الشيوعيين.. و خطر الإستقطاب


كثر الحديث عن إختراق الأجهزه الأمنية لأروقة الحزب الشيوعي السوداني و لجنته المركزية على خلفية الأحداث الأخيرة.
هل كان للقرارات الاخيرة ان تصل الى حد الاتهامات المتبادلة بضلوع بعض عضوية المركزية في تنفيذ مقررات جهاز الأمن لولا ما ورد في تصريحات السكرتير السياسي و التنظيمي للحزب بوجود إختراق أمني و ترك الباب، عمدا او سهوا، مفتوحا للتكهنات و خلق البلبله في أوساط قواعد الحزب بعدم تحديد مواطن الإختراق و ماتم من اجراءات لمكافحته؟!
تلك التصريحات، و في ذلك التوقيت بالذات، ما قبل القرارات الاخيرة التي استبقت المؤتمر، و بعدما رشح من أخبار باتهام بعض أعضاء اللجنة المركزية لاخرين من عضويتها بالتهاون في التبليغ، والتعامل بعد ذلك، مع بعض التهديدات الأمنية الخطيرة لجسد الحزب، خلقت جوا مشحوناً من الترقب.
المتتبع للأحداث منذ المؤتمر الخامس و ما صاحبه من أخطاء تنظيمية ” مقصودة “، مروراً بما تواترت أخباره من تكتل صاحب إنتخاب السكرتير السياسي الحالي بعد وفاة السكرتير السياسي التأريخي “محمد ابراهيم نقد” ، وصولاً إلى قرارات اللجنه المركزية الأخيرة التي استبقت بها قيام المؤتمر السادس بخطوة ، جاعلة منها، القرارات، أشبه بالخطوة التحضيرية لمؤتمر فاشل، مؤتمر يسوده الجو غير الرفاقي و إنقسام المؤتمرين حول نقاط إدارية محددة، مؤتمر يتوه عن واجباته الأساسية و يغرق في بحر تداعيات القرارات الأخيرة، مؤتمر يضمن للجنة المركزية الحالية تمرير ما تريد تمريره مستفيدة من الجو العام، الذي صنعته بيديها، و تمرير قائمتها المرشحه للجنة المركزية القادمة.
في هذا السياق، إشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي و احتدمت النقاشات فيها في ما بين الزملاء و الاصدقاء و الحادبين، و حتى الشامتين، كل يدلي بدلوه. ما بين مدافع عن قرارات اللجنة المركزية الأخيرة بإختلاف الدفوعات و الدوافع التي أوصلت بعض المدافعين إلى حدود القدح في المفصولين بما لم تقدمه حتى اللجنة المركزية ذريعة لفصلهم، و ما بين معارض لها و مهاجما لللجنه المركزية بإختلاف طرائق الهجوم التي وصلت أحياناً الى اتهام اشخاص بعينهم، و على الملأ، بالتخابر لصالح الاجهزة الأمنية بغرض تصفية الحزب الشيوعي. و كل فريق يدعي أن دافعه الحرص على الحزب.
لا يخفى على المتابع، أن الأزمة التنظيمية ليست وليدة اليوم، ولا حتى وليدة المؤتمر الخامس، و أن ما يحدث اليوم ما هو إلا تداعيات الأزمة و ليست الأزمة في حد ذاتها. و ليست اللجنة المركزية، بجناحيها، هي المسؤولة الوحيدة عن الأزمة التنظيمية التي يمر بها الحزب، و لكنها المسؤولة الأولى عن بلوغ تداعياتها هذا الدرك، بفشلها في إدارة الأزمة و صراعاتها، و إنحرافها عن تنفيذ مقررات الخامس على علاتها، للخروج بالحزب من نفق ما قبل الخامس. و بدلاً عن القيام بدورها الرئيس المنوط بها في إخراج حزب متماسك يدخل المؤتمر السادس لمعالجة ما لم يعالجه الخامس من قضايا كبيرة و إستشراف تطلعات جماهير الشعب السوداني في حزبه الشيوعي، إنكفأت اللجنة المركزية على نفسها و غرقت في صراعات سلطوية شخصية، سميت ” تغليفاً” صراعات فكرية، و لا أظنها كذلك، إذ ما هكذا يورد الصراع الفكري.
