هل هو حراك شعبي سوري..ام انتفاضة الرعاع واصحاب اللحى ضد النظام ؟ا

هل هو حراك شعبي سوري..ام انتفاضة الرعاع واصحاب اللحى ضد النظام ؟ا

خليل خوري
[email protected]

اكثر من اربعة اشهر قد مضت على ما تصفه الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة تارة بالحراك الشعبى السوري وتارة بالمظاهرات المناوئة للنظام وفي كثير من الاحيان بالثورة الشعبية ولا زلنا ننتظر بفارغ الصبر ان يصدر عن هؤلاء الثوريين بيان او على الاقل تصريح ولو بصيغة مقتضبة حتى يتعرف الراي العام العربي والاجنبي على هويتهم وتوجهاتهم وموقفهم حيال العديد من القضايا التي تشغل بال رجل الشارع السوري كما لا زلنا نرى حراكا بلا راس يتولى قيادته وبلا ناطق رسمي يتحدث باسمه وكل ما رايناه عبر فضائيات تفتقد المصداقية وفي ظل التعتيم الاعلامي الذي فرضه نظام بشار الاسد مسيرات حاشدة ومتظاهرين يرددون هتافات مثل الشعب يريد اسقاط النظام والموت ولا المذلة والشهيد حبيب الله مع لازمة التكبير وكأن النظام الحاكم قد منع التكبير من ماذن المساجد او اجهز على جيش جرار من الائمة الذين لا يتوقفون عن التكبير عبر سماعات المساجد . فهل رايتم ثورة او حراك شعبي يجتاح دولة من دول العالم بلا هيئة تمثيلية تتولى زمام قيادته وتتحكم في مساره وتمنع انجراره بعيدا عن اهدافه وفي نفس الوقت تمنع تسلل الانتهازيين والرعاع والزعران الى صفوفه . الشاذ والمحير في الحراك الشعبي المناوىء للنظام انه لا ينطلق من باحات الجامعات والمدارس والمعاهد ولا من باحات المصانع بل ينطلق من باحات المساجد وفي معظم الاحيان في ايام الجمعة . فكيف لهذا الحراك ان ينجز اهدافه المتمثلة باسقاط النظام الاستبدادي وتداول السلطة والتعددية السياسية وانهاء سيطرة الحزب الواحد واقامة الدولة المدنية وتحقيق العدالة الاجتماعية الى اخر قائمة المطالب الاصلاحية كيف لهذا الحراك ان ينجز مهمات التحرر الاجتماعي بدون مشاركة الطلبة والعمال والنخب الثقافية والاحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وممثلي التيارات العلمانية ؟ الم تشكل هذه الشرائح العمود الفقري لكافة الثورات واشكال الحراك الشعبي في القرن الماضي . اذا لا تفسير لظاهرة انطلاق الحراك الشعبي من المساجد وبعد صلاة الجمعة في غالب الاحيان وتحت شعارات ذات دلالات دينية مثل جمعة احفاد خالد وكأن تاريخ وحضارة سوريا لم يبدا الا عند فتحها من جانب القادمين من الجزيرة العربية وجمعة حرائر سوريا وكأن نساء سوريا قد تشرذمن الى حرائر وسبايا وجواري وكما كان الحال في العصور الرعوية البدوية لا تفسير لذلك سوى ان الجهات التي تحركهم وتشكل مرجعيتهم وبوصلتهم “الثورية” هم رجال الدين ورديفهم من الاخوان الملتحين والجماعات السلفية ومن مؤشرات ذلك طغيان اللحى والمنقبات على مشهد هذا الحراك واحتكار الشيوخ لاطلاق الخطب الحماسية ولشحن وتعبئة المتظاهرين ضد النظام وكأن هذه الفئة دون الزعامات السياسية والتقدمية هى المخولة في قيادة الجماهير نحو تحقيق الاهاف الثورية المنشودة رغم ان الاخوان المسلمين يخوضون منذ امد بعيد حربا لا هوادة فيها ضد مفاهيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية والمساواة بين المواطنين الى اخر متطلبات التحولات الثورية باعتبارها بدع وافكار مستوردة من بلاد الكفر والشرك وغير صالحة للتطبيق في مجتمع اسلامي ولا ننسى تقديسهم للملكية الفردية وعداءهم لملكية المجتمع لوسائل الانتاج ! من هنا لا نرى في مسيرات المساجد ولا باطلاقها في ايام الجمعة ولا في شعارات احفاد القعقاع وابن طارق انه حراك شعبي ضد النظام وما يمثله من استبداد وقمع للجماهير وفساد وافقار للشعب وتفريط بالمصالح الوطنية والقومية ولو كان كذلك لشاركت فيه القوى التقدمية والنخب الثقافية وممثلو التيارات العلمانية والنقابات العمالية والمنظمات النسائية بل هو حراك طائفي يستهدف اسقاط سلطة تمثل مصالح طائفة لاستبدالها بسلطة تمثل مصالح طائفة اخرى . التغيير الثوري لن ياتي على ايدي الملتحين والمنقبات بل بحراك موسع ومؤطر تنظمه القوى المسيسة والتقدمية والعلمانية وهى للاسف غير قادرة على انجاز هذه المهمة في الظرف الراهن بعد ان تعرضت للتهميش وللقمع وللعزل من جانب النظام اضعافا لدورهها وتاثيرها التنويري والتعبوي للجماهير السورية بموازاة تعظيم النظام لدور الجماعات الدينية المتطرفة ومنحها حرية الحركة على الساحة السورية وحتى التحالف والتنسيق معها مثل تحالفه ودعمه لحركة حماس الاخوانية بهدف جذب الاستثمارات من دول النفط والملح والحصول على منحها ومساعداتها ولهذا فان رهان التغيير في سوريا يبقى في ايدى الضباط التقدميين والوطنيين في الجيش السورى وعلى عاتق هؤلاء الضباط تقع مسئولية التحرك للاطاحة بالنظام القائم وفي نفس الوقت لتطهير سوريا من عصابات الاخوان المسلمين المسلحة قبل ان ينجز هذه المهمة ويسبقهم في استلام مقاليد السلطة ضباط يعملون لصالح المخابرات الاميركية وحيث تكثف هذه الاستخبارات نشاطها في هذه المرحلة على الساحة السورية وتستخدم كافة الوسائل من اجل استنزاف النظام واضعافه عبرتقديم الدعم للجماعات المسلحة وحتى يتسنى لها بعد تنفيذ انقلابها العسكري فك ارتباط سوريا بايران مع فك تحالفها ودعمها لحزب الله ومن ثم الدوران في فلك الامبريالية الاميركية . بالتاكيد لن يرحب المناهضون للعسكريتاريا باي انقلاب عسكري ينفذه ضباط وطنيون تقدميون تحسبا لاحتكارهم وتشبثهم بالسلطة وعدم تنازلهم عنها لاي رئيس وهيئات تمثيلية ينتخبها الشعب وسؤالي هنا هل كان بامكان لينين ان يطيح بالنظام القيصري الاقطاعي ويقيم المجالس الشعبية العمالية بدون الاستعانة بالجيش الروسى وهل كان بوسعه ان يحتل قصر الكرملين بدون الاستعانة بالجنود والضباط الاحرار للبارجة اورورا ؟؟ كذلك في ظل تراجع الثقل الشعبي للقوى التقدمية فهل ثمة قوة منظمة في سوريا وقادرة على اسقط النظام وتطهير سوريا من الجماعات الاسلامية المتطرفة غير جيش سوري يقوده ضباط تقدميون . اليس هذا افضل من ان تصبح سوريا امارة اخوانية لو استولى ضباط رجعيون ومقربون من الاخوان على السلطة فهل يليق بالشعب السورى بعد ان قطع اشواطا على طريق التقدم والتحضر ان تصبح بلده شبيهة بالصومال حيث يسود التصحر والجوع والعنف وبامارتي طالبان وحماستان وحيث لا قضية تشغل بال الاخوان المسلمين المهيمنين عليها سوى عدم اختلاط الذكور بالاناث وعدم السماح للاناث بتسوق الموز والخيار والفقوس من محلات الذكور تفاديا للفتنة النسائية !!!

