أخبار السودان

زوجة هلال: زعيم المحاميد كان ينوي مقابلة البشير في الخرطوم

الخرطوم: شمائل النور

بينما كانت مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف عن بث الأنباء المتضاربة حول مصير زعيم قبيلة المحاميد رئيس مجلس الصحوة موسى هلال، ومعارك مستريحة، كانت الأجواء حول منزل موسى هلال صباح أمس، هادئة على نحو يبدو غير منطقي، لدرجة انتابني الشك، واعتقلت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان (حميدتي) مساء أمس الأول زعيم المحاميد من معقله بمنطقة مستريحة بشمال دارفور، عقب إلقاء القبض على أحد قيادات مجلس الصحوة هارون مديخير في إطار حملة بدأتها الحكومة لجمع السلاح في دارفور، وكان مجلس الصحوة بقيادة هلال أبدى تحفظاته في تسليم السلاح ورفضت قيادات في المجلس قرار وزارة الدفاع القاضي بدمج القوات المساندة تحت إدارة الدعم السريع. كان هذا المشهد حاضراً في كل مواقع التواصل الاجتماعي التي تسابقت في نقل الأنباء من مستريحة، لكن بالمقابل كان السكون يطوق جنبات منزل هلال الذي يقع في حي المعمورة جنوب الخرطوم، فيما كان ذات المنزل في وجود هلال لا يُغلق بابه من كثرة الزائرين. كان هناك عامل انتهى لتوه من غسل باحة المنزل الذي تتوزع فيه أشجار النخيل الشامخة، طرقت على الباب الذي كان موارباً، أتاني العامل، تأكدت أنه ذات المنزل، عرفته بنفسي، وتقدم داخل المنزل ليخبر زوجته، لم تمض دقائق حتى جاءني أحد أبنائه، الذي قادني إلى داخل المنزل، ولا يزال السكون يخيم، وجدت أمامي سيدة تتحدث في الهاتف عن مصير هلال، وقبل أن تكمل مكالمتها وصلت إلى الصالة التي وقفت فيها سيدة مليحة جمعت في ملامحها الحزن والغضب والإرهاق. كانت “نجاة” زوجة هلال التي استقبلتني بترحاب ومباشرة بدأت تسرد فيما جرى في مستريحة حتى قبل أن ألقي عليها أسئلتي، استغراب شديد مما حدث، فهي تقول إنها متفاجئة من الذي جرى ويبدو غريباً وكأن هناك حلقة مفقودة، تقول نجاة إن كل شيء كان يمضي عادياً، فالاتصالات بينهما وهلال لم تتوقف، ولم تكن هناك بوادر لانفجار، فقط هناك “اشتباكات مواتر” كما سمتها، وانتهت بهدوء ووفقاً لـ “نجاة” فإن هلال وصل إلى مستريحة الأسبوع الماضي، وكان ينوي بعد أربعينية والدته أن يأتي عبر طائرة خاصة الخرطوم ليشرح للرئيس حقيقة الموقف، الذي تعتبره “نجاة” حاول البعض تشويشه، كانت آخر مكالمة هاتفية بين نجاة وهلال ليلة السبت، بعدها بدأت الأنباء تتواتر عن اعتقال هارون مديخير أحد قيادات هلال البارزة، تقول “نجاة” إن قوات الدعم السريع كانت تستهدف اثنين من قيادات موسى هلال “هارون مديخير” و”أحمد أبكر” المساعد الشخصي لهلال، وبعدما انتصف نهار الأحد بدأت الأنباء تتحدث عن اشتباكات عنيفة داخل مستريحة معقل الزعيم القبلي، ثم تواترت الأنباء عن مقتل نجل هلال، ليتحول منزل والدة “حبيب” في سوبا إلى عزاء، قبل أن يتصل أحد أبناء هلال ليُكذب الخبر الذي حوّل الحزن إلى فرح متحفظ، حيث لا يزال في القلب شيء ولا يزال المصير مجهولاً تماماً وكل الاحتمالات مفتوحة، كانت “نجاة” هادئة في حديثها قبل أن تنفعل وتبدي غضبها مما حدث لهلال في مستريحة، حيث استولت قوات الدعم السريع على عتاد الزعيم القبلي وداهمت المخازن وأفرغتها، واستولت على كل السيارات، وفقاً لـ”نجاة” وبينما الحديث متواصل، بدأت وفود الأهل والأصدقاء تتداعى إلى المنزل، بكاء ودعوات ودموع وتباهي بفروسية الزعيم القبلي، حيث وصلت عدد من النسوة بينهما أختان لهلال اللتان ذرفتا الدموع لحظة عناق حار مع زوجة هلال، كانت الدعوات تملأ المكان، فيما كانت شقيقة زوجة هلال تسهب في مدح الرجل وتصفه بالفارس الذي لا يخاف ويصمد حيث كانت تردد كثيراً “هلال كان اعتقلوه راجل وكان فكوه راجل”، هنا يقطع الحديث ابنه الصغير ويقول “لما الذخيرة ضربت أبوي كان بصلي، وهو يرتدي جلابية” في إشارة إلى أن الوضع كان أكثر من عادي، كانت الهواتف لا تتوقف لحظة، مكالمات من الخرطوم ومن دارفور ومن خارج السودان، لا شيء غير السؤال عن مصير هلال، بعدها تأكدت الأسرة أن هلال بخير ووصل مطار الفاشر في طريقه إلى الخرطوم، هنا بدا الارتياح يدب في المكان الذي سيطر عليه التوتر والقلق والترقب طيلة يوم ويزيد، وتواترت أنباء عن سقوط أعداد من القتلى من النساء والأطفال في مستريحة، لكن شبكة الاتصال تعطلت تماماً وانقطعت الأخبار، وقبل أن تصل الأوضاع إلى محطاتها الأخيرة حاولت (التيار) الاتصال بموسى هلال عبر هاتفه الثريا الشخصي، والذي لا يحبذ عادة الحديث عبره، لكن كانت سيدة ترد على الهاتف وتقول كلمتين كأنهما تسجيل آلي “مرحب، منو معاي معليش” ثم ينقطع الاتصال، سألت “نجاة” ما إن كانت قد تواصلت مع هلال عبر هاتفه الثريا، كانت أيضاً متسائلة من هذه السيدة التي ترد على الهاتف وبكلمتين محفوظتين.

