أخبار السودان

لمن يدفع ..!!

الطاهر ساتي
:: نتائج إمتحانات مرحلة الأساس، أعلنت عنها ولايات وأخرى خلال الأسبوع القادم .. ورغم أنف إحدى توصيات الحوار الوطني ذات الصلة بالتربية والتعليم، سوف يتم توزيع التلاميذ إلى مدارس نموذجية وأخرى – مغضوب عليها – مسماة بالمدارس الجغرافية .. ولقد أحسنت إحدى لجان الحوار الوطني حين أوصت بالغاء الظلم المسمى بالمدارس النموذجية، و في الإلغاء ترسيخ للعدالة .. وكتبت الأقلام كثيرا، وناشدت كثيراً، وستظل تناشد إلى أن يتم تنفيذ (توصية الإلغاء) ..فالحكومة منذ عقد ونيف، بلا دراسة وبلا مرعاة للجوانب النفسية للطلاب وأسرهم، وبلا إمتثال للمبادئ الأخلاقية، ترتكب مخالفة بتقسيم مدارس االبلاد إلى ( نموذجية) و (جغرافية)..!!

:: فالمدارس النموذجية ، بدعة إبتدعتها ولاية الخرطوم في العام الدراسي ( 1994 ? 1995).. وإستوعبت فيها، ولا تزال، الطلاب المتفوقين في إمتحانات مرحلة الأساس، لتنافس بهم طلاب المدارس الخاصة في امتحانات الشهادة السودانية .. قانونياً وأخلاقياً، ليس هناك ما يمنع جمع المتوفقين في مدارس محددة ومسماة بالنموذجية .. ولكن، ليس من العدل ولا كل مكارم الأخلاق، أن تتفرغ سلطات التعليم لهذه المدارس النموذجية، بحيث تشرف عليها وتراقبها ثم تمدها بالكفاءة و كل عوامل (مناخ النجاح)، ثم تدع المنسيون في المدارس الجغرافية لضنك التعليم و ( مناخ الفشل)..!!

:: (الطلاب ذوو المستويات الأدنى يؤثرون على الطالب المتميز ويضعفون مستواه، والصفوة المتميزة عندما تكون مع بعضها تسير الى الامام)، هكذا الفكرة الخبيثة التي يتكئ عليها هذا الظلم .. فالتلميذ القادم من مرحلة الأساس، والمسمى بالمتميز، إلى مدرسة ثانوية حكومية نموذجية، يحظى بالإدارة المهنية والكادر المؤهل والكتاب والأنشطة الثقافية والفصول المثالية خصماً من ميزانية الدولة التي يساهم فيها كل أفراد الشعب.. أي يحظى بالإحترام والثقة والعظمة، فينجح وتتصدر مدرسته الحكومية قائمة ( الأوائل)، وهذا حق مشروع للطالب والمدرسة ..!!

:: ولكن الطفل الآخر، والقادم من مرحلة الأساس أيضاً، إلى مدرسة ثانوية حكومية جغرافية، فإن وجد المعلم لا يجد الكتاب، وإن وجد الكتاب لا يجد الفصل، وإن وجد الفصل لا يجد المعلم، وهكذا.. أي لا يجد الإحترام و الثقة .. وعندما تتباهى سلطات التعليم بدخول بضعة طلاب بمدارس نموذجية في قائمة المائة الأوائل في نتائاج الشهادة السودانية، فانها تتناسى بأنها ظلمت آلاف الطلاب بالمدارس الجغرافية وإنهكت حقوقهم وذلك بحرمانهم من عوامل التفوق وبهدم أضلاع مثلث النجاح على رؤوس طموحات أسرهم ..!!

