شريعة الانقاذ وسناريوهات اكتمال الفجر الجديد

ما أن فرغت القوة السياسية الموقعة على وثيقة الفجر الجديد حتى اضطرب القائمين على امر الحكم فى السودان وارتعشت قصورهم من اعلاها الى اسفل الساقيين فكان المعتاد ان تخرج الجماعات ذات الارتباط الوثيق بالانقاذ بالفرمانات العاجله لاحالة كل من حضر توقيع المسوده الى قائمه الخونه والمارقين وغيرها من الاوصاف التى اعتادت عليها اذان الجميع . ولكن هذه المره جاءت الوثيقة التى تواثقت عليها القوة السياسية بمختلف مشاربها حتى جماعات الاسلام السياسى واصحاب الايدولجيات الفكرية التى تتوافق مع الانقاذ امثال الشيخ الكوده – ونجل الشيخ الهدية اللذان انضما الى الوثيقة موقعين عليها فى مرحلتها الاولى . ولاول مره يجمع بعض الاسلاميين على ان امر الشريعة هو شىء يجمع عليه الشعب السودانى ولا مكانة لفرضه عليه كما اتضح فى حوار الشيخ يوسف الكوده عضو هيئة علماء السودان والذى قال فى حواره مع الزميل عبد الوهاب همت ?
سنلتزم بقرارات الشعب السوداني وقد سبق لاخونا اللواء أمن كمال حسب الله اذا كنت تذكر أنه كان قد قال اذا أجمع الناس على رفض الشريعة فيجب رفضها لأن هذا قرار الشعب.
* هذا رأي اللوا كمال حسب الله، ما هو رأيك أنت
– ”

