استقلال الجنوب حالة خاصة لم تحدث من قبل

(1)
هذه الأبيات خرجت من الدواخل بعفو الخاطر عند وصولى الى مدينة (جوبا) لأول مرة واتجاهى مباشرة لزيارة ضريح القائد الخالد / جون قرنق دى مبيور، والسلام عليه .. وللحق وجدت صعوبة لأكمالها حتى الآن، فكلما كتبت شيئا وجده آقل من قامة من قامة ذلك الأنسان السودانى الشامخ، صاحب الرؤية العميقة والفكرة السودانية الأصيلة والذى كان يعمل فى جد واخلاص من أجل (سودان جديد) واحد ، صوته عالى النبره البعض منا اراد أن يكون صوته خافتا وضعيفا وذليلا.
لئن وقفت امام قبرك باكيا
فلأنك الهرم الكبير
ولأنك المطر الغزير
علما وفكرا مستنير
يا سيدى ..
قد كنت فينا معلما
وصاحب الرأى السديد
قد جئتنا من مقبل الأيام
من زمن بعيد
تحمل البشرى لنا
وللمهمشين وللبائسين
داعيا للعزة وللكرامة
ولى(سودان جديد)
قم يا سيدى ..
فنحن فى شوق اليك
طال الأنتظار
ضلت خطانا
يا صاحب الرؤية الأصيلة
فمن يضعنا على المسار
من يمنع الطوفان غيرك
من يوقف الأعصار
الكون أصبح موحش
وتسيد العصر التتار
,,,,,,,,,
(2)
تساءل البعض لماذا لا أكتب شيئا عن الجنوب وعن الحركة الشعبية تحديدا، غامزين ولا مزين وملمحين لأنتهاكات وأخطاء قد حدثت هنا وهناك وهم معذورين لأنهم لا يشعرون بأننا وهم مسوؤلين عن الذى حدث ولا داعى للتفاصيل واجترار تاريخ طويل من الأنانية والكراهية وأدمان نقض العهود والمواثيق، وهم لا يروا من الكوب خلاف الجزء غير الممتلئ وفى ذات الوقت لا يعلمون أن الشعوب الأصيلة مثل (الخيل) الأصيلة (بتجى فى اللفه)، وأن الأنتهكات والتجاوزات قد حدثت قبل أكثر من 50 سنة وأستمرت سنة تلو السنة وما حدث أخيرا لا يساوى (بروفة) لتلك الأحداث و لاداعى أن ننكأ الجراح ونستفيض فى مرارات تجاوزها هذا الشعب العظيم لأنه شعب (حضارة) عريقة بل هى من أقدم الحضارات على وجه الأرض ولابد أن يتجاوز كلما دار فى السنوات القليلة الأخيره ,, اؤلئك الغامزين واللامزين لا يعرفون كلما حلت مناسبة، مثل عيد أستقلال الجنوب أو تاريخ تأسيس الحركة الشعبية، هذه الفكرة السودانية الأصيله، التى تستطيع أن تجمع السودانيين كلهم، فرفضها من يريدون لهم الشتات والفرقه سريعا تنمحى الصور من مخيلتى وتظهر صورة القائد الراحل السودانى (الأصيل) الدكتور / جون قرنق، وهو هابط من سلم الطائرة فى مطار الحرطوم تشرئب له اعناق الملايين كملاك و(ولى) مخلص ,, مدد يا جون.
(3)
الشاهد فى الأمر .. استقلال جنوب السودان كان فعلا حالة فريدة لا ظن لها شبيه فى الكون كله من قبل .. يقول الرفاق هناك بأن الجنوب قد نال (استقلاله) بارادة شعبه ورغبته فى الحرية ونقول نحن فى الشمال، اذا كنا معهم أو بعيدين عنهم وبصورة عفوية بأن الذى حدث هو (انفصال)، لا توجد مشكلة ولا تشعر بمرارة هنا أو هناك رغم الأحساس بالألم والأسف والحزن الذى لا ينبع عن مطامع عند الرفيق الشمالى أو بأحساس بالدونية والأنهزام، عند الرفيق الجنوبى كونه يقبل بالتسمية التى تقول انفصال .. لأن ذلك الأستقلال وذلك الأنفصال قد حدث وتم الأعتراف به من كآفة دول العالم ولا يستطيع أن ينكره أحد، لكن (الوجدان) لا زال هو الوجدان لم ينفصل أو (يستقل) والذكريات اذا كانت دراسية أو نضالية أو شبابية هى ذاتها الذكريات والغنا ياهو الغنا والهلال ياهو الهلال والمريخ ياهو المريخ وحينما ترمى طائرة (انتنوف) برميلا على اطفال جبال النوبة وتقتلهم وتقطع روؤسهم يشعر بالحزن والألم الرفيق الجنوبى قبل الشمالى، مثلما يشعر ذلك الشمالى بالألم والحزن لغارة وقعت على (راجا) وقتلت مزارعا بسيطا بسيطا يمشى فى طريقه لا يعرف من الذى ضربه ولماذا ضربه.
