عندما يستخير الإمام !ا

تراسيم

عندما يستخير الإمام !!

عبدالباقى الظافر
[email protected]

في يوم كرري نصح فريق من الأنصار الخليفة العايشي ان يهجم على الغزاة ليلاً في بوارجهم الحربية في نهر النيل.. الخليفة نام بالخيرة.. وفي الصباح اختار ان يهاجم العدو جهاراً نهاراً.. وكانت الخسارة الفادحة في كرري.
يوم السبت الماضي جمع الإمام المهدي الناس في بيته مقدماً لهم كتاباً جديداً.. وبين ثنايا التدشين رمى الإمام برؤيته الجديدة للمستقبل.. أمهل الحزب الحاكم حتى السادس والعشرين من يناير القادم للاستجابة لرؤيته في حكومة قومية .. أوضح الإمام ان لم يحدث هذا فإنه أمام خيارين.. الانضمام لمعسكر العنف للاطاحة بالنظام.. أو اعتزال العمل السياسي.
الإمام في حفله ذاك خرج عليه من اقصى المدينة رجل يسأل.. الشيخ عبدالباسط عبدالماجد وزير الثقافة في عهد الإنقاذ رمى بسؤال ماكر.. لماذا تقوم كل الانقلابات في حكومات على سدتها حزب الأمة الكبير؟.. ثم يروح الشيخ وسط استنكارات أهل البيت في العد.. حزب الأمة اسلم السلطة لعبود.. وجعفر النميري ابن الأنصار خطف الحكم من حزب الأمة.. والترابي صهر الأنصار قلب الطاولة على حكومة الإمام في يونيو 1989م.
لنكون صادقين مع الصادق.. ليس أمام الإمام غير التنحي.. ستكون كارثة ان كان الإمام يسعى بعد الثمانين لدورة جديدة من الحكم.. خيار المقاومة غير مجدٍ.. الإمام لم يعد للخرطوم بعد ثورة شعبية اطاحت بالحكومة العسكرية في الخرطوم..عاد رئيس الوزاء السابق إلى السودان بعد توافق جيبوتي وتراضي الخرطوم.. وقع عهود ومواثيق مع حكام الإنقاذ ثم خرج قبل صافرة البداية .. مشكلة التردد تجعل الإمام لا يكمل ابداً مشروعاً سياسياً.
إذا ما أراد الإمام مناطحة الإنقاذ..اين القاعدة التي يستند عليها.. حزب الأمة امسى الآن كيانات صغيرة.. طوائف تلعن كل طائفة اختها.. الحزب الذي يرأسه الإمام يرضع من ثدي الحكومة.. مثله مثل الحزب الحاكم.. حتى أبنائه أصبحوا موظفين في الحكومة.. سيخطىء المهدي الحساب ان افترض ان الإنقاذ قد اصابها الكبر.. وان سانحة الانفصال ستكون أفضل وقت للمنازلة.
رغم هذه الحجج.. الإمام يفكر الآن في خيار واحد.. يريد السيد الصادق ان يخرج من البلاد كما خرج أول مرة في تفلحون.. لهذا اختار الإمام السادس والعشرين من يناير لحسم خياراته.. عينه على إرث جهده الذي حرر الخرطوم في ذلك التاريخ.. كان بامكان الإمام ان يختار موعداً اقرب لخياراته المستحيلة.. اقرب مناسبة لتكون الحد الفاصل هو عيد ميلاد الإمام.. درج الإمام على الاحتفال بعيد ميلادة في ليلة الكريسماس.. وفي تقديري كانت ستكون سانحة طيبة ليعلن الإمام خروجه من الملعب السياسي الذي ولجه قبل أكثر من أربعة عقود بالتمام والكمال.
ربما افضل وقت يستريح فيه الإمام هو التاسع من يناير القادم.. يوم يصبح السودان سودانيين.. هذه مناسبة جيدة للإمام (ليحرد) السياسة.. سيخلد اسمه في التاريخ.. لن يذكره الناس كسياسي فاشل بل سيعلق في الذاكرة كرجل اتخذ موقفاً وطنياً في الوقت الصحيح.
أخشى ان يرتكب الإمام خطأ جديداً .. يختار العنف في الوقت الخطأ.

تعليق واحد

  1. كيف يعني خيار المقاومة غير مجدي ؟؟؟ ما قادر أفهم !! هل قصدك غير مجدي للصادق ولا لكل الشعب السوداني ؟؟

  2. أرجو من كاتب المقال أن يفهم أن الإمام و حكيم الأمة السيد الدكتور الصادق عندما تؤرقه هموم الوطن و يسعى لحلها و يطرح الإطروحات لتجاوز المشكلات المستعصية التي تسبب و يتسبب في خلقها المؤتمر الوطني الذي ادخل البلاد في وضع لا تحسد عليه و عرض أمنها و سلامتها بل وكينونتها لخطر محدق لا يخفى على أحد في السودان او خارجه ,عندما يقوم الإمام بكل ذلك يا ظافر فانه لا يطلب السلطة ولا يلهث وراء دورة حكم جديدة و لكنه يمارس دوره الوطني و يواجه أنانية الحزب الحاكم الذي فضل البقاء في الحكم على وحدة و سلامة البلاد !
    إن كان للكاتب من نصح فليقدمه لهبنقة و صحبه ممن يتدثرون بالسلطة طمعا و خوفا !! الإمام ليس في حاجة لمثل هذه (النصائح) الفطيرة التي تضمر في داخلها الإستهزاء و التطاول على أكبر حزب في البلاد !!