وهنا لابد من التوقف عند الشريعة الاسلامية التى تريد الانقاذ على تطبيقها بحد السيف وهى القائله فى بداية عهدها “ان عهد محمد بدء يعود” وكأنما محمد “صلى” فرض امر الشريعة بحد السيف ومارث التضليل وذهب بالناس الى المساجد وراح وهو يخرق شرع ما انزل الله عياناً بياناً كما تفعل الانقاذ فى اكبر إساءة للرسول الكريم الذى قال عنه جل وعلا “ان شـأنك هو الابتر” سوره الكوثر. والإساءة الى الرسول تاتى فى افعال الانقاذ فيما يختص بامر التشريع وتطبيقه على المواطن حيث كان الامر فى التشريع فقط للتضليل واظهاره كاحدي مواضيع الراى العام ولكن الافعال الحقيقية كانت عكس مايقال فى اكبر عمليه نفاق وتزييف لحقيقة الاسلام وتشويه لصوره الرسول “صلى” وهنا ياتى معنى الايه اعلاه فى ان ما حدث هو اكبر “إشانة” إساءة الى الرسول البرىء من كل ذلك . ولكن التماهى بالدين هو من ايدولوجيا الاسلاميين الذين يظهرون الى الناس بان ما يتنهجونه هو منهاج للنبوة الحقة ويتخذون منها منحى لتعليل أفعالهم الفاضحة بايً من القران العظيم وقول من احاديث الرسول الكريم يتم تفسيرها كما ينبغى لهم لتضليل العامة وصرفهم عن عمق التفكير فيما يفعلون .
ولكن وثيقة الفجر الجديد التى هاج وماج ضدها قصور فى غابه وتم تضييق الخناق على موقعيها خاصة العائدين الى الخرطوم وكان اخرهم الشيخ يوسف الكوده الذى كان انضمامه الى الوثيقة بمثابة القشة التى قسمت ظهر بعير للانقاذ . خاصة وأنه تحدث عن محورى العلمانية الشريعة . وهو من احد رجالات الدين وفوق ذلك هو من ضمن اعضاء هيئة علماء السودان (السلطان) جعل العديد من الناس يعيد التفكير فى امر هذا الوثيقة وربما تصاعدت بسبب موجة الاصوات المنادية باسقاط النظام لان من محامد هذه الوثيقة انها نصت على مبدأ إسقاط النظام باجماع القوة السياسية المعارضة الحاملة للسلاح والداعية الى النضال السلمى فى اضخم مهرجان.
واظهرت ملامح سيناريو سقوط الانقاذ التى ربما تكون من عده اوجه وهى كالاتى
السيناريو الاول
هو اجماع كافة القوة السياسية وانضمام مجموعات اخرى ذات تاثير على الشارع لضخ الروح فيها بعد الانهيار الاقتصادى المريع للإنقاذ وضنك العيش الذى وصل الى اقصى درجاته ، مما يقود الى الخروج فى غضبة هادره من الشعب السودانى . وهو السيناريو الاقوى فى حالة تمادى الانقاذ فى التضييق والكبت .
وفى هذه الحالة متوقع من الحكومة أن تقوم بمسرحية كوميدية لاجل إخماد الشارع بمثل الفبركات المعهوده واتهام بعض افرادها بالانقلاب عليها وفرض طوق امنى يمنع التجمعات ويطلق الاتهامات كيفما يشاء لقص اجنحة الثوار .
السيناريو الثانى
هو تكثيف النشاط العسكرى على جبهات القتال بغية إستنزاف النظام مالياً لجره إلى مرحلة من الافلاس لاتمكنه من ادارة المعارك لدعم جيوشه مع الجبهه الثورية احدى مكونات الفجر الجديد على أن تصحب هذه العمليات العسكرية حراك شعبى بالداخل يطالب باسقاط النظام ، وقد تقابل الانقاذ ذلك بحرب شامله حتى مع الجاره فى دوله الجنوب بغية توسيع رقعة الحرب واتهام الاخرى بانها وراء ذلك وتحت قاعدة ( ان غلبك سدها وسع قدها) وربما تبسبق الاحداث بإعلان لحالة الطوارى وتوجيه اكبر موجه من الاعتقالات والتعذيب لم تشهدها الفترات الماضية لتشريد الناشطيين السياسيين بغية إجهاض الشارع . وفى هذه الحالة ايضاً ربما تدخل الحكومة فى حوار عاجل مع قطاع الشمال بإعتباره القوة العسكرية الاكثر تاثيراً على النظام بفضل إستقراره الميدانى وتقدمه الملحوظ فى المناطق المسيطر عليها، وقد يتدخل المجمتع الدولى صاحب المصالح من إستمرار الانقاذ فى الحكم بالضغط على قطاع الشمال وإعادة حركات دارفور الى منبر الدوحة لايقاف المد الثورى. لوضع حد للهزائم المتتالية وقطع الطريق امام وثيقة الفجر الجديد.
السيناريو الثالث.
هو إحتدام الصراع داخل اهل الانقاذ وربما ظهور تيارات اخرى اكثر اعتدلاً تطالب بالجلوس مع القوة السياسية للخروج من الازمات المتوالية عقب انفصال الجنوب وربما يقود هذا الى مفاصله جديدة وإضعاف مركز السلطة وقيادة الاسلاميين الى خصومة تصل حد الاحتراب بسبب تضارب المصالح وقد يعجل ذلك بسقوط الانقاذ
كما تنبأ بذلك الاستاذ محمود محمد طه الذى قال ( ان اخر سيناريوهات الاسلاميين هى الاحتراب فيما بينهم واقتلاعهم من جذورهم) .
نخلص الى ان وثيقة الفجر الجديد تمثل نواة للالتفاف حولها واذا ماحدث الاجماع المطلوب ستقود الشعب السودانى الى الخلاص من شيطان الانقاذ
ولنا عودة.ِ

شوك الكتر
فيصل سعد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. موضوع جدير بالمتابعة الا انني توقفت عند الاسطر الاولى تأدباً مع الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فاما ان تقول سيدنا محمد صل الله عليه وسلم دون اختصار الصلاة واما ان تقول الرسول وايضاً من غير ان تختصر الصلاة عليه,, سيقول قائل السيد الله ولكنى لن اجيب عليه واطلب منه قبل ان يعلق ان يتفقه وان يقرأ القرآن جيداً عوضاً عن القراءة التي لا تغادر الحناجر
    نفعنا الله واياكم بعلوم سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..