كثير من الدلالات والملاحظات تلك التى هى انبثقت من خلال استقلال الجنوب ولا زال الأيام حبلى بالمزيد .. الملاحظة الأولى أن الرفاق وفى وعى كبير احتفظوا (بالسودان) ضمن اسم الدولة الجديدة (جنوب السودان) ما أروعه من اسم وما أحلاه وكان بالأمكان أن يتشدد البعض كردة فعل لنبرة (الكراهية) التى تزايدت من قبل اصحاب النفوس المتكدرة خاصة فى ألأيام الأخيره لأعلان الدولة الوليدة التى يعيش فيها شعب من أقدم الشعوب على وجه الأرض، تلك الدلالة أو الملاحظة تؤكد على تمسك اؤلئك الرفاق (بسودانيتهم) الأصيلة وبجذورهم العميقة فى هذه الأرض، التى كان لابد لها أن تقسم شعبا واحدا الى دولتين طالما دولة (الظلم) أصرت على ثقافة الكراهية والتمييز بسبب العرق والدين والجهة.
الملاحظة الثانية .. فى جميع التجارب التى حدثت فى العالم تترسب مرارات لا يمكن أن تزول سريعا من النفوس بين (مستعمر) بفتح التاء و(مستعمر) بكسرها ، لكن حالة أستقلال جنوب السودان، غربية وفريدة من نوعها، حيث تلاحظ لهذا (المستعمر) ? بفتاح التاء – الذى مورست عليه كآفة انواع التمييز والأذلال والتنكر للعهود والمواثيق، سرعان ما تناسى تلك المرارات وبدأ يتعامل بأعتيادية حتى مع اؤلئك الذين أوغلوا فى كراهيته وفى اطلاق العبارات (المقززة) والدليل على ذلك وجود أكثر من 15 رحلة طيران ? الآن – بين البلدين فى وقت لا زالت تقصف فيه طائرات المستعمر المناطق الحدودية وتتسبب فى قتل ابرياء، انه فعلا سلوك شعب صاحب حضارة قديمه، رغم العنف الذى يحدث أحيانا والنيران التى تندلع، لكنه يعرف كيف ينسى ويسامح ويصالح وبصورة تفاجئ الجميع.
وذلك السبب نفسه هو الذى جعلنى لا اشعر بالراحة التفسية والطمأنينة الا فى (جوبا) رغم الكتاحة ياها كتاحة الخرطوم الزمان والسخانة ياها السخانة وأحيانا لا توجد كهرباء ولا توجد ماء وأحيانا يطل عليك أحد زوار الليل ، وأحيانا تصادفك (سخافة) واحد من الذين تتدربوا على يد ناس (صلاح قوش) .. لكنك كذلك تسمع من بعيد صوت وردى يغنى (القمر بوبا) أو فنانه مغمورة لا تعرف اسمها تغنى (جلابية بيضاء مكوية) كل ذلك يجعلك تشعر بأنك فى مكان ليس لك مكان آخر غيره طالما خرجت من بيتك حتى لا تشارك فى جريمة أبادة شعب وتجريف ثقافته، حتى لو كان ذلك بصمتك لا بمشاركة فعليه أو (جهاد) وتوابعه.
الخواطر كيثره ولا تحصى ولا تعد لكنى فى الختام أرى واجبا على أن اوجه التحية لأهلى فى الجنوب جميعهم، وأخص أخى الشقيق الصحفى سمير بول وأسرته، وقد أكلنا الملح والملاح من قبل فى مصر وكملنا الباقى فى جوبا .. والتحية لأخى أبن ابيى (ملك) الملك الحقيقى ,, والتحية للأخ الصديق الودود (دنق) والصديق (مامير) ودانيال، هلاء الرفاق الذين نالوا جزءا من تعليمهم فى (ديم لطفى) برفاعة، فأخذوا من طيبة اؤلئك الناس واضافوا اليها ما ورثوه من جيناتهم (الجنوبية) الأصيلة طيبتهم والتحية للرفاق الفنانين انجلو وجوزيف، والفنان التشكيلى والكوميدى/ باترس، الذى يجبرك على أن تضحك فى اقسى لحظات الحزن، والتحية للأخ الصحفى المجتهد شول كات، وللصحفى الرقم / اتيم سايمون ولكافة الزملاء فى صحيفة (الموقف) والتحية للدكتوره والأديبه الرائعة/ استيلا قاتيانو رغم ساعات التلاقى القليلة التى تشعرك أبتسامتها الودودة بطيبة السودانيين المعروفة عنهم فى كل مكان.. والتحية للأعلامية المثابرة الذكية (سيسليا) .. مرة أخرى التحية لكآفة الرفاق الذين غنى لهم الراحل / وردى، فى (الغابة)، ثم غنى لهم بعد ذلك من بعيد (كان اسمها أم درمان .. كان جنوبيا هواها) وليعذرنى من فاتنى ذكرهم بالأسم فمكانهم جميعا داخل القلب.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]
اولا :واضح ان تاج السر غير مركز , فهو بداية وقع في خطأ نحوي جسيم حيث قال ( ( (مستعمر) بفتح التاء و(مستعمر) بكسرها )) و الصحيح ان التاء في الحالتين مفتوحة و لكن الميم هي التي اما ان تكون مفتوحة في حالة اسم المفعول و مكسورة في حالة اسم الفاعل
ثانيا : انا طلبت من تاج السر أن يكتب لنا عن حروب الحركة الشعبية الدائرة في الوقت الحاضر في جنوب السودان , فاذا به يتكلم عن الاضرحة و ذكرياته الشخصية و حبه الخاص لهذا او ذاك و هي أمور شخصية و برنامج اسماء في حياته.
