الإسلام لا يعبأ في قارورة السياسة

هل يمكنك وضع فيل في المنديل ؟ أو وضع باخرة عملاقة في كيس بلاستيك ؟
أسئلة بها الكثير من الفنتازيا و هي لا تختلف عن واقع الحل منذ نزول من ينتموا للتيارات الإسلامية للحياة السياسية و حاولوا جاهدين تضييق مفهوم الإسلام و اختزاله فقط في دولة إسلامية ، بل و نسفوا مفاهيم الديمقراطية و الرأي و الرأي الأخر باعتبارها نوع من الهرطقة ! و لا يسمح لأحد نقاشهم أو التصدي لأفكارهم التي أصابها الشطط في كثير من الأحيان إلي الحد الذي طالبوا بتطبيق حد الحرابة علي المتظاهرين و إهدار دم رموز المعارضة ، وبالفعل بدأت التصفية الجسدية لكثر من مناوئيهم و خصوصا الناشطين ومنهم جيكا و محمد الجندي و غيرهم كثير ، و نلاحظ اختلاف تكتيكي في التعامل مع المعارضة من النزول للشارع إلي التربص و التصفية ،
لقد انحرف عراب الدين عن مسارهم و تاهوا في دروب السياسة و أصبح الكذب لديهم مثل الماء و الهواء ، و إنكار الحقائق و المكابرة و إلصاق التهم بالآخرين شيء يسير ، ومن مستلزمات إقامة دولة الإسلام في نظرهم . الإسلام الذي أتي بقيم عالمية يستند إليها التشريع ليس كافيا في نظرهم بل يجب أن نسير علي خطي إيران ودولة الملالي حتى يرضوا … متناسين أن الإسلام عاش 14 قرنا قبل أن يوجدوا هؤلاء و سيعيش و ينتشر ما دامت الأرض تعج بالحياة .
شهوة السلطة و امتلاك السلاح الفعال لهذا الزمان ، وهو اللعب علي مشاعر الدين ودغدغة عقول البسطاء ، و وقعت مصر في المحظور وتولي من يدعوا أنهم أكثر إيمانا ، و صورة الرئيس التقي الناسك الزاهد الباكي ترافقه في كل صلاة ، و لكن لم تسعفه تلك الصورة كثيرا في إدارة بلاد تتهاوي بسبب انهاك النظام القديم لها ، وكان علي الشعب الانتظار ريثما يستخرج لنا الرئيس من جرابه مشروع النهضة الذي قام عليه 5000 عالم و ال 200مليار التي تغير حال مصر من دولة فقيرة الي مصاف الدول الغنية ، وكانت الصدمة كبيرة حين أيقن الشعب أنه يعيش أكبر كذبة في التاريخ ! و أن الرئيس المؤمن خدعنا جميعا ولا توجد أية مشاريع بل توجد دولة تلتهم من قبل فصيل واحد ، و أنصاره و أموال تستنزف ومقدرات تتآكل و هنا خرج الشباب غير عابئ بالموت لإنقاذ ما تبقي من مصرنا الحبيبة من فم الذئاب .

محمد خطاب
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..