تعليق واحد

  1. بمثل هذه الحجج الواهية وفوبيا الاخوان تقفون مع الانظمة الدكتاتورية ضد شعوبكم وتسوقون للقتلة بان يستمروا فى سحل الشباب والاطفال العزل الذين لا يملكون الا صيحات اسقاط النظام يواجهون بها الدبابات والشبيحة وانت جالس بعيدا تتفرج وبكل وقاحة تصنف الناس دون وازع من ضمير وطنى متخلف او متآمر مع النظام نعم الشعب السورى يعرف امثالك جيدا من المندسين المتدثرين بثوب التقدمية وانتم ابعد الناس عن التقدمية لان التقدمى الحقيقى لا يقف ضد ارادة الشعب تحت اى ذرائع او مبررات

  2. هكذا هي فجيعتنا بمثقفينا مثال عليها هذا الخوري وادونيس عندما تقراء هذه المغالطه يصيبك الغثيان من حال وصل اليها مثقفينا انت تعرف يا خوري ان هذا النظام الرجعي الطائفي البرغماتي رغم ادعائه بالتقدميه والممانعه وغيرها من شعارات رنانه الا انه عند المحك تبين كم العفن الذي تخفيه مساحيق المثقفين والمنظرين
    يا اخي نظام لا يسمح لثلاثه اشخاص ان يتجمعوا في مكان واحد وطوال اربعون عاما ماذا تظن ان اي خيار تركه للشعب كي يقول كلمته , اي نظام جمهوري تقدمي اشتراكي يورث السلطه لابن قاصر ومجلس مهرجين خائفون , هذه الانظمه التي ابتليت بها الشعوب العربيه ماذا يرجى منها وهذا الخوري يراهن على الانقلاب العسكري ليعيد انتاج الازمه مره اخرى , واقول لك ان الجامع حاله من حالات هذه الشعوب وله الدور السياسي رضينا ام ابينا وانت تعرف كم الخراب الذي اصاب موسسات المجتمع المدني عن اي نقابات تتكلم وهذه الانظمه فرغت كل شئ من محتواه وجعلته مسخ وشله انتهازيين يسبحون بحمد القائد الواحد الاحد الخالد للابد ماذا يرتجى منها
    هذه الشعوب قادره على انجاز ثورتها التي اضاعها العسكرتاريا وجوقه مثقفين ينخرهم الخوف والولاء للسطه هذا الحراك ان انتج ملتحون الشعب في ظل وضع مغاير قادر على مقارعتهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..