ماذا دهانا؟…ليتطاول علينا هؤلا!!

قصة ثورة الياذه فنية ابدع فيها هاشم صديق ومحمد الامين باعمار لم يبلغ كلاهما عندها العشرون لاولهم ويكمل عقده والثالث لثانيهم لتبقى ملحمة اكتوبر عمل فنى مهوول بقدر تتوارى امامه السيفونات السبع لبيتهوفن ومثيلاتها لموزارت وكل عظماء الفنون والموسيقى بالعالم.
تتجلى عظمة العمل الفنى عندما يلامس واقعا ويعبر عنه بصدق صرخة من لمس النار وليس تجربة تخيليه او الهام من سماوات عليه مرتبطة بشخص اوحد وابداع اوحد فكانت الناتج شهادة بحث بعظمة شعب تجلت بابنائيه صانعى التغيير والثورة وابطال قصتها وماهاشم الا براوى حزق لها ومحمد اللمين صانع موسيقاها التصويريه وحشود المسرح والكمبارس ماهم الا لاعبين رئيسين معبرين عن امواج الشارع وهديره وهسيس الاراوح المبدعة وفكر الثورة.
وبالنصف الاول من بدايات العقد الاول من القرن الواحد وعشرون شاءت الاقدار ان اقابل صدفة شاعرنا المبدع مصطفى سند بعصارى احد ايام الغربة بمدينة ابها السعودية الباردة مسترقة من مناخ اوربا غطاء لاحد مدن الاعراب مناخا طوال العام وتوطدت العلاقات بيننا وقد علم بافتتانى منذ صغرى بشعره وياللهول وقد كتب البحر القديم ولم يبلغ الخامس والعشرون من عمره وقراء امامى اخر ما انتج بجلسات اسرية خاصة بردات الجمال وكنت اخر المودعين له بفراش الموت وهو يودع عالمنا المافون وبيننا دهشة ماذا اصاب السودان والسودانين وفى خاطرنا يفاعة من ابدعوا بالستينات والسبعينات شعرا فصيح وشعرا غنائيا وقصة ومررنا ببازرعة وهاشم صديق وودالمكى وكجراى وصلاح احمد ابراهيم والحسين الحسن ووردى وكابلى وزمرة من الابداع واللالى لاتعد ولاتحصى زهوا وحسنا.
ومشاعل وعى وحداثة لم تعلمها امم حتى الان اشرقت بالستينات قوادا لاتحادات المزارعين والعمال اضاءت قارة افريقيا باكملها وقيادات فكر يقف امام اسمائهم العالم احترام وجلال قدرا…ماذا دهانا واطبائنا ببداية السبعينات يحمل العالم اخبارهم بانجازات زراعات الكلى والتميز بالمخ والاعصاب ومهندسينا ينجزون خلال عامين مشروعا بضخامة وتحديات معرض الخرطوم الدولى
ماذا دهانا ودولة صنعناها بمهندسينا وادرايينا وحمينا وجودها بجنودنا وحفظنا امنها ببلوليسنا كالامارات تحمل علينا بان لاندخل عبر حدودها السعودية ابان اعياد الاضحى الماضية لاسباب امنية يدعون احيانا اجتماعية واحيانا سياسية……من انتم لتجروء….وقد فعلتم…اهى سخرية الاقدار ام التاريخ ……ام واقعنا الردى ومن تسبب فى النيل منا ومن كرامتنا لشعب يوما ما صنع اكتوبر فى عصور الظلام شمسا وارخ لها ابداعا بقصة ثورة واسماها الملحمة حقوق ملكية فكرية لشعب نسى قدره الكثيرون بعد سنوات من عمر الهوان تحت ظلال الانقاذ
[email][email protected][/email]
[url=http://www.gulfup.com/?Bmv3UY][img]http://im49.gulfup.com/NMKwqb.jpg[/img][/url]
أخونا سهيل ، دعنا نبكي قليلا على الأطلال فالبكاء على الأطلال يحدث صحوة بإزالة ركام الزمن و صدئه عند نزول دموع سخينه عليه حزناً على واقع مرير نتج عن تراكم ادران زادها إتساخا من تسلطو و هم يحملون جرثومة مصطفى سعيد تلك الجرثومة التي لم يستطع ذلك العقل المتقد ان يتخلص منها فاحدثت أضرار بكل من مسه الرجل حتى أهلكته شخصيا ، إنها دورة الحياة ، و ليكن لهم العذر أهل الأمارات فما تحمله شعبنا من اوزار حكامه المجرثمين لا نستطيع ان نجبر عليه الآخرين بالصبر عليه معنا ، فقد مضى زمن إتقاد شموع السودان التي أضاءات أفريقيا و بلاد العرب بعلماء و مبدعين في شتى المجالات التي ذكرت و لكنها خمدت بفعل عقلية الكيزان ( المصطفى سعيدية ) عن عمد و ترصد ، فحطموا و جففوا كل منابع الإبداع العلمي و الثقافي في جامعات كانت تشتعل نشاطا و مدارس كانت تزود تلك الجامعات بتلك المشاعل حيث كانت الجمعيات الادبية المفتوحة و حطمت المعلم الذي كان يشار إليه بالبنان إجتماعيا و ماديا ، فجعلته منسولا بكاتبه داخل البيوت بحثا عن زيادة دخله ، و هناك الكثير الذي لا حصر له ، من مستثيرات البكاء على الأطلال ، و لكن فلنكن على ثقة في أصالة معدن شعبنا مهما تراكمت عليه الأدران ، فلابد من ذهاب الظلام و شروق الشمس مهما طال الليل فطبيعة الأشياء تحتم ذلك .