إن تسلسل الأحداث، و بقليل من تحليل، يوشي بوجود صراعات داخل اللجنة المركزية بدوافع سلطوية ذاتية إستعملت في حسمها الكثير من الأساليب غير الأخلاقية. تلك الأساليب المعوجة، إضافة إلى التصريحات بوجود اختراق امني، ساهمت في إستسهال إتهام البعض البعض الآخر بالتآمر لصالح جهاز الأمن و تنفيذ مخططاته، بنفس طريقة البعض الآخر في إتهام البعض الأول بأنهم أعداء الحزب، أو على الأقل باليمينية التصفوية.
لسنا بصدد، و لا نمتلك قدرة، من موقعنا هذا، استجلاء الحقيقة فيما إذا كان الحزب مخترقا على مستوى أعلى هيئاته التنظيمية من قبل أجهزة النظام الأمنية أم أن ما يحدث نتاج صراعات شخصية على مواقع السلطة بالحزب، لكنني أستبعد أشكال الإختراق المباشر للجنة المركزية، و أقف مع الإحتمال الثاني بأنه صراع سلطة إستخدمت فيه أساليب غير أخلاقية جعلت منه أشبه بأساليب الأجهزة الأمنية، و لكنها طبيعة الصراع تفرض ذلك حينما يكون صراعا خالصا على السلطة. إنما نحن بصدد التنبيه أن الإستقطاب الحاد الذي يحدث اليوم هو جل ما تسعى اليه السلطة و أجهزتها الأمنية. إذ انه، الإستقطاب، سيساعد و بشكل كبير في خروج الشيوعيين السودانيين من مؤتمرهم خالي الوفاض مما ينتظرون منه. إنه و من الضروري إستجلاء الحقائق حول أخطاء اللجنة المركزية و محاسبة المسؤولين من ذلك والإنعتاق من كل من هو لايستطيع إدارة الصراعات في مواعينها و دون شخصنتها، و الخروج بقيادة قوية متماسكة تستطيع أن تحمل على عاتقها هموم و تطلعات الرفاق و الشعب السوداني، و تستطيع قيادتهم إلى آفاق مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية بدلاً عن الإنزلاق بهم و بالحزب في معتركات من غير معترك كسابقتها. و لكن ليتم ذلكم لنا و لحزبنا و للجماهير، لا أظن أن ما يحدث اليوم من تشنج و كيل للإتهامات و الإتهامات المضادة بين عضويته، على مشهد و مسمع من الكل، سيفيد في إخراج حزب يثق فيه الشارع السوداني. على المؤتمر واجب استعادة حزبنا، و علينا جميعاً، قبل و بعد إستعادته، واجب استعادة ثقة شعبنا التي إهتزت به.
د. عمر عبدالحميد مختار
[email][email protected][/email]
ديث باهت وعير مفيد فاللجنة المركرية التى ترى انها ستدخل للمؤتمر منقسمة فات عليك ان الاعضاء هم الذين يناقشوا تقريرها الذى يتحمل تبعاتها الجميع ويكونوا مطالبون بالرد
اما عن الاختراق والفرية الكبرى دى فانها اضحت اسطوانة مشروخة معروفة الغرض وكلما تذكر كلما يتاكد ان الحرب محصن لان الامن دفع الكثير من الاموال من اجل استقطاب شيويين ودلسب فشلهم رفض الحرب وتمسكه بمبادئه وعدم المشركة فى كافة مطروحات الكيران فماذا نريد اكثر من ذلك