خاطرة: راعي “معز” وقيم اضاعها بعضنا

* ( لو انطبقت السماء والارض ما اعطيتك نعجة .. هل انت مرتاح .. نعم من يأكل حلال يكون مرتاح نفسيا ) هذا جزء من حوار بين راعي سوداني في وديان محافظة املج وسعودي عابر للطريق ساومه بمبلغ كبير ليبيعه معزة فتمنع باصرار وقدم درسا رصينا عن الامانة رغم ان هيئته تدل انه معدم إلا من خرقة تكسو جسده النحيل لا تصد برد الشتاء القارص ولا هجير الصحراء اللافح وربما مثلها بغرفته المعدمة هي الاخرى من متاع الحياة لكن سريرتة مليئة بالطمانينة والصحوة النفسية حد تطابق السماء مع الارض ان خانها .

* مقطع يوتوب ” الراعي الواعي ” حقق نسبة مشاهدة عالية واجرت معه صحيفة تبوك السعودية لقاءا تثمينا لحفظه لاموال كفيله ولمجادلته بمنطق بسيط ان الشبر كناية عن القبر فيه الحساب والعقاب والسماء حينما تتطابق والارض يوم القيامة يكون معززا مكرما امام العلي القدير.. تلك القيم الاسلامية النبيلة التي اضاعها البعض في وضح النهار وفي دوواوين الحكومة وفي الشارع والاسواق وبعضا بعضا جعلت الروائي العالمي الطيب صالح يطلق قولتة الشهيرة ” من اين جاء هؤلاء ” .

* حادثة الراعي التي وجدت الاستحسان تطرح سؤالا الي هذه الدرجة ضاعت ” الامانات ” وتحول ملوثي الايادي غائبي الضمير لقاعدة عامة وإنحصر المتمسكين بقناعاتهم الفطرية لنوادر توقفنا عند مرابط الاندهاش والاحتفاء بفاعليها كنجوم بارزين لان مستنقع الخيانات تفشى !!!.

* ” نعم راعي المعز يستاهل ” بزغ نجمه لان كثر سقطوا وسال لعابهم للسلطة والثروة المتمركزة بايادي فئة دون غيرها اخلت بموازين التنمية المستدامة فافقرت السواد الاعظم لذلك تراصص الناس مسجلين اعجابا بالاغبش المعدم الذي يحفظ الامانة الشخصية فكيف بامانات الاوطان.

* ان رائحة الفساد ازكمت الانوف واستغلال السلطات والمحسوبية ولوي عنق الحقائق تفشت ومضابط المراجع العام اسودت بسيرة من شوهوا صورة من يلتحف السماء ويفترش الارض ونفس الالة ” اليوتوب ” التي نقلت المفرح سجلت للعالم ” المقيت المهين ” الذي ينخر قيم الشعب السوداني التي تربي على الاصالة والنخوة والزهد ولم يخرج من ينفي سيرة الفساد او يقدمهم للمحاكمات النظفية .

* سطع نجم راعي المعز وجعبته خاوية من شهادات علمية ولا هو من مدمني الفضائيات ومجالس ذو اللحي وساكني البيوت البيضاء بل هو نموذج للغبش ملح الارض المنتشرين في بلاد الاغتراب حينما قست عليهم لقمة العيش الحلال وسط نجوع ديارهم التي اضاع بعضنا خيراتها .

* إن الاسئلة تتقاطر وتتدفق وسط المغتربين لانهم جاؤوا كسفراء شعبيين وبجهدهم وعرقهم وطنوا لسلوكيات فاضلة في وظائفهم ووسط مجتمعاتهم الجديدة من الجاليات الاخرى وزهدو فيما لا يعنيهم حتى جاء ” أسود الوجه ” جلوسا على كرسي أكبر من حجمه إن كان موظفا او سفيرا او وزيرا ليس لكفاءته وتراكم خبراته العملية وخلقه القوئم بل لانها المحسوبية وسياسة ما يعرف بالتمكين والاحلال فانطبق المثل العامي ” الفيل يطاطيء في يوم ما اختزنه النمل في سنة ” فأسودت صحائف ” الزولات ” حتى جاء الراعي ليغسل شيء مما علق ببياضها الناصع .. وللحديث بقية

عواطف عبداللطيف

awatifderar [email][email protected][/email]

اعلامية مقيمة بقطر

همسة : هل يتبنى المركز الثقافي السوداني بالدوحة حوارا للقفز من التفاخر بالراعي لمحطات استقاء الدروس والعبر وكفانا ” اغاني اغاني ” .

تعليق واحد

  1. هذه هى اخلاق وقيم واعراف السودانين التى عرفوا بها فى كل بلاد المهجر عكسها هذا الراعى المعدم المحتاج بكل بساطة دون تكلف اوريا اوتحضير هذه هى القيم والاخلاق التى تربينا عليها وورثناها من الاباء والاجداد واكتسبناها تعلما وارثا من الاسلام الدين الحنيف قبل ان يتسلط علينا حملت شعارات الاسلام كذبا ونفقا وبهتنا مما افقد الجيل الحالى الكثير من قيمنا السمحة التى عرفنا بها من بين الامم وسقطت فيه الثقة من اصحاب اللحى والقرر الكاذبة وائمة الضلال …السودان والحمد لله مازل فيه امثال الراعى الكثير وموعود باذن الله باكثير

  2. لله درك بنت عبد اللطيف هكذا جزء من شعبنا وان سودو تاريخنا بعض اللذين ضعفت نفوسهم في السلطه والجاه ولسه الدنيا بي خيرا واسأل الله ان يوفق رويعي الغنم ( الطيب) وان ينجيه شر اللذين يتباهون من وراءه للخوض في معه في المياه العكره وان يثبته وايانا علي القيم والامانه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..