
من أشق الأمور وأثقلها على نفس المرء أن يجبر على التعليق على ما كتب إذ يفترض أن النص صار ملكا نهائيا للمتلقي، بشرط أن يقرأه بعقل موضوعي باحث عن الحقيقة، وفؤاد بلا شوائب وأغراض خارج الفكر . ومثل هذا الدفاع أو التعقيب فيه بعض النرجسية البغيضة، لأن الكاتب سوف يذكر بعض فضائله وإيجابياته وكأنه يمتن على الناس . فشكرا للاستاذ عبدالله مكاوي إذ كفاني بعض هذا الشر في مقالته الودودة .
كان تعقيب الاستاذ عادل شالوكا قائما على محاولة صيد لكاتب مرتد أو منافق أو متناقض يتراجع عن مواقفه حول العلمانية . وهنا أقول ببساطه أن مقالي هدف إلى شيئين (1) فكرنة السياسة وعدم إطلاق شعارات دون تعميقها وسط الجماهير والقواعد، ولو قرأ الاستاذ عادل العنوان بنية طيبة لما كتب مقاله فالعنوان يقول أن العلمانية ليست مجرد شعارات سياسية فقط . يقول المناطقة أن هذا الأمر هو كذا وزيادة . ومقالي توجه نحو هذه الزيادة في الشعار . لأن الزعيم السياسي الذي أطلق الشعار في مفاوضات جوبا مطالب ببث وغرس هذا الشعار كفكرة ومبدأ بين قواعده بحيث يكون كل فرد في الحركة التي يتزعمها قادرا على شرح المفهوم والدعوة له والدفاع عنه أمام الخصوم والأعداء لو اضطرا لذلك .
وبالمناسبة أنا لم أتراجع عن دعوتي للعلمانية وقد كتبت قبل سنوات عام 2003م كتابا عنوانه “العلمانية : المفاهيم والقضايا ” في وقت لم يكن هناك من يتحدث عن العلمانية أصلا ولا يوجد أي سبب يجعلني أتراجع عن مواقفي! لأنني لست دوغمائيا أو متعصبا بل لأنني أقوم بتربية نفسي على ما آمنت به وعملت به أيضأ بلا تناقض بين الداخل والخارج كما أواظب على التعلم المستمر كل صباح . فلا تخف علىٍ من الأرتداد والتناقض .
تحتاج ثورة ديسمبر الى السياسة المفكره العقلانية وليست سياسة السوق ” أمسك لي وأقطع ليك ” . وفي الحديث الشعبي فلان والله سياسي،، تعني أنه كذاب ومراوغ . ويخرج من المأزق بالحيل والمقالب . وهذا ما نحاربه في السودان الجديد
الهدف الثاني لمقالي وهو الإسراع بعملية السلام وأن يكون أولوية . وتخيل دخول المفاوضين في نقاش حول العلمانية متي سوف تختم المفاوضات .؟
هناك مدرستان ورؤيتان لعملية التغيير والنهضة . واحدة تؤمن بدور السلطة والسياسة، والأخرى تعلي من قيمة الثقافة والفكر وتربية الفرد وأري نفسي ضمن الأخيرة لذلك لا أثق في الشعارات السياسية المجانية خاصة ولو جاءت في بلد غير ديمقراطي مثل السودان ظلت السلطة فيه متداولة بين الطائفية التقليدية عن طريق إنتخابات شكلية بلا برنامج ولا ديمقراطية داخلية والطائفية الجديدة أو طائفية الافندية أو مايسمي بالاحزاب العقائدية التي تلجأ للعمل الانقلابي والدكتاتورية العسكرية تفرض برامجها الخيالية.
مدرسة السلطة هي التي عبر عنها قول ينسب لعثمان بن عفان : ” إن الله لينزع بالسلطان مالا ينزع بالقران ” وفي السودان يتحدث زعماء عن الدستور والقوانين بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به ،،وقبل ذلك رفض البرلمان حكم المحكمة الدستورية في قضية حل الحزب الشيوعي .
