بيان حول منعنا من الكتابة في الصحف بأمر من جهاز الأمن

في الثامن من يوليو 2011م علق مجلس الصحافة والمطبوعات صدور صحيفة أجراس الحرية متذرعا بوجود شخص من جنوب السودان ضمن حملة الأسهم في الشركة التي تصدرها، وقبل أن تنتهي الفترة التي حددها المجلس نفسه لتوفيق الأوضاع قام المجلس بسحب ترخيص الصحيفة نهائيا في خرق صريح للقانون، في أغسطس 2011م عرضت علينا صحيفة(الجريدة) ? مشكورة ? الانضمام إلى كوكبة كتابها، رحبنا بالعرض واتفقنا مع إدارة الصحيفة على كتابة مقالين في الأسبوع، وحالما بدأت (الجريدة) في نشر مقالاتنا استهدفها جهاز الأمن والمخابرات بمصادرتها من المطبعة بشكل متكرر مكبدا إياها خسائر فادحة، في 4/ سبتمبر/ 2011م تمت مصادرة الصحيفة للمرة الرابعة، وفي ذات اليوم أصدرت أسرة صحيفة الجريدة بيانا حول ملابسات مصادرتها أوردت فيه أن جهاز الأمن أبلغهم صراحة أن سبب المصادرة هو وجود كتاب "أجراس الحرية" وهددهم بأن استمرار هؤلاء الكتاب سيؤدي إلى عدم صدور(الجريدة) لأن الجهاز لن يسمح ب"أجراس حرية أخرى"،
إزاء كل هذه الوقائع نود أن نوضح للرأي العام السوداني الحقائق الآتية:
أولا: ان ما حدث ل"أجراس الحرية" وما تعرضت له صحيفة "الجريدة" من ضغوط لإجبارها على إقصائنا، وما تتعرض له الصحف من مصادرات ومضايقات، وما تعانيه الأقلام الحرة من استهداف وتشريد، يدل على مدى ضيق النظام الحاكم في السودان بالرأي الآخر، ومدى تحكم جهاز الأمن في كل مفاصل الحياة العامة وعلى رأسها الصحافة المكبلة تماما عن القيام بدورها كسلطة رابعة بفعل سياسات التعتيم والقمع والإقصاء في بلد بلغ فيه الاحتقان السياسي مداه وأصبح مهددا بالانفجار في أية لحظة.
ثانيا: إن منعنا من ممارسة مهنتنا بهذا التعسف ومع سبق الإصرار والترصد هو رسالة إلى كل الصحف والصحفيين والكتاب خلاصتها أن الحديث عن قضايا الحريات والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد ومكافحة العنصرية بصورة منهجية، والانحياز بلا مواربة لقضايا المهمشين جنوبا وغربا وشرقا وشمالا، والتعبير بجرأة عن معارضة سياسات الحزب الحاكم، وتسليط الأضواء الكاشفة على جرائم النظام وانتهاكاته لحقوق الشعب السوداني، والمطالبة بالتغيير الجذري والشامل في البلاد تحقيقا للعدالة والسلام، مثل هذا الحديث بمثابة إعلان حرب على الدولة وتهديد لوجودها يتم التصدي له بالأجهزة الأمنية! وهذا الضيق بالكلمة المكتوبة معناه الحكم بالإعدام على فرص العمل المدني السلمي ولهذا المسلك تداعيات خطيرة على الوطن.
ثالثا: نشكر صحيفة (الجريدة) جزيل الشكر على مبادرتها باستكتابنا وسعيها لأن تكون منبرا ديمقراطيا يستوعب مختلف الآراء، ونشكرها كذلك على نهج الشفافية والصراحة الذي اتبعته في تعاملها معنا ومع قرائها ونحييها على أنها أصدرت بيانا مفصلا كشفت فيه ضغوط جهاز الأمن عليها .
رابعا: نجدد العهد مع قرائنا الكرام أن تظل أقلامنا حربا على الاستبداد والفساد، وتظل عصية على التدجين والترويض، مرابطة في خندق الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنحازة لصف المهمشين والمستضعفين ورافعة لرايات التغيير والحداثة والاستنارة.

فايز السليك
خالد فضل
رشا عوض

11/ سبتمبر/ 2011

تعليق واحد

  1. ممارسات جهاز الأمن في السودان لا تختلف عن ممارسات الأجهزة الأمنية في الدول العربية التي شهدت ثورات شعوبها فهي أجهزة مسخرة لخدمة الأنظمة الدكتاتورية وقمع الشعوب، فعلي الشعب السوداني أن يكون جاهزا لإسقاط نظام الإنقاذ الفاشستي الذي يصر على المضي بكل عنجهية في إذلال الشعب السوداني فهو نظام بطبعه وتكوينه لا يستطيع تحمل أي وجهة نظر معارضة، يسمح فقط لمن يطلقون البخور ويسبحون بحمده لينالوا الرضى والعطايا من مال الشعب المنهوب جهارا نهارا فلك الله يا سودان

  2. لكم التحية و التقدير آيها الشرفاء …. فاليستمر الحرب بلا هواده على الكيزان بكل الوسائل و إن سقوطهم لقريب …

  3. انتم زادنا ومعين ايامنا القادمات عهد ناكم حداتا لركب امالنا وامنياتنا الحضراء ,ونعاهدكم ان نكون من خلفكم حتى تتحقق كل امنيات الشعب السودانى

  4. نرجوا منكم ايها السادة الافاضل بالمواصلة فى الكتابة فى الراكوبة وحريات . ولكم الشكر على صمودكم

  5. مسيرة طويلة من نضال هؤلاء الابطال يشهد عليها كل الشرفاء من ابناء شعبي العظيم

    حتما سيتكلل هذا لانضال بالنصر المؤزر بذهاب هذه الطغمة الغاشمة الى مزبلة التاريخ

    لكم التحية والتجلة اخوتي(فايز/خالد/رشا) فأنتم من زادنا للمعركة الفاصلة وانتم الامل

    لتحقيق النصر بحوله تعالى … دمتم ودامت اقلامكم حرة رافضة للظلم وزبانيته ..

  6. الاستاذ فايز والاستاذ خالد والاستاذة رشا وكل الاخوة في جريدة اجراس الحرية التحية والاجلال لكم وانتم تناضلون وتضحون من اجل الوطن كالشمعة التي تذوب من اجل الآخرين … اعلموا اخوتي انه لابد لاطول الايام من نهاية واعلموا ان لكل كلبٍ يومه…فهؤلاء السفلة اللئام وكلابهم المطلوقة للخراب والفساد والافساد سيتم رد الصاع لهم صاعين ان شاء الله… وما افعالهم هذه الا رد فعل لما تكتبوه من حقائق تضربهم في وتر حساس…واقول لكم اخوتي ما ضاقت الا للفرج القريب باذن الله .. نحن معكم قلبا وقالبا … والله سينصركم ضد هؤلاء المجرمين تجار الدين المتأسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..