  3. عدائكم قديم مع (الديمقراطية) و الصادق المهدي ياناس (الوان) ، تلك الجريدة الصفراء التي كانت تبث سمومها وبذاءاتها في ذلك الزمن (الجميل) والذي اتاح لكم كل تلك المساحات من (حرية تعبير) فاستغليتموها اسوء استغلال … روجتّم و مهدّتم لقدوم هذا (النظام) والذي رمى بصحيفتكم و (الراية) في (الجُب) ، واسكت صوتكم القبيح ذاك ولعله افضل ما فعل ..
    الصادق المهدي اتخذ طريق المقاومة (السلمية) ، حتى يجنب البلاد ما لا تحمد عقباه ، وهو غير عائد (للعنف) ، الصادق المهدي يا ظافر ليس بحاجة لنصائحكم ، هذه النصائح كان الاجدى بك ان تقدمها لـ (نظامك) المتخبّط و المحتاج هذه الايام بالذات لـ (نصائح)
    و كان عليك ان تتحدّث بذات لغة هذا المقال عندما كتبت مقالك الضعيف (سيدي لهذا نحن نخجل) ..
    الم تخجلوا مما كنتم تفعلوه وفعلتوه في (الوان) .. والآن وانتم تداهنون (الحكام) ؟؟؟
    لماذا لا تكتبوا الآن كما كنتم تكتبون ايام الديمقراطية ؟؟؟

  4. طيب ياسيدى على عينا ورأسنا ننام كده لحدى مانلقى حدود السودان من الغرب فى فتاشة ومن الشرق فى مدنى ومن الجنوب فى جبل أولياء ومن الشمال فى الجيلى لان مصر تكون قد كوشت على الباقى بعد حلايب لك الله يا وطنى لك الله ياوطنى لك الله ياشعبى من البياعيييييييييييييييين

  5. منذ كنت الوانياً ( صاحب حسين خوجلي) وأنت صاحب موجدة على الإمام.. أنت ورفاقك في ألوان من سعي لتشويه شخصية رجل فكر في قامة الصادق المهدي .. لكن الحق قديم وسيعلم الذين شوهوا الحقائق أي منقلب ينقلبون.

  6. اولا نؤكد ان الايام والسنين لم تغير فى تفكيرك شئ بل الشاهد عليك وهو مقالك الذى افتقد كل شئ بل عبر عن حالة زرعها ذلك النظام المطبوخ وهو زرع اناس مثلك ليزيدوا من حالة البؤس والخواء الفكرى التى يعيشها وطنى هذه الايام العصيبة الامن اشراقات الامام التى اخسب اننا فى احوج واعقد الظروف التى ننحتاج فيها الى المفكرين واصحاب الحكمة والتجربة و الا من يفكر لنا بعد ان اقعدنا النظام المتأسلم وافقدنا كل شئ ز الشاهد كما اجمع علماء الاجتماع بأن النظام الشمولى تكون مخرجاته كالاتى :
    – ضعف وعدم قدرة على التفكير الصحيح ( ومثاله واضح من شخصك )
    – تدهور المنظومة القيمية وضعف واضح فى المجال الاخلاقى والوازع الدينى .
    – انكفأ الانسان على نفسه حتى تصبح المصلحة الشخصية هى الاهم .
    – تراجع دور المؤسسات المدنية واعلاء شأن القبيلة .
    – ضعف مخرجات النظام التعليمى .

  7. قل الدكتور الصادق قال….دكتور كلاااااااااام ساكت ودكترتو دى مانافعة بى اى شى….سيك سيك من الستينات والزفت دة

  8. يا أستاذ عليك امان الله هو زاتووووووووووو ما بيكون مصدق الكلام القالوا
    دا …… بكرة بتسمع انه ناس الحزب يرفضون توجه الامام ….. وطبعا ناس الحزب
    هو برااااااااااااااااااه…..

  9. ياها حليمة الكيزانية وياها عادتها القديمة
    لم تتعلموا شيئا ولم تستفيدوا شيئا
    كوز إنقاذي
    لا يعنيه بلد ولا دين ومبلغ طموحه السلطة الزائلة والمال الحرام
    فبئيس ما أخترت يا خاسر
    وبئيس تربية ألوان المقبورة
    الأتقياء العقلاء قلوبهم على بلدهم ودينهم
    ولكنك – ياخاسر – مكانك سر
    لا ترى ولا تسمع ولا تعى
    فلبئس ما سنته ألوان الملعونة
    وللسوء الحال الذي أنتم فيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..