … كل يوم يمر ستزداد حساسية العالم تجاه حقوق الإنسان ، و لن يكون الأمر عدم رضا اليهود و النصارى فقط إنما أيضا عدم رضا الهندوس و البوذيين و اللادينيين و بقية العالم بملياراته الستة من غير المسلمين ، بل و بأغلبية المسلمين مع أولئك ….
أتيحت لي الظروف أن أعيش في عدة مجتمعات ذات ثقافات مختلفة فلاحظت أنه كلما كانت الحياة الاجتماعية غنية كلما قلت الرزيلة و كلما كانت بائسة كما تصنعها الجماعات المطالبة بالعودة للماضي ، كلما انتشرت الرزيلة و كلما تضاءل الإبداع الفني و العلمي و الأدبي . قارنت ذلك بالماضي القريب في بلادنا و في العاصمة بالذات في الستينات و السبعينات و حتى بداية الثمانينات عندما كانت الأندية مفتوحة و الندوات و الليالي السياسية و الثقافية عامرة و البنات تلبس ملابس عادية و كما كتبت قبل ذلك إن زميلاتنا في الجامعة من بنات المدن كان أغلبهن يلبسن البلوزة الاسكيرت مع الركبة أو تحتها بقليل و لم يكن ذلك يشغلنا لأن الحياة كانت غنية بالأنشطة العلمية و الثقافية و السياسية و الحبور و مناقشة الأفكار …الخ و لم تكن هناك مظاهر سالبة كما اليوم ، نعم للفقر دوره و لكن من صنع الفقر ؟ أليس هو الفكر المظلم ؟ عندما تنعدم كل الأنشطة الاجتماعية و اللهو البريء و الغذاء الثقافي و النشاط السياسي لن يبق للشباب إلا التفكير في الجنس ، لن ينفع أي علاج من وعظ و إرشاد و تدين و لحى و شيزفرينيا و سيزداد الانحطاط و الفقر و الكذب و النفاق الاجتماعي الذي يهمه أن يكون الظاهر مطابقا لمقاييسه أما الحقيقي فلا يهمه (من بره هلا هلا و من جوه يعلم الله) ….
ملاحظة أخرى : حالات الهياج و الشتم و السب هي رد فعل متوقع ممن أغلق عقله على تفسيرات معينة و صارت عزيزة عليه فمثلا ذاك الذي هاج لوصف حالة المرأة في ذلك العهد بأنها في حالة هوان لم يسأل نفسه ما معنى السؤال الاستنكاري (أتحزن على امرأة ؟) و المرأة زوجة أسيد أما سعد فابن عمه فمن أولى بالحزن ؟ لا أظن في عالم اليوم أن أحدا يقبل أن يقال له : (أتحزن على امرأة ؟) إذا ماتت زوجته ، لعل صاحبنا لم يقرأ الحديث : (قال رسول الله (ص):”إستأخرن ؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار ،حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به” الراوي: أبو أسيد المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 5272 …. خلاصة حكم المحدث: حسن … يذكرني هذا بما ظل يردده المعلق ود الحاجة عن أن ابن أبي سلول لم تثبت عليه تهمة الخوض في حديث الإفك ، لكن لأنه لا يريد أن يرى فإنه لا يستطيع قراءة قول السيدة عائشة الذي أورده البخاري : ” وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول …” و لكن الستارة التي تناولنا أمرها فيما سبق تجعله لا يرى قول السيدة عائشة دليلا !
