قرط للزينة أم “تفريط” “الزمـام”.. حارس ثقوب أنوف الحسان

الخرطوم- ريم مامون
يُقال إن (أي موضوع باين من عنوانو)، إلا أن موضوعنا هذه المرة (باين من أنفو)، فالزمام عبارة عن قرط (كبر أم صغر) يثبت على ثقب صغير على أنوف النساء والفتيات يغرض التجميل، ومنذ القدم عرفت النساء أساليباً كثيرة لاظهار جمالهن والتباهي به. لكن ظل الحلي المُصاغة من الماعدن الكريمة كالذهب والفضة والماس أو الأحجار الثمينة، هي التي تعطى الحلية قيمتها وجمالها، ولعل هنا حري بنا أن نشير إلى بعض أنواه الحلي الشهيرة مثل (الخلخال, الزمام, الأساور وأقراط الأذن) وخلافها.
ما نزل من رؤوس أنوفنا
رغم الدوران المتسارع لعجلة الزمان وتغير أنماط الحياة وأشكال الجمال من جيل لآخر، لا زالت ? رغم كل ذلك ? بعض العادات قديمة تستعصي على الاندثار، من بينها (الزمام)، الذي لا يزال من أبرز وأعظم أدوات زينة المرأة السودانية بمختلف مشاربها وثقافاتها، لذلك يبدو أن الزمام تمكن من تجاوز المتاريس كافة التي وضعت أمامه وفشلت كل المحاولات لإنزاله من على رؤوس أنوف الحسان.
المرأة (الثاقبة)
إنه حلقة توضع بإحدى فتحتي الأنف، وكانت النساء اليافعات يتجمعن في مكان مشترك وينتظمن صفاً واحداً، فتأتي امرأة لثقب أنوفهن، ثم لكل منهمن الخيار فيما ستضعه لاحقاً على الثقب، فالمقتدرات يضعن قرط ذهب وغيرهن فضة ربما، وأخريات يضعن زمام (القـشة).الغريب في الأمر هو تسيد زمام القشة للساحة الجمالية الراهنة، رغم ما يستبطنه من إشارات تدلل على الوضع الاجتماعي والاقتصادي.. الفتيات صرن مفتونات بزمام القشة فسيطر على الساحة وانفرد بأنوف الحسناوات.
قشة فالصو
ليس من الضروري أن تكون (القشة) نبتة، يمكن صياغتها من الذهب أو الفضة أو أي معدن أو مادة أخرى (ولو بلاستيكية)، وأشهر أنواع زمام القشة الماثلة الآن هي تلك الذهبية الفالصو المستوردة من شرق آسيا، ولا تحتاج إلى (ثقب) لستقر عليه، إذ يمكن لصقها على الأنف وتفي بالغرض.
أبو رشمة
سيبقى الزمام أبو رشمة والزمام بغير رشمة ما بقي الغناء الجميل وعبدالرحمن عبد الله حين يغني (ست الزمام أبو رشمة عاجبني فيك البسمة) وحين يترنم اللحو (الزمام غير رشمه خايل)، فإن ذلك وحده يكفي لدلالة على القيمة الجمالية للزمام

اليوم التالي