مقالات وآراء

إضاءة علي مشهد نضالي من نيوجيرسي

المجد للثورة السودانية الباسلة

الخلود والرحمات لشهدائنا الأبرار وهم في الجنّات يحبرون

الشفاء للمرضي،،، والخلاص للأسري وللوطن.

إزالة الإنقاذ ومن سار في ركابها،، واستعادة الوطن المختطف كان عملاً ثورياً جمعياً كأبهي ما تكون الثورات وأجمل ما تجمع عليه الجموع، أشعل الحراك السوداني وثورة ديسمبر الظافرة، وهج المواطنة ولهب الانتماء طيلة شهور تعاقبت.

وها نحن في أواسط أغسطس وبانتهاء مراسم التوقيع تجدنا نبدأ الخطو، باسم الشعب نحو الدولة الحُلم، والّتي قدّم الشهداء أغلي الدماء فداءً لها، ونناضل لإكمال المسيرة وتستبسل الأُمَّة للخلاص من توابع الإنقاذ ولجنة أمْنِها وجنجويدها، وكتائب ظلِّها وظلامها والشعب الجبّار ينافح بهِمَّة و ثبات نحو المدنية والديموقراطية.

والكل يعلم التفاصيل ويعيشها علي نحوٍ ما، أَيْنما كان وبمختلف التواقيت. كل ما تحقق ما كان له أن يحدث لولا إرادة جسورة ونضال صُلب، لنا أن نفخر حقّاً بِأَنَّا بعضٌ من هذا الشعب المُعلّم.

ولاية نيوجيرسي ما كانت غائبة عن تلك اللوحة النضالية الفريدة وانتظمت فيها بعض الفعاليات هنا وهناك، أحيانا من أفراد وتارة من بعض الكيانات،،، وحين نادي الوطن وحانت سانحة لتسجيل حضور في دفتر الثورة -كولاية- اجتمع نفر كريم من نشطاء الولاية وناشطاتها وشبابها لأجل جعل ذاك الهدف ممكناً، كانت مبادرة SAPA (تجمّع الأطباء السودانيين بأمريكا) هي شرارة البداية الّتي التقطنا، ومنها انطلقنا، وتتمحور في المحاولة للوصول لصانع القرار الأمريكي وتنويره بما يجري وكذا نقل رؤية الشارع السوداني وتوقعاته من المجتمع الدولي،،، وكيف أنّ نظام القتل والدم في الخرطوم ‘حينها’  لا يأبه لحرمة الدماء حتي في فجر ليلة رمضانية مباركة، ولا يصغي لأنّات من هم في السجون والمشافي لكنه يستمع جيداً ويستقوي بِدُول في الأقليم تمدّه بالمال ويمدّها بالبنين، في حلفٍ خسرانُه مبين.

استمالة القرار الأمريكي لصالح الشعب السوداني الكريم – إن حدثت – تُغيّر كثيراً في الخارطة السودانية وفي شكل موازين القوي علي الأرض كما هو معلوم بالضرورة.

من حق كل أهلنا بولاية نيوجيرسي تمليكهم حقائق النشاط الرائع الَّذي تمَّ والنتائج الباهرة لذاك الحراك. فبعد تنسيق إسفيري واجتماعات تحضيريّة، اجتمعت مجموعة تمثّل السودانيين والسودانيات وبحضور مُقدَّر  من الشابّات، مع مسؤولة الشئون الخارجية  بمكتب السناتور بوب منينديز عضو مجلس الشيوخ عن الولاية،

يوم الجمعة ٦/٢٨ كان الاجتماع مفيداً جداً للقضية السودانية

ومن ثماره المباشرة الآنية كانت استجابة السناتور بتغريدة بُعيد الاجتماع تنادي بإطلاق الحرّيات وتُحمّل المجلس العسكري مسؤولية سلامة مسيرة ٣٠ يونيو وشيكة الحدوث، وعبّر عن كامل دعمه للثورة السودانية وللقرار الَّذي كان يتحرّك ببطء في أروقة الكونجرس، وتمّت إجازته في مرحلة لاحقة، وهذا القرار تحديداً

يَصُب في مصلحة الثورة السودانية بالكامل ويتضمّن متنه علي وجوب نقل السلطة للمدنيين. والقرار نفسه نشأ بجهد ونشاط وطني عظيم ومثابرة من مجموعة من ناشطي السودان عبر ولايات مختلفة.

كان فعّالاً حضور السودانيين الأماجد بالخارج ووقفاتهم الاحتجاجية وهم يضيئون مثل شموس أفريقية في عواصم الدنيا، كان حضور أهل المنافي والشتات في قلب الثورة شديد الوضوح وجهدهم يسير موازياً لثوّار وثائرات الداخل يداً بيد، ويقيناً أنَّ القابضين علي جمر الوطن وفِي خطوط النار أعلي درجة. وكلٌّ علي موعدٍ مع وطنٍ معافى يأخذ زخرفه من قمحه ونخله وتمنّياته.

من موقعنا بنيوجيرسي نجدّد العهد أن نواصل الكفاح والمثابرة وعمل ما هو متاح كلّما استدعي الحال، إيفاءً لبعضٍ دَيْنِ الوطن علينا.

الوطن في مخاض الميلاد الجديد، وتشكيلُ الحياة القادمة يبدأ من كلِّ فردٍٍ، فلتمْتد الأيادي لبلادي من كل فجِّ عميق.

واعلم أنّ الاصطفاف مع القتلة ولو بالحياد ليس خياراً فكن أنت الثورة والتغيير نحو الغد وسنبلاته الخضر، من أجل وطنٍ يشعُّ حريةً ويمشي سلاماً وتُظلُّه العدالة ويتنفّس الوعي.

الشكرُ لكم والمجدُ (لمولاي الشعب الأسمر) أَيْنما يكون.

خالد عبد الحميد عثمان محجوب

[email protected]

نيوجيرسي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..