معذرة هذه قناعات شخصية راسخه في نفسي ولا احتاج للشهادة من حزب أو تجمع أو جبهة ثورية أو غير ثورية . ولست مطالبا بالتبرير أو التوضيح قناعات يسندها الضمير فقط وليس اللجنة المركزية أو الامام أو المرشد أو الامين العام .
د. حيدر ابراهيم علي
[email protected]
وبالمناسبة أنا لم أتراجع عن دعوتي للعلمانية وقد كتبت قبل سنوات عام 2003م كتابا عنوانه “العلمانية : المفاهيم والقضايا ” في وقت لم يكن هناك من يتحدث عن العلمانية أصلا ولا يوجد أي سبب يجعلني أتراجع عن مواقفي! لأنني لست دوغمائيا أو متعصبا بل لأنني أقوم بتربية نفسي على ما آمنت به وعملت به أيضأ بلا تناقض بين الداخل والخارج كما أواظب على التعلم المستمر كل صباح . فلا تخف علىٍ من الأرتداد والتناقض .
تحتاج ثورة ديسمبر الى السياسة المفكره العقلانية وليست سياسة السوق ” أمسك لي وأقطع ليك ” . وفي الحديث الشعبي فلان والله سياسي،، تعني أنه كذاب ومراوغ . ويخرج من المأزق بالحيل والمقالب . وهذا ما نحاربه في السودان الجديد
الهدف الثاني لمقالي وهو الإسراع بعملية السلام وأن يكون أولوية . وتخيل دخول المفاوضين في نقاش حول العلمانية متي سوف تختم المفاوضات .؟
هناك مدرستان ورؤيتان لعملية التغيير والنهضة . واحدة تؤمن بدور السلطة والسياسة، والأخرى تعلي من قيمة الثقافة والفكر وتربية الفرد وأري نفسي ضمن الأخيرة لذلك لا أثق في الشعارات السياسية المجانية خاصة ولو جاءت في بلد غير ديمقراطي مثل السودان ظلت السلطة فيه متداولة بين الطائفية التقليدية عن طريق إنتخابات شكلية بلا برنامج ولا ديمقراطية داخلية والطائفية الجديدة أو طائفية الافندية أو مايسمي بالاحزاب العقائدية التي تلجأ للعمل الانقلابي والدكتاتورية العسكرية تفرض برامجها الخيالية.
مدرسة السلطة هي التي عبر عنها قول ينسب لعثمان بن عفان : ” إن الله لينزع بالسلطان مالا ينزع بالقران ” وفي السودان يتحدث زعماء عن الدستور والقوانين بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به ،،وقبل ذلك رفض البرلمان حكم المحكمة الدستورية في قضية حل الحزب الشيوعي .
معذرة هذه قناعات شخصية راسخه في نفسي ولا احتاج للشهادة من حزب أو تجمع أو جبهة ثورية أو غير ثورية . ولست مطالبا بالتبرير أو التوضيح قناعات يسندها الضمير فقط وليس اللجنة المركزية أو الامام أو المرشد أو الامين العام .
د. حيدر ابراهيم علي
[email protected]
المقولة”إن الله لينزع بالسلطان مالا ينزع بالقران”
أظنها ليزع وليس لينزع
تصحيح :
المقولة التي ذكرها الدكتور حيدر والتي تنسب إلى الخليفة عثمان وأحيانا للخليفة عمر رضي الله عنهما وأحيانا تورد خطأ كحديث وهي ليست بحديث هي “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” وليست “إن الله لينزع بالسلطان مالا ينزع بالقران” والفرق في المعنى واضح بين كلمة ينزع التي أوردها دكتور حيدر وكلمة يزع التي وردت في أصل المقولة ..
الصحيح ليزع في بداية الجملة بإضافة لام الاستهلالية إن الله ليزع……ما لا يزع…..