بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة

بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة :: الفلسفة والتفلسف مدخل لتشخيص الازمة السودانية ::- تمر علينا هذة الايام أحتفالات اليوم العالمي للفلسفة الذي حددتة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو للقناعة بأن الفلسفة قادرة علي الاسهام بشكل أساسي في تحقيق الرفاه الإنساني والتصدي للمسائل المعقدة ودفع عملية السلام قدماً اذ لا يختلف اثنان ذا خلفية فلسفية أو فكرية علي أهمية الفلسفة في بناء المجتمعات فهذة ملاحظات قد تصلح لأن تكون مدخل لتشخيص الازمة السودانية ؛ اولاً يتوجب علينا أن نميز بين الفلسفة والتفلسف ، فالفلسفة هي حاصل عملية التفلسف الذي تم تدوينة في الكتب والمراجع والاوراق التي تكأد ان تفوق الحصر والاحصاء أما التفلسف فهو عملية البحث والتسأول والقلق الداخلي بحثاً عن الحقيقة عن طريق التأمل العقلي العميق في الظواهر بواسطة الملاحظة الحسية المباشرة يكون نتاجها الفلسفة المدونة كحلول مقترحة واجابات تكون المشاريع الفلسفية داخل صياغاتها المختلفة للفلاسفة ائ ان الفرق بين الفلسفة والتفلسف مثل الفرق بين التفكير والفكر فاحدهما نشاط ذهني والاخر محصلتة وهذا الانتقال من التفلسف كنشاط ذهني وتسأل وبحث داخلي الي الفلسفة كمنتوج مدون لهذا النشاط يعد اللحظة التاسيسية للمشروع الفلسفي ثم تتبعة عملية هدم وبناء عن طريق النقد المستمر لضمان صيرورة تطور العمل الفلسفي والفكري داخل المجتمع المحدد لتؤدي الفلسفة دورها في قيادة المجتمع نحو التطور ؛ فبهذا نكون قد وضحنا أهمية الفلسفة كمنظر وعقل يقود المجتمع وارث بشري تم تدوينة وبين التفلسف كنشاط ذهني يتفاعل فية موروث الفرد الثقافي والفكري مع واقعة عن طريق التامل ؛ فمنذ ان دخلت الفلسفة الحياة العامة والجامعات السودانية لم نشهد فيلسوف سوداني قادر علي بناء نسق فكري متكامل يخاطب من خلالة جذور الازمة السودانية بل اقتصر دور الدارسين للفلسفة والمهتمين بها علي حفظ المدونات والكتب والعبارات الفلسفية المعقدة وترديدها دون الاهتمام بالكيفية التي بها تم انتاج هذة الافكار والمصطلحات ؛ فقد ترك لنا اسلافنا من النخب نوعين من المشاريع واحدة مستجلبة أو مستوردة من صياغات اجتماعية ومادية وثقافية مفارق لواقعنا تماماً وتكاد تصل الي حد الاغتراب واخري مادة خام وأفكار اولية لا تصلح للتطبيق ولا تصمد امام القديم او الحديث فهذة نوعين من الافكار التي يضج بها الفضاء العمومي السودني ، فبتنا في وضع خاوي يعاني من الازمات أما اليوم فحالنا اكثر ازمة لاننا لم نستطع حتي ان نقوم بما قام بة اسلافنا واقتصرنا مجهودنا في الشجب وارسال المزيد من اللعنات والسباب للنخب والعادات والتقاليد والمعتقدات متناسين دورنا وهاربين من مسؤلينا في تحديث هذة القيم لتلائم واقعنا واستعضنا عنها بقيم حداثة مفارقة لواقعنا وطوباوية فاصبحنا اكثر بعداً عن مجتمعاتنا ونحن نري قوي الظلام تقودها نحو الهاوية اذاً علينا ان نكف عن البكاء الطفولي الساذج والشجب المستمر وأن نقف عراة امام ازماتنا الراهنة وان ننتقل من فلاسفة نحفظ ونردد الفلسفة الي متفلسفين قلقين ومتاملين لتاقضات واقعنا من أجل بناء نسق فلسفي متكامل ووحيد نضمن بة ميلاد حقيقي للفلسفة السودانية والتي من خلالها نضمن حلول الازماتنا السالفة والانية ومن ثم نضمن للذاتية السودانية استغلاليتها الفكرية والتي تليها استغلالية سياسية وثقافية لنضمن لمجتمعنا دور فعال في تشكيل الثقافة الكونية واستمرارية داخلية يتفاعل فيها الموروث مع الحديث من اجل حداثة تنتمي الينا وليس حداثة ننتمي لها .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..