وقاد الزعيم القبلي حلفاً طويلاً مع حكومة الخرطوم ضد الحركات المسلحة في دارفور منذ تفجر الصراع عام 2003م، لكنه في عام 2013م خرج من الخرطوم مغاضباً واستعصم بمعاقله في شمال دارفور متنقلاً في بواديه، وأفلحت جهود حثيثة في عودته إلى الخرطوم، لكن هلال غاضب مرة أخرى وغادر الخرطوم في 2015م، وأعلن مواقف صارخة ضد الخرطوم، ونُشرت تسجيلات منسوبة لمجلسه اتهمت الخرطوم بالتخطيط لاغتياله وتوعد التسجيل المنسوب للقيادي بالمجلس علي مجوك بقلب الخرطوم جهنم، وأصدرت الحركات المسلحة في دارفور بيانات مؤيدة لخطوة موسى هلال ضد الخرطوم، ونقلت (التيار) قبل أيام أن جهوداً حثيثة تمت، بين مجلس الصحوة والحركات المسلحة لتوقيع مذكرة تفاهم.

التيار

تعليق واحد

  1. دخلتي جرح العقرب ناس الأمن لك ب المرصاد جهازي حقيبتك وكوني مستعده هلال عدو اصبح ب شغل الرأي العام به

  2. قصة هلال هذه ومناصرة أهل المعارضة ومعظم أهل التظام له تعطينا فكرة عن كيفية صناعة الأبطال في المجتمعات المتخلفة، أبطالنا أمثال المهدي، ود حبوبة، النجومي، الخليفة، الأمين ود مسمار، المك نمر، علي دينار، الزبير باشا، بادي أبو شلوخ، أبو لكيلك، إلخ … لم يكن أيا منهم وطنيا أو قائدا شعبيا أو مفكرا ثوريا، أو إنسان خرج من أجل الجماهير المقهورة. كلهم كانوا مهوسيين دينيا أو باحثين عن أمجاد شخصية، أو تجار رقيق، أو قادة مليشيات همها النهب والسلب أو عصابات مأجورة تقاتل مع من يدفع أكثر، أو غاضبين حركتهم مظالم شخصية، أو مجرد مجرمين ” لم يمر على السودان غاندي أو لوممبا أو جيفارا أو جان دارك أو لينين أو ماو أو حتى تومس سينكارا أو نايريري”
    الإنسان المتخلف يمكن أن يموت من أجل القضايا الشخصية “حقارة أو شرف قد تلوث أو أرض منزوعة أو جاه مسلوب” لكنه لا يخرج من أجل الهم العام إلا نادرا (هذا ما يجرى في الحلفايا والجريف وغيرها وهذا ما حرك بولاد وخليل إبراهيم ضد حزبهم) وموسى هلال كل خلافه مع النظام بساط سحبه حميدتي من تحت قدمية وذهب جبل عامر.
    التخلف وصفة شاملة وهو في نفس الوقت إطار حاوي لا يمكن قراءة أي مجتمع متخلف شروطه وتأثيره.