نريد منك كتابة واقعية و نصحا لاصحابك و رفاقك في الحركة الشعبية أن يتوحدوا و يعملوا لمصلحة بلدهم الوليد . أما محاولة تاج السر الايحاء بالمؤامرة فهذا أمر مردود . و بالرغم من معرفتي الشخصية بالاسباب الحقيقية للصراع الدائر الان في الجنوب الا أني لن اذكر ذلك و ساذكر فقط ما هو معروف للكل من أنه حتى الامريكان و الامم المتحدة ضاقوا ذرعا بسبب فشلهم في التوفيق بين الفرقاء في الجنوب , هذا فضلا عن المحاولات الافريقية الجادة التي فشلت و بالتالي لا اظن أن أي مؤامرة من الشمال – ان وجدت في الاصل-ستكون أقوى من كل هذه الجهود.
فسبب استمرار الصراع و قتل و تشريد اعداد كبيرة من الابرياء هو من داخل قيادات الحركة الشعبية في الجنوب و اي اسباب اخرى هي عبارة عن اسباب ثانوية
ثالثا : سبق ان انفصلت باكستان عن الهند و تيمور الشرقية عن اندونيسيا و غير ذلك
الأمريكان ما لم ما ضاقوا من دولة ضعيفة مفككة مديونة تمارس العنف الممنهج والقتل والأبادة الجماعية وتسترق البشر وبجعل منهم عبيدا وسبايا وجوارى بأسم الدين.
هل سمعت منذ أن انفصل الجنوب بأمرة واحدة جلدت فى جوبا .. كلما يحدث لا يمكن أن يساوى جلد فتاة أو شاب يهان بهذا الشكل البشع.
قال تاج السر في مقال سابق : ((لحادثة الثانية تمثلت فى القبض على (سلفى) فى منطقة خلوية بالقرب من الأسكندرية يمارس الرزيله داخل سيارة مع احدى الفتيات، أحدثت فى السلفيين جرحا لا يندمل.))
تعليق : بالرغم من انه تم قتل الاف الابرياء في دولة جنوب السودان ظلما و عدوانا و تم تشريد مئات الالاف و البلد على حافة المجاعة فان كل القيادات في دولة الجنوب في نظر تاج السر ابرياء و ملائكة رحمة , بيينما ادا قام سلفي مجهول في مصر اعتبر تاج السر السلفية تيارا فاسدا!!!!
هل سمع تاج السر في امدرمان بحوش ( اسمني =يسمني ) ؟ يبدو ان تاج السر يستخدم طريقة ( يسمني) فيما يتعلق باحبائه.
طبعا تم اطلاق اسم يسمني على هدا الحوش لانه كلما وجد احدهم ان الطعام الدي وضعه في الثلاجة او التكل قد التهم وسأل الاخرين كان ردهم كلهم ( انا ما اكلت شيء , يسمني كان اكلته) طيب مين اكل الطعام؟
(وقفت امام قبرك باكيا……..لزيارة ضريح القائد الخالد / جون قرنق دى مبيور، والسلام عليه ) البيت هو عنوان قصيدة كتبها نزار قباني في عندما كان في زيارة لقبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وطبعا تاج السر كعادته في التدليس سرق البيت والمناسبة وعدلها لزيارة قبر الراحل جون قرنق ، حتى في الشعر والادب تدليس وتلبيس ..سبحان الله ، الشيعة ومايفعلون .
لم يطرح اي قضية وكما قال الاخ ود الحاجة اسماء في حياته فقط ، التحية للاخ ود الحاجة وللاخ محمد حسن الذي الجم الكويتب بالامس .
كويس انه الواحد لو سرق يسرق من قامه اسمه (نزار قبانى) المشكله فى ناس بسرقوا من ناس (زعيط) و(معيط).
كتبت من قبل مقالا نشر على موقع(سودانايل) تحت عنوان (محمد ممد طه الذى عرفته) وبعد فترة، كتب الدكتور/ منصور خالد مقالا بذات العنوان، فهل أدعى أنه سرق ذلك العنوان؟
المرجوم القائد الخالد / جون قرنق، لم يكن حالة عادية حتى توصف بأنها مزاج شخصى، جون قرنق كان ملهما لجميع عشاق الحرية والديمقراطية وهو (المفكر) الجنوبى الوحيد الذى اقنع فكره (الأصيل) الذى لم يأت من هنا أو هناك، السودانيين قاطبة من حلفا و حتى نمولى .. وكان بمقدوره لولا الهوس الدينى أن يوحد السودان بل افريقيا كلها.