في شبابي الباكر حين تعمقت في السيرة و قلبت الفكرفي غزوة بني قريظة و قتل الأبرياء من غمار الناس الذين لا ذنب لهم و الذنب المفترض هو ذنب الزعماء الذين ربما لا يتجاوز عددهم بضعة أشخاص ، كان ذلك يزعجني جدا و لكن تصورا آخر لا يقل إزعاجا كان يؤرقني و هو النظر بعين الخيال للسبايا و الحالة النفسية التي يمر بها الصبي لحظة كشف عورته ، فهو يشاهد بعضا من رفاقه طارت رؤوسهم و بعضهم نجوا ليساقوا مع النساء و هو بين الرجاء و الخوف على مصيره … ثم كيف تم تقسيم السبايا و الأطفال على المحاربين و تم بيع الآخرين ، جزء في نجد و جزء في الشام …
تمنيت ألا يكون ذلك التاريخ حقيقيا كما ذكرت ، و هذا ما دعاني لبذل جهد كبير للاطلاع على تفاصيل ذلك التاريخ و جرني الأمر لدراسة علم الحديث و في الحقيقة وصلت لنتيجة أن كثير من ذلك التاريخ مشكوك فيه ، ليس بمقاييس المتقدمين لكن بمقاييس جديدة لا يمكن أن يقوم بتحقيقها شخص واحد و لا يمكن أن يقوم بتطبيقها عدة أشخاص ، إنما تحتاج لجهد كبير من مراكز أبحاث متخصصة … لكن ليس لدينا تاريخ غير المتاح و بمقارنة الروايات مع معطيات تاريخية أخرى من أدب و روايات آخرين من الضفة الأخرى و غيره يمكن التوصل و بدرجة كبيرة لصحة بعض من ذلك التاريخ، و في رأيي إن سيرة ابن اسحق (المفقودة) و التي روى أغلبها ابن هشام في (السيرة النبوية) هي من أصدق ما كُتب عن تلك الفترة باعتبارها أول توثيق شامل لها رغم أنها كُتبت بعد 120 عاما تقريبا على حدوث تلك الأحداث و كُتبت في ظل أحداث سياسية لا بد أن كاتبها وضعها في الحسبان ، كيف و هو يكتب تحت رعاية أبو جعفر المنصور و في قصره ، فهل تراه سيكتب ما يغضب بني العباس الذين يحسنون جز الرؤوس جزا ؟ نعم جزء كبير منها في رأيي مشكوك فيه ، خاصة تلك الروايات التبجيلية لكثير من الصحابة و تبخيس لكثير من الخصوم لأن المناخ يتطلب ذلك فلن يحكي المنتصرون كثيرا من حسنات الأعداء و لا قليلا من مثالب الأصدقاء و كما هو معروف أن التاريخ يكتبه المنتصرون محاولين طمس كثير مما لا يروق لهم …. عندما نأتي لغزوة خيبر و غزوة حنين سنلاقي حوادثا رهيبة أخرى … شكرا للأخوة الذين كفوني مؤؤنة الرد على كثير مما ورد ……إلى لقاء .
اللهم اسمعنا خيرا..
يا اخونا سرحان
وما ادرانا بان ما نقلته كتب السيرة صحيح عن سيرة النبي؟؟؟؟؟؟؟؟
لا اظن ان هذه الاخبار صحيحة ولا يمكن ان نعيش في هذا الكم من التناقضات لاننا سنكفر بديننا..من جراء هذا التاريخ المكذوب.
فأرجوك يا اخ سرحان بين لنا ما الحل؟
حلى انا هو رفض هذه الكتب والتاريخ الذي جاء فيها. فالتوثيق اساسا كان صعبا في امة جاهلة. وقد يكون اعتراع كثير من التزييف والتحريف. فاذا كان الان بوسائل التوثيق يحدث الكثير من التزييف بهذه الطريقة فمابالك في تاريخ مضى عليه قرون.
الاولى لنا ان نتمسك بكتابنا وكلام رب العالمين العادل الذى لم يرد فيه مثل هذه الحوادث من السبي والجور. فلم ترد كلمة واحدة عن سبي النساء وظلم الناس بل يدعو للثورة على الطغاة و الظالمين
حاول سرحان في هذا المقال العزف على اوتار المشاعر المرهفة و الحساسة و نسي سرحان أنه لو فكر العالم ( الناس) بهذه الصورة لتم رفض اغلب العقوبات , فمثلا عقوبة الاهدام سواءا بالكهرباء او الشنق الذي ربنا استمر لفترة طويلة قبل موت المشنوق او اطلاق الرصاص كلها امور لا تقبلها النفس في الاحوال العادية و لكن لكل مقام مقال
بل يا سرحان حتى السجن فيه الكثير من المرارة بالنسبة للمسجون و لكن هل هناك حلول افضل ؟
هناك قول شعبي معناه : ما حملني على المر الا الامر ( اكثر مرارة ) منه.
اما حدث لبني قريظة يقع ضمن هذا المنطق و لو أراد سرحان خيرا فعليه ان يحقق في الروايات و يميز سقيمها من صحيحها و و يدرس ظروفها و عندها ربما وجد ان بعض الاحاديث مضطربة ففي هذه الحال تضعف و لو كانت صحيحة السند لأن الاضطراب من العلل التي تضعف الحديث.