  3. لماذا سافر البشير لتشاد الموضوع فيه انة وليس احتفال عيد استقلال تشاد وانما مخارجة لموضوع هلال مع نسيبه ادريس دبي

  4. كلام الأخ الدنقلاوي صح مليون في المية ونحن في العصور المظلمة وأقترح أن تسمى الجنسية في هذا البلد للجنسية (السود النية).
    لا أخلاق وكذب ونفاق وتربية فاشلة من الأساس وفشل متلاحق بين الأمم وعاملين فيها إنه إحنا الصاح والعالم كله غلط .
    للأسف ليست هذه هي الطريقة التي تبنى بها الأوطان، دائماً نحن في الخطأ وذلك يرجع إلى سبهليتنا الشديدة و الموغلة في الجهل عند تناول الأشياء (من الرياضة حتى السياسة).
    نحن في نكبة شديدة جداً ولابد من إيجاد الحلول لهذا الوضع وباطن الأرض أفضل لنا من نتكابر.
    خلاص انتهى الفلم السوداني بموت الممثلين والجمهور.

  5. دخلتي جرح العقرب ناس الأمن لك ب المرصاد جهازي حقيبتك وكوني مستعده هلال عدو اصبح ب شغل الرأي العام به

  6. قصة هلال هذه ومناصرة أهل المعارضة ومعظم أهل التظام له تعطينا فكرة عن كيفية صناعة الأبطال في المجتمعات المتخلفة، أبطالنا أمثال المهدي، ود حبوبة، النجومي، الخليفة، الأمين ود مسمار، المك نمر، علي دينار، الزبير باشا، بادي أبو شلوخ، أبو لكيلك، إلخ … لم يكن أيا منهم وطنيا أو قائدا شعبيا أو مفكرا ثوريا، أو إنسان خرج من أجل الجماهير المقهورة. كلهم كانوا مهوسيين دينيا أو باحثين عن أمجاد شخصية، أو تجار رقيق، أو قادة مليشيات همها النهب والسلب أو عصابات مأجورة تقاتل مع من يدفع أكثر، أو غاضبين حركتهم مظالم شخصية، أو مجرد مجرمين ” لم يمر على السودان غاندي أو لوممبا أو جيفارا أو جان دارك أو لينين أو ماو أو حتى تومس سينكارا أو نايريري”
    الإنسان المتخلف يمكن أن يموت من أجل القضايا الشخصية “حقارة أو شرف قد تلوث أو أرض منزوعة أو جاه مسلوب” لكنه لا يخرج من أجل الهم العام إلا نادرا (هذا ما يجرى في الحلفايا والجريف وغيرها وهذا ما حرك بولاد وخليل إبراهيم ضد حزبهم) وموسى هلال كل خلافه مع النظام بساط سحبه حميدتي من تحت قدمية وذهب جبل عامر.
    التخلف وصفة شاملة وهو في نفس الوقت إطار حاوي لا يمكن قراءة أي مجتمع متخلف شروطه وتأثيره.

  7. لماذا سافر البشير لتشاد الموضوع فيه انة وليس احتفال عيد استقلال تشاد وانما مخارجة لموضوع هلال مع نسيبه ادريس دبي

  8. كلام الأخ الدنقلاوي صح مليون في المية ونحن في العصور المظلمة وأقترح أن تسمى الجنسية في هذا البلد للجنسية (السود النية).
    لا أخلاق وكذب ونفاق وتربية فاشلة من الأساس وفشل متلاحق بين الأمم وعاملين فيها إنه إحنا الصاح والعالم كله غلط .
    للأسف ليست هذه هي الطريقة التي تبنى بها الأوطان، دائماً نحن في الخطأ وذلك يرجع إلى سبهليتنا الشديدة و الموغلة في الجهل عند تناول الأشياء (من الرياضة حتى السياسة).
    نحن في نكبة شديدة جداً ولابد من إيجاد الحلول لهذا الوضع وباطن الأرض أفضل لنا من نتكابر.
    خلاص انتهى الفلم السوداني بموت الممثلين والجمهور.

