الانقاذ: حافة الهاوية

ياسر عبدالكريم
أسمحوا لي أن أبتدر هذا المقال بهذه القصة الواقعية لرجل ورث من والديه المال الوفير والجاه والسلطة بحكم نظام الأسرة وتسلسله العائلي وكان كبير إخوته وأوكلت إليه مهام إستثمار هذه الأموال والمحافظة عليها وعلى إخوته وحفظ حقوقهم وعدم التمييز بين الأشقاء وللأسف قضى سنيين شبابه في السفه واللهو والعربدة وأضاع كل الثروة التي ورثها من والديه وخان الأمانة التي أوتمن عليها فخسر كل شئ وأراد أن يتوب ويلتزم في آخر حياته بعد فات الأوان
هذه القصة تشابه إلى حد كبير حكومة الإنقاذ والتي سأرمز اليها في هذا المقال بذلك الرجل السفيه الصعلوك الذي زين له حب الشهوات من النساء والقناطبر المقنطرة من الذهب والفضة والبترول والحرث من أراضي ومشاريع زراعية ولم يعلم ان ذلك هو متاع الدنيا , الفرق الذي بين الرجلين ان الرجل صاحب القصة أخذ السلطة بالتراضي فلم يكن الخيار الأمثل ولكن إلتزاما بقانون العائلة ولكن الرجل الآخر ( الإنقاذ ) أخذ السلطة بالقوة وسطى عليها في غفلة من الزمن وفي ليل بهيم ولم يؤكله عليها أحد ولكنهم يتشابهون في إضاعة الثروة الضخمة والقاسم المشترك بين الرجلين هو سوء التصرف والافلاس . بعد فترة من الزمن أراد هذا الرجل ( الإنقاذ ) أن يمثل بأنه تاب الى ربه ويريد ان يعمل عملا صالحا ويهتدي إلى الله والآن يمثل للناس بأنه إلتزم وأصبح ذو فضيلة لا يعلى عليها وهذا ليس خوفا من الله أو خوفا من الناس أو إحتراما لهم وانما العدم هو الذي أجبره على هذا التمثيل وإذا جاد عليه أحد بمال وفير لن يتعطل في الصرف على نفسه وصاحبته بكل بذخ ….
فحاول هذا الرجل ( الإنقاذ ) أن ينسى في السنيين الآخيرة ولذلك لم يجد وسيلة غير الإفراط في الشراب وفي الأيام الآخيرة شرب حتى الثمالة وسقط على الأرض وحملوه سكرانا في الساحة الخضراء وإستفرغ كل الذي شربه في عقدين من الزمن وفي لحظة السكر هذه واللا وعي لقد اجتر الكلام القديم المكرر في دستور جمهورية السودان الذي لم يلتزم به فلم يات باي جديد في حواره مع الآخرين مثل المساواة بين الاخوان في التوظيف بعد ان تم استبدال الذي ادنى بالذي هو خير وابتدع سياسة التمكين في تعين اهل الولاء في اكبرجريمة يشهدها التاريخ وهاجرت الكفاءات وحل مكانهم اهل الولاء ودمرت الخدمة المدنية والتي ينعق فيها غربان التمكين وأيضا من ضمن إستفراغه النتن كقوله الاستثمار والتوزيع الجيد للثروة بعد ان تم توزيعها بين الفئة القليلة التي قلبت الفئة الكثيرة لأنها متنفذة وإستأثرت على كل شئ وكرر في أقواله ايضا الناس سواسية في القانون بعد ان تم التمييز بين الأخوان في القانون والان كل الفاسدين وبعد ثبت عليهم بالجرم المشهود احرارا طلقاء فمثل هذا الحديث المكرر اصبح لا طائل ولا فايدة منه .
وهناك أخبار تتسرب كثيرا هذه الأيام تقول إن الرجل ( الإنقاذ ) يمر بظروف صحية صعبة بعد ان قام بتصفية الناقابات عنوة واقتدارا وبعد هذه الجريمة أوهم نفسه بأن لا مجال لأي مبادرة للعصيان المدني وجاء إضراب الأطباء فأربكهم كثيرا ليفشل زعمهم هذا بأن الأمور ليست تحت سيطرتهم . وسواء إختفى هذا الرجل بسبب المرض أو الشراب أو المشاكل التي تحيط به من كل جانب فإن نجم الرجل تهاوى وأوشك على السقوط .
الذين تابعوا مسيرة هذا الرجل ( الإنقاذ ) منذ قدومه للسلطة التي سرقها في تلك الليلة التي قتل فيها الديمقراطية والعدل مع سبق الاصرار والترصد فاصبح عاق من يومها وأصدر اوامره بعد عام واحد من توليه السلطة بإعدام 28 ضابطا من خيرت أبناء السودان الوطنيين وإعدام مجدي يعقوب في قضية تسمى تجارة العملة التي أصبحت من أشرف وانظف أنواع التجارة بعد ان انتشرت أنواع أخرى من التجارة كالمخدرات والنفايات الكيمائية أصبحوا يدركون أن هذا الرجل يعاني من حالة تخبط شديد منذ وصولة للسلطة .