و كتب السيرة لا تخلوا من الاخبار الضعيفة .
لم يسأل سرحان نفسه لماذا لقي بنو قريظة هذا العقاب بينما لم يلق المنافقون مثل ذلك؟
الجواب طبعا لأن المنافقين أخفوا تربصهم بالمسلمين وحتى بعض الالفاظ التي كانت تصدر منهم كانوا يحملونها على انها مجرد فلتة لسان و يعتذرون بعد ذلك , فعوملوا بالظاهر و حتى بعد فتح مكة و ظهور قوة المسلمين لم يفش التبي صلى الله عليه و سلم اسماءهم
أما منطق سرحان الذي يعتمد على الرأي المحض و ظروف المجتمع الدولي الحالي فهو منطق الحالمين الكسالى الذين يريدون أن يتغير العالم لما يشتهون و لو كان هذا التغير خاطئا, و هب ان المجتمع الدولي تغير و تغيرت مواثيقه و مؤسساته و قادته , هل سيأتي سرحان ءاخر و يطالبنا بالعودة لماضينا التليد؟!!!
ملاحظة :لقد اخذ سرحان الكثير من الوقت في بعض الغزوات النبوية , متى سيتحدث سرحان عن الرق و جرح (مشاعره) في المغول و الحروب الصليبية و الاستعباد الاوربي للسود في الامركيتين و صفقات الزبير باشا و محمد علي باشا و ءاخرين
سرحان (( يذكرني هذا بما ظل يردده المعلق ود الحاجة عن أن ابن أبي سلول لم تثبت عليه تهمة الخوض في حديث الإفك ، لكن لأنه لا يريد أن يرى فإنه لا يستطيع قراءة قول السيدة عائشة الذي أورده البخاري : ” وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول …” و لكن الستارة التي تناولنا أمرها فيما سبق تجعله لا يرى قول السيدة عائشة دليلا ))
س: متى قالت السيدة عائشة هذا القول ؟ هل قالته حينما جلد الثلاثة المقرون؟
جعلتني في حيرة من أمري !!!!!!!!!!!
قال ود الحاجة : “س: متى قالت السيدة عائشة هذا القول ؟ هل قالته حينما جلد الثلاثة المقرون؟”
ج إجابة : اقرأ حديث البخاري (…فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول….) هل تريد ان نعيد لك كتابة الحديث ؟ (… وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول…) فعلا يا ود الحاجة كما قال سرحان : ( لكن لأنه لا يريد أن يرى …” اما متى قالت ذلك فمن الواضح ان هذا الحديث تكلمت به السيدة عائشة بعد الحادثة بزمن أي بعد أن جُلد الثلاثة و لم يجلد عبد الله بن أبي سلول ، اقرأ ما قال القرطبي : (ولم يسمع بحدٍ لعبد اللّه بن أُبى. وذلك الحديث رواه أبو داود عن عائشة ، وعلَّل العلماء ذلك بأن الله أعد لعبد الله بن أُبى فى الآخرة عذابا عظيما ، فلو حُدَّ فى الدنيا لكان ذلك نقصا من عذابه فى الآخرة وتخفيفًا عنه ، وإنما حد المسلمون الثلاثة ليكفر الله عنهم الإثم حتى لا يبقى عليهم تبعة من ذلك فى الآخرة …. وقيل : إن ترك حد ابن أبى كان استئلافا لقومه واحتراما لابنه – لأن ابنه كان مؤمنا صادقًا- وإطفاءً لثائرة الفتنة ، المتوقعة من ذلك . وقد كانت علاماتها ظهرت من سعد بن عباده ومن قومه كما فى صحيح مسلم. … هل لديك سؤال آخر يا ود الحاجة ؟
بما ان سرحان كتب عن اليهود و المسيح عليه السلام و الامهات العذراوت حسب اعتقاده , لنا ان نسأله هل ذكر في توراة اليهود عقوبة من يخون العهد مع اليهود و يغدر بهم؟
اطرح هذا السؤال لأن ملاحظ من الروايات التي وقفت عليها حتى الان عدم طلب اليهود الاحتكام الى كتابهم بل كانوا يحاولون استرحام مواليهم السابقين من الاوس و الخزرج للعفو عنهم.