:: ومع هذا التصنيف غير العادل وغير التربوي، هناك ظاهرة أخرى (غير تربوية أيضاُ)، وكانت محدودة سابقاً ولكنها تفشت وتكاد تعم كل المدارس النموذجية تحت سمع وبصر قوانين ولوائح وسلطات التربية والتعليم .. هناك مدارس نموذجية تقبل أعداد قليلة من الطلاب المتفوقين (مجاناً)، ثم تخصص مقاعد الفصول – أو فصول كاملة – للقبول الخاص، أي تتتخذ الطلاب المتفوقين (طُعماُ) تصطاد بهم طلاب القبول الخاص، وهذا غير أخلاقي يا وزارة ( التربية).. فان كانت ثمة مقاعد إضافية في المدارس الحكومية، فالعدالة تقتضي رفع الحد الأدنى للقبول بحيث تستوعب تلك المقاعد المزيد من الطلاب الناجحين (مجاناً)، بدلاُ عن بيع المقاعد (لمن يدفع).. !!
السوداني

تعليق واحد

  1. التعليم يجب ان يكون خط احمر ويجب ان يكون الجميع سواسيه .. . الا التعليم الا التعليم حرام عليكم يا بجم

  2. كلامك صحيح لكن هذه السياسة كانت سائدة منذ القدم في التعليم السوداني وقد كانت هنالك ثلاث مدارس حكومية من طراز مهيأ داخليات وملاعب ومسرح وبيئة ريف انجليزي هي حنتوب وطقت ووادي سيدنا وغالبا يدخلها طلاب من المدارس الاميرية الوسطى ايضا مدارس مهيأة وداخلية ثم تاتي بعدها مدارس جغرافية حكومية اقل درجة مثل مدني الثانوية بورسودان عطبرة بحري الخرطوم القديمة رمبيك الثانوية سنار وبعدها تاتي المدارس الشعبية والحكومية درجة تالتة وغالبا غالبا يدخل طلاب الثلاث مدارس الاولى جامعة الخرطوم بنسبة كبيرة قد تتعدى 70٪‏ منهم ثم الحامعات التي تليها والباقون يتنافسون على بقية المقاعد والفرع والبعثات المصرية والشرق اوروبية والهند وباكستان ثم يكون فاقدا تعليميا في الاخير وكانت مخرجات التعليم برغم هذه الصفوية افضل منها الان و فرص العمل متاحة للخريجين ما فعلته الحكومة الحالية هو انها لما لم تجد نفسها قادرة على تسيير تلك المدارس او تعمدت تصفيتها وحولتها لكليات في جامعات اقليمية ارادت ان تعوض هذا الفشل بقصة النموذجيات وكديدنها وعقليتها التجارية استثمرت فيها بانهر تحارية لفائدة الاساتذة فلا تجد مدرسة نموذجية الا وبها نهر تجاري لمن هم اقل درجات في الامتحان من النموذجيين واعلى قليلا من الجغرافيين وبالتالي تجبر المادة فرق الدرجات
    ولكن وهنا ادعم ما قاله الصحفي المميز الطاهر ساتي بان هذه السياسة التمييزية اضرت بالتعليم ايما ضرر ونتائجها كارثية حيث يتساقط كثير من طلاب المدارس الجغرافية في وحل الفقدان التعليمي ( لا اقول التربوي ) فتلك لا توجد لا في نموذجي ولا في كيري ويكون الطلاب سوادهم الاعظم ضحية للتمييز الذي منشأه العجز الفكري والوعي التربوي والاخلاقي وتبقى مسالة ثورة التعليم مجرد obligations اقصد allegations عفوا

  3. تحية

    كانت دهشتي عظيمة حين استمعت الي مبررات محمد الشيخ مدني عند تناول الموضوع..

    لم يكن مقنعا في تقديم صورة عن اي خطط وفق اي منهج تربوي ..

    تدخل ع الرحيم محمد حسين كان لتجميل الوجه خلافا لحال البئية التعليمية البائسة في مدارس الولاية.