  9. رجعيتنا تتنافي مع مفهوم الدولة الحديثة…!!
    أرجعوا الي قراكم و النبحث عن الملك …!!

    لا فكاك من ( تشريع العقل الرعوي) و بنيته …فشكرا للأنقاذ و قادته الدموييون الذين جلبوا لنا البلاوي الي قلب المدن و عاصمة البلاد … حتي الموروث الاستعماري و الوميض الحضري لاذ و تحصن بهجرته …فلا حديث يعلوا فوق حديث (العسسكر بندرية) .. فجميع مؤسسات الدولة مرورا بالعسكرية أصبحت في مهب الريح فلا عجب ان تجد من ليس له صلة بها يتبختر باعلي الرتب و الوظائف تارة بالتمكيين واخري بألانتساب و النفعية و الارتزاق ..و انتجت لنا فئة من السياسيون لا يعرفون للدولة سبيل غير تكسبهم القبلي والأسري …!!

  10. يجب التريث قليلا بخصوص إطلاق الاحكام …اذا لم يكن الدين هو الوطن وهو الأبناء فما يكون إذاً….اذا تفكرنا قليلاً فلن يكون دين أبداً بدون أوطان…الوطن مهم جدا للدين وليس العكس..الوطن هو المسكن والغذاء والصحة والتعليم عشان الناس تقدر تمارس عبادتها بحريه إن كانت عبادة مسلمة ،مسيحية ،يهودية أو غيره…
    أعتقد الكيزان عندهم فكرة زي دي وهي استلاب البلدان عشان يدخلو الناس المساجد رضو أم لم يرضو (وهم طبعا بيدخلو السوق)..الفكرة دي غلط كبير …يجب أن نجتهد في بناء الأوطان ..العبادة تاتي بهدوء وبدون إزعاج وشوفوني أنا المتدين الوحيد في الدنيا ..

  11. Why waste time learning, when ignorance is instantaneous?
    Bill Watterson
    Profoundly upset for the time wasted on reading this ?garbage?! This remark intended mainly to address our ?beloved? Al-Rakoba administration. We, as a regular and stable readers anticipate constant the highest level of reporting. Such a report copied from the (التيار) definitely we could not consider a ?professional journalism?. Hope we will be ?saved? in future from hogwash?

  12. رجعيتنا تتنافي مع مفهوم الدولة الحديثة…!!
    أرجعوا الي قراكم و النبحث عن الملك …!!

    لا فكاك من ( تشريع العقل الرعوي) و بنيته …فشكرا للأنقاذ و قادته الدموييون الذين جلبوا لنا البلاوي الي قلب المدن و عاصمة البلاد … حتي الموروث الاستعماري و الوميض الحضري لاذ و تحصن بهجرته …فلا حديث يعلوا فوق حديث (العسسكر بندرية) .. فجميع مؤسسات الدولة مرورا بالعسكرية أصبحت في مهب الريح فلا عجب ان تجد من ليس له صلة بها يتبختر باعلي الرتب و الوظائف تارة بالتمكيين واخري بألانتساب و النفعية و الارتزاق ..و انتجت لنا فئة من السياسيون لا يعرفون للدولة سبيل غير تكسبهم القبلي والأسري …!!

  13. يجب التريث قليلا بخصوص إطلاق الاحكام …اذا لم يكن الدين هو الوطن وهو الأبناء فما يكون إذاً….اذا تفكرنا قليلاً فلن يكون دين أبداً بدون أوطان…الوطن مهم جدا للدين وليس العكس..الوطن هو المسكن والغذاء والصحة والتعليم عشان الناس تقدر تمارس عبادتها بحريه إن كانت عبادة مسلمة ،مسيحية ،يهودية أو غيره…
    أعتقد الكيزان عندهم فكرة زي دي وهي استلاب البلدان عشان يدخلو الناس المساجد رضو أم لم يرضو (وهم طبعا بيدخلو السوق)..الفكرة دي غلط كبير …يجب أن نجتهد في بناء الأوطان ..العبادة تاتي بهدوء وبدون إزعاج وشوفوني أنا المتدين الوحيد في الدنيا ..

  14. Why waste time learning, when ignorance is instantaneous?
    Bill Watterson
    Profoundly upset for the time wasted on reading this ?garbage?! This remark intended mainly to address our ?beloved? Al-Rakoba administration. We, as a regular and stable readers anticipate constant the highest level of reporting. Such a report copied from the (التيار) definitely we could not consider a ?professional journalism?. Hope we will be ?saved? in future from hogwash?

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..