ارجعوا إلى مؤلفات الأستاذ محمود محمد طه .. فقد تناول هذه المرحلة من الاسلام وسماها الرسالة الأولى بعلم ومواجهة وقوة منطق وعارضة وعقلانية وربطها بزمانها ووقتها وفرق بينها وبين الرسالة الثانية من الاسلام التي ستأتي في ظروف وواقع جديد .. ولم يحاول تبرير تلك المرحلة بل سمى الأشياء بأسمائها فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر … هذا والله الهادي إلى سواء السبيل.
لاهل العقول : لقد كان معروفا ان ابن سلول و غيره من المنافقين انهم منافقون اي يبطنون الكفر و يظهرون الاسلام و لم يقتلوا و هو بكل تأكيد اي الكفر اعظم من القذف
لقد ذكرنا ان معاملة النبي صلى الله عليه و سلم للمنافقين كانت على المثبت الظاهر و لم تكن مبنية على ما اخبره الله به و الا لو كان الامر كذلك لما تركوا هكذا .
اما اجتهادات القرطبي و غيره فهي ليست قرءانا او حديثا.
أيضا لام النبي صلى الله عليه و سلم احد اصحابه على قتله في معركة مشركا اعلن اسلامه لتوه , علما بان الصحابي كان يعتقد ان الرجل قالها تقية
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ ، فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا ، فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَقَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلَاحِ ، قَالَ : ” أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ ، حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا ؟ ” فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : فَقَالَ سَعْدٌ : وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبُطَيْنِ يَعْنِي أُسَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ، وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، فَقَالَ سَعْدٌ : قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ، وَأَنْتَ ، وَأَصْحَابُكَ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونُ فِتْنَةٌ
و من المعروف في القانون ان هناك فرق كبير بين معرفة او شك القاضي بان فلان مجرم و بين ثيوت الجريمة فالحكم يبنى على ثبوت الجرم و ليس على الظن او المعرفة الشخصية
قال جاكس : (فالمسلمون كانوا يسبون نساء المشركين وكثير من الشعوب البريئة بحجة)
ائتنا بارقام يا جاكس تثبت هذه الاعداد الكبيرة من السبي
التغييب: (أنظر الحلقة 31)
عودة سريعة لكتاب هارت “ال 100 الأكثر تأثيرا في التاريخ” أو “ال 100 الأكثر نفوذا في التاريخ” .
في أواخر السبعينات وفي قاعة في الجامعة عرض هارت الأسس التي بنى عليها ترتيبه وهي: الأثر الذي أحدثه الشخص في الناس وفي المجتمع وفي الدولة ، بما في ذلك عدد الناس ووسع المجتمع والدولة ؛ بالإضافة إلى أي مدى أنجز الشخص مهمته في حياته .
سئل :” لماذا سجلت ما تراه مستخدما نصف الحقيقة وتركت النصف الآخر ؛ فلم تدخل في المعادلة مقاييسك للطيب والخبيث (أوالصلاح والضرر) على الناس لتضع لنا الصورة الكاملة التي تراها ؟
أجاب : “توليت النصف الساهل وتركت النصف الصعب لغيري فهو أكثر مدعاة للخلاف والجدل . فقد نلت كفايتي منهما (الخلاف والجدل) حتى في النصف الأسهل”.
حينها كنت أتصور أن يأتي المسلمون بقائمة الإنجازات الإيجابية للعالم التي قام بها مصنف هارت الأول لتكملة الصورة مستقلين ترتيبه . لكنهم بدلا عن ذلك ، رفعوا كتاب هارت مهللين مكبرين ، يحتفلون به وهو نصف الحقيقة . مثل أن تقول: “جادين أقوى زول في الحلة ” ولا تكمل ” في سرقاتو وقلعو من الناس ، كاتل ليهو عشرين نفر”.
وقائمة الإنجازات الإيجابية قد تبدأ مثلا : 1. حرم الإسترقاق وحرر العبيد ، 2. حرر العرب من عاداتهم الجاهلية مثل الغزو والتبرك بالحجر الأسود واعتقادهم رمي الشيطان بالحجارة …الخ 3 . أعلن أن المرأة إنسان كامل مثلها والرجل ، وأن لها نفس حقوقه أمام القانون . 4 . ساوى المسلمين وغير المسلمين في جميع الحقوق والواجباب في دولته . …..4. …الخ .