  4. يا ناس ما فيكم زول عارف حكاية مدارس حنتوب ووادى سيدنا وخورطفت ورمبيك ومن جئن بعدهن.. المؤتمر ومن قبلهن الاهليه.. وشندى ..الخرطوم القديمه وعطبره وبورتسودان وودمدنى ومروى والخرطوم الجديده وغيرهن .. احسن تُسكُتو خوولص.. دى كولآتها كانت نموذجيه.. ما فى واحده احسن من التانيه! والبيقبلوهم فيها كانو من الدارسين برضو فى المدارس الاهليه الوسطى!هرجله النموذجيه والجغرافيه دى ظهرت بعد ال30 من حظيران.. واعادة صياغة الانسان السودانى وسلّم تيم الكوره السبدرانى. ماتكلّموش فى اللى ما ليكومش فيه

  5. التعليم يجب ان يكون خط احمر ويجب ان يكون الجميع سواسيه .. . الا التعليم الا التعليم حرام عليكم يا بجم

  6. كلامك صحيح لكن هذه السياسة كانت سائدة منذ القدم في التعليم السوداني وقد كانت هنالك ثلاث مدارس حكومية من طراز مهيأ داخليات وملاعب ومسرح وبيئة ريف انجليزي هي حنتوب وطقت ووادي سيدنا وغالبا يدخلها طلاب من المدارس الاميرية الوسطى ايضا مدارس مهيأة وداخلية ثم تاتي بعدها مدارس جغرافية حكومية اقل درجة مثل مدني الثانوية بورسودان عطبرة بحري الخرطوم القديمة رمبيك الثانوية سنار وبعدها تاتي المدارس الشعبية والحكومية درجة تالتة وغالبا غالبا يدخل طلاب الثلاث مدارس الاولى جامعة الخرطوم بنسبة كبيرة قد تتعدى 70٪‏ منهم ثم الحامعات التي تليها والباقون يتنافسون على بقية المقاعد والفرع والبعثات المصرية والشرق اوروبية والهند وباكستان ثم يكون فاقدا تعليميا في الاخير وكانت مخرجات التعليم برغم هذه الصفوية افضل منها الان و فرص العمل متاحة للخريجين ما فعلته الحكومة الحالية هو انها لما لم تجد نفسها قادرة على تسيير تلك المدارس او تعمدت تصفيتها وحولتها لكليات في جامعات اقليمية ارادت ان تعوض هذا الفشل بقصة النموذجيات وكديدنها وعقليتها التجارية استثمرت فيها بانهر تحارية لفائدة الاساتذة فلا تجد مدرسة نموذجية الا وبها نهر تجاري لمن هم اقل درجات في الامتحان من النموذجيين واعلى قليلا من الجغرافيين وبالتالي تجبر المادة فرق الدرجات
    ولكن وهنا ادعم ما قاله الصحفي المميز الطاهر ساتي بان هذه السياسة التمييزية اضرت بالتعليم ايما ضرر ونتائجها كارثية حيث يتساقط كثير من طلاب المدارس الجغرافية في وحل الفقدان التعليمي ( لا اقول التربوي ) فتلك لا توجد لا في نموذجي ولا في كيري ويكون الطلاب سوادهم الاعظم ضحية للتمييز الذي منشأه العجز الفكري والوعي التربوي والاخلاقي وتبقى مسالة ثورة التعليم مجرد obligations اقصد allegations عفوا

  7. تحية

    كانت دهشتي عظيمة حين استمعت الي مبررات محمد الشيخ مدني عند تناول الموضوع..

    لم يكن مقنعا في تقديم صورة عن اي خطط وفق اي منهج تربوي ..

    تدخل ع الرحيم محمد حسين كان لتجميل الوجه خلافا لحال البئية التعليمية البائسة في مدارس الولاية.

  8. يا ناس ما فيكم زول عارف حكاية مدارس حنتوب ووادى سيدنا وخورطفت ورمبيك ومن جئن بعدهن.. المؤتمر ومن قبلهن الاهليه.. وشندى ..الخرطوم القديمه وعطبره وبورتسودان وودمدنى ومروى والخرطوم الجديده وغيرهن .. احسن تُسكُتو خوولص.. دى كولآتها كانت نموذجيه.. ما فى واحده احسن من التانيه! والبيقبلوهم فيها كانو من الدارسين برضو فى المدارس الاهليه الوسطى!هرجله النموذجيه والجغرافيه دى ظهرت بعد ال30 من حظيران.. واعادة صياغة الانسان السودانى وسلّم تيم الكوره السبدرانى. ماتكلّموش فى اللى ما ليكومش فيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..