صحافة القلم .. و.. الصحافة بالزلط ..!

سر خلود أسماء وكيانات الصحف القديمة كالأيام والرأى العام والصحافة وخلافها من العناوين القديمة التي صمدت في أفواه المطابع رغم طحن المصادرة في عهد مايو وقبلها هيمنة نظام عبود ومن ثم المآسي التي واجهتها في مجزرة الإنقاذ التي دخل تجارها وعناصر أمنها الى عالم النشر وكأن مسالة شراء صحيفة عندهم هي محض عملية تجارية مثلما يشترى احدهم منزلاً في الصحافة بالزلط ليدر عليه إيجاراً شهرياً راتباً وهو نائم في فيلته الفاخرة بالأحياء التي لا يسكنها البشر العاديون !
ذلك السر في بقاء تلك الأسماء خالدة في عيون القراء ووجدان الزمن .. أنها إنشئت بجهد أهل المعرفة والباع الطويل والقلم النبيل منذ شروق شمس العمل الصحفي بعد ثورة اللواء الأبيض 1924 ومن ثم قيام نادي الخريجين بمبادرات جريئة من الصحفي العملاق الأستاذ عرفات محمد عبد الله واقرانه الميامين في ذلك الزمان .. ثم لحق بهم جيل الأساتذة اسماعيل العتباني و عبد الله رجب و عبد الرحمن مختار و محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان وبشير محمد سعيد ومحجوب لقمان ورحمي سليمان ومحمد مكي ويحي عبد القادر ومحمد الحسن أحمد وغيرهم من الأساطين الذين كانوا هم رئيس التحرير والسكرتير والمحرر وأحياناً المخرج والذي يقف عند المطبعة بل وأكشاك التوزيع في بداياتهم المرهقة التي صعدوا على سلالمها الهشة بحذر ٍ الى ان بلغوا شأواً عظيماً فاصبحوا يشكلون مدارساً نهل من عذوبة أنهرها ألالاف الصحفيين والصحفيات من ابناء وبنات الأجيال التي تلتهم وحتى الجيل الحالي الذي ضجت به أروقة الدور على كثرتها وضيق مساحة الحرية المبتورة فيها !
لن يجدي دمج الصحف في علاج أزمة الصحافة التي ارتادها التجار والسماسرة و يتقصدها مقص الجهل كل صباح وعشية و الذي يظن أن مصدر الخبر هي الصحافة السودانية فقط ويسعى لسد عين شمس وشعاع الفضاء الواسع بأصبع خطله ..وقد بات إعلام اليوم المتطور قادراًعلى بث صورة أي حريق في أية بقعة من العالم قبل أن تصل الى مكانه سيارة الإطفاء ولو كانت قريبة منه !
فلابد من خروج الدخلاء على تلك المهنة الراقية و يمتلكون صحفاً لآغراض تجارية بينما هم لايقرأون حتى الخطوط العريضة التي تصدرها صحفهم .. فقط يهمهم كم الدخل وماهي التكلفة وهامش الآرباح ويخافون الخسارة.. لكنهم لا يسالون عن الأهمية التي يحققها ما ينشره صحفيوهم الذين هم في نظرهم مجرد موظفين .. لاباس إن تأخرت رواتبهم لعدة اشهر .. فماذا هم قد بذلوا من الجهد الذي يستحقون عليه الراتب بانتظام في كل أول شهر .. غير كلام الجرايد .. لانه ببساطة لا يفرق بين ملكية الصحيفة و أن يمتلك شونة بصل في سوق أم دفسومع إحترامنا لمن يعملون فيه بشرف وتقديرنا لأهل صحافة القلم مثلما ننحني أجلالاً لسكان الصحافة التي كانت فكرة توزيع أرضيها وتخطيطها من بنات أفكار الصحافة زمان لذا جاء الإسم عرفاناً وتخليداً.
وجمعة سعيدة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فاتني سهوا أن أورد إسم رائد الكلمة الحرة والذي كان يلقب بأبي الصحافة الأستاذ الراحل أحمد يوسف هاشم مؤسس جريدة السودان الجديد العريقة النسب الصحفي . كما أنوه الى أن الصورة المنشورة أعلاه هي لآستاذنا الراحل الكبير عبد الرحمن مختار صاحب إمتياز ورئيس تحرير الصحافة في عهدها الذهبي قبل أن يدخل بها أهل الإنقاذ الى بيت طاعة جهاز الأمن في زمانهم الردي ..هذا ..ظناً منهم أن استغلال اسمها الساحر يمكن أن يعلي من شأن من يلوثون صفحاتها الوضيئة بتطبيلهم ومحاولة تجميل وجه نظامهم الذي شاخ و تفصد وجهه بتشوهات الفشل .. والقبح !

  2. لكن بس بالغت في قصة بيت في الصحافة زلط ممكن يعيش واحد عايش في فيلا خاصة شكلك ما بتعرف الصحافة زلط بقى عليها شنو حاليا امانك الله اكياس الزبالة من شارع الزلط لحدي باب أي واحد ما فاضل للكيس إلا يخش البيت عديل

    البركة في سكان كافوري وما جاورها وأثرياء النعمة الذين بين يوم وليلة من بيت جالوص لقصر في شارع واحد ب٦مليون دولار ونص وحاليا سعره فاق العشرة مليون شفت كيف الفرق شاسع وعظيم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..