صفعة لترامب.. متى تسقط أسطورة الفيتو..؟!

شعور (نادر) بالانتصار، وارتياح حقيقي يسود شعوب العالم الإسلامي وغير الإسلامي أيضا، تجاه الموقف التاريخي لدول العالم في الأمم المتحدة يوم الخميس برغم تهديد ترامب الابتزازي السخيف بقطع المساعدات المالية من الدول التي تقف ضد القرار الأمريكي إلا أن الإرادة الأممية في هذه المرة حققت موقفا محترما أكدت عبره أن هذا العالم ليس ملكا للولايات المتحدة ولا هي سلع تجارية في مخزن رجل الأعمال ترامب يبيع ويشتري فيها على كيفه..
موافقة 128 دولة عضوا في الأمم المتحدة على مشروع قرار برفض إعلان ترامب بشأن القدس هي صفعة مؤلمة وقاسية تلقاها الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية.. لأن هذه الأغلبية الساحقة التي اعترضت على قرار ترامب تضم أقوى وأقرب الحلفاء للولايات المتحدة بل لو استثنينا إسرائيل نفسها وكندا مثلا فإن تلك الأغلبية التي وقفت ضد قرار ترامب ونصرت حق الفلسطينيين في القدس تضم جميع حلفاء أمريكا وأندادها الكبار وقفوا جميعهم ضدها.. أغلبية أممية تضم عظماء العالم ودوله الكبرى المحترمة التي اختار ترامب لنفسه وللولايات المتحدة الأمريكية الموقف الأضعف اخلاقيا وإنسانيا على الإطلاق.. الموقف الذي لم تنفع كل إغراءاته وتهديداته في استقطاب أصوات أية دولة ذات سيادة من فقراء العالم وهو يلوح لهم بورقة المساعدات التي تقدمها لهم الولايات المتحدة.
والآن وبعد أن بات واضحا للعالم بأسره أن السيد ترامب يدعم بقوة خط الإرهاب الإسرائيلي والتطرف الصهيوني بتقاطع تام وصريح مع جميع مبادئ الديمقراطية وقيم العدالة والحريات وحقوق الإنسان فإن العالم بأسره أو غالبية دول العالم يجب أن تكون الآن قد توصلت لقناعة بضرورة العمل على إصلاح مجلس الأمن الدولي والبداية تكون بتعديل البنود الخاصة بطريقة التصويت في مجلس الأمن الدولي في نصوص ميثاق الأمم المتحدة وإسقاط ما يسمى بحق الفيتو بشكل كامل لأسباب كثيرة أهمها تناقض وتقاطع فكرة حق الفيتو مع المبادئ الديمقراطية نفسها ومبادئ العدالة التي تتشدق الولايات المتحدة والدول الكبرى بها وتزعم أنها تريد بثها وإشاعتها في العالم.
والسبب الثاني أن الأعضاء الخمسة الفائزين في الحرب العالمية الثانية لا يمثلون الإرادة الدولية حاليا كما أن حق الفيتو يتيح لهؤلاء الأعضاء تعطيل طموحات أية قوى دولية جديدة في منافستهم على مقاعد الصدارة والقيادة في هذا العالم.
آن الأوان لأن ينتفض العالم ضد هذه الهيمنة الأمريكية وتنتفض الأمم المتحدة وتثور لتطوير آليات التصويت للقرارات في مجلس الأمن الدولي فلو كانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق الفيتو لإسقاط وإيقاف قرارات ومواقف من مجلس الأمن تجاه قضايا مختلفة فإن أكثر من خمسين بالمائة من المرات التي استخدمت فيها أمريكا الفيتو كانت لمنع وصول يد العدالة الدولية إلى إسرائيل ومنع مجلس الأمن من إصدار عقوبات وإجراءات ضد إسرائيل وحمايتها من المعاقبة الدولية في جرائم فظيعة ظلت ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني.. بما فيها اغتيالات مثل اغتيال الشيخ أحمد يس.
نجاح التصدي الأممي بالأغلبية الساحقة لقرار ترامب يجب أن يمثل حافزا لدول العالم المستضعف هذا لأن تبحث عن حقوقها بالعمل أولا على إسقاط أسطورة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ثم المطالبة بنقل مقار الأمم المتحدة ومجلس الأمن من الولايات المتحدة إلى دولة أخرى محترمة تحترم القانون الدولي وتحترم العدالة وحقوق الشعوب.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..