وهناك كثيرون راهنوا على زعامته على أساس ثوب الفضيلة الذي ظهر به والدين الذي أراد أن يداري بها سوءته وشعاره في محاربة الفساد الذي أصبح بعد تمكنه من السلطة اهم ركن من أركانها ومن غيره تبطل المهمة والبيعة ومن غيره لا تعتبر أحد رجاله وبقدر فسادك يكون منصبك فهذه مواقف حية كثيرة تؤكد هذه الزعامة المغشوشة بعد أن مثلوا أنهم مبعوثون العناية الإلهية.
ولكن الحقيقة تقول إن السودان في حاجة إلى زعيم أكبر من هذا الرجل ( الإنقاذ ) بكثير لان مؤهلاته لا تؤهلة للبس هذا الثوب فكانت مزورة أو مضروبة بلغة العصر وإن هناك من دول الإقليم من وقفت معه في بداية عهده وحاولوا بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة أن ينفخوا فيه ومازالوا, ولكن حقيقة الرجل وإمكانياته كانت أضعف وأقل من كل محاولات النجومية التي حاول المخرج أن يصنع منها بطلا سياسيا كبيرا . ولقد سقط هذا الرجل في إختبارات كثيرة منها :
سقط أمام إمتحان حرب الخليج الأولى عندما وقف مع الطرف الاخر ظنا منه سينتصر وظنا منه إنه العربي العباسي الأصيل حامي حماهم وهذا يعود لعدم حنكته السياسيه وقصر نظره والتي دفع الشعب ثمنها سنيين عددا كانت عجافا حتى وقت غريب ومازالت آثار هذا السقوط باقية
وسقط امام اختبارات الادارة الجيدة للسلطة والثروة خلال تصدير البترول والذي لم يقم بادارته بنزاهة وتجرد وإستثماره بالصورة المطلوبة وأضاع أكبر فرصة لم تتح لغيره من الأولين والسابقين ففسدوا في البر والبحر والجو وبرغم من ضخامة المبلغ الذي دخل خزينة الدولة لكنها راحت الأموال لمتعة الفئة القليلة المتسلطة
وسقط امام اختبار اقناع العالم بتقديم المساعدات المناسبة لانقاذ السودان من خطر التقسيم وإعفاء الديون التي وصلت إلى أكثر من 54 مليار دولار وانفصال الجنوب وانقاذ السودان من الفشل والانهيار. للأسف لقد انهارت الدولة وفشلت ولم يعف من الديون سنتا واحدا وانفصل الجنوب ومازالت الحرب مستعرة في جنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق بل فقدنا حلايب وفقدنا الفشقة ومعها من أراضي زراعية ضخمة
وسقط حينما دخل في مواجهة غير محسوبه العواقب في حرب مع العالم كله ومدعيا تصدير تجربته الدينيه الى كل العالم والذي جعل كل دول الاقليم والمنطقة ان تتحسس مسدساتها والاستعداد للقادم الجديد الذي سيهدد وحدتها ونسيجها الإجتماعي ومن حينها تم إدراجه في قائمة الدول الراعية للإرهاب وفرضت العقوبات الاقتصادية الخارجية وتراكمت الديون ومازال هذا الرجل ( الإنقاذ ) في هذه القائمة ويدفع الشعب ثمن هذا السقوط ولكن الفئة القليلة المتسلطة لا دخل لها بهذه المعاناة وعيش الضنك .
ولم يبق امام الممثل الكبير ( الإنقاذ ) غير ان يترك المسرح بعد ان فشل في اداء دوره بالصورة المطلوبة . ولقد كان الدور اكبر بكثير من امكانيات الممثل ورغم ذلك اصر على القيام به وفشل المخرج في محاولة اقناع الناس بالنجم الجديد فيجب أن يحاكم ويسأل عن كل الذي إقترفه من أخطاء في تمثيل هذا الدور الذي سقط فيه سقوطا مروعا
وقد اقترب ميعاد اسدال الستار وارجو ان لا يكون الرجل ( الإنقاذ ) سكرانا وفاقدا وعيه وهو يودع الجماهير
حسبنا الله ونعم الوكيل
يا استاذ ياسر ؟؟؟
شنو مجدي يعقوب دا ؟؟
دا دكتور القلب المصري
زولنا اسمه مجدي محجوب محمد احمد ؟؟؟
مقال جميل يلخص الواقع، والآن كل من يتحدث من الطغمة الفاشلة لتبرير الضنك والذل والمهانة التي عيشوا فيه الشعب السوداني يتزرع بالحصار ، وكأنهم هم ليسوا السبب بتبنيهم وتدخلهم في شأن كل الدول الأخرى من حماس ومصر وأثيوبيا وأرتريا وحتى دول أفريقيا مثل زيمباقوي وموزمبيق وتشاد ,افريقيا الوسطى زرعوا فيها منظماتهم وأفراد الاتنظيم لتأسيس حركات الإخوان وجمعياتهم في تلك لابلاد ومولوهم من أموال لاشعب السوداني الذي يعاني الجوع ولاضنك والمسغبة وتدهور لاأوضاع ولكن كل هذا لا يهم هذه الشرذمة المريضة التي يتبرع رئيسها بمستشفى لجيبوتي يضاهي أكبر المشافي في الدول الغنية ومستشفيات بلاده مكدسة بالاوساخ ويئن فيها الملرضى الذين تحصدهم لاأمراض في بيئة متدهورة وفقيرة للغاية، كسرة: حكومة فشلت في إزالة النفايات بجديرة بالكنس إلى مزبلة التاريخ، وكفى،
(الانقاذ : حافة الهاوية) الإنقاذ هي الهاوية!