السياسة الدولية والمعارضة السودانية

للمرة الثالثة اعتذر للقراء وللاستاذ احمد أمين على الاشارة الى ماظننته جزء من خطاب اوباما الوداعى ، وماا تضح انه تصور لكاتب عربى عما كان يجب ان يقوله ، ممثلا للسياسة الامريكية الحقيقية . ولكنى اقول للاستاذ أحمد مارايك فى المواقف الاخيرة المسربة عن اتفاقات بين الحكومة السودانية وكافة اطراف المجتمع الدولى ؟!
اليك ماتسرب من حقائق :
– اتفاق بين الحكومتين السودانية والامريكية ، على رفع العقوبات الاقتصادية مقابل التعاون فى محاربة الارهاب ! وهو امر عليه من الادلة الكثير . منها اعلان حكومة السودان عن عودة التعاون الامنى بين البلدين ، وهو لم يتوقف اصلا على قول الكثيرين من اصحاب السلطة والعلم . ثم تصريحات البشير بقرب تحسن الحالة الاقتصادية ! وهو امر ، ان حدث ، فلا سبيل له غير مد “القرعة ” للخارج ، اذ انه ليس هناك تغير متوقع فى السياسات الاقتصادية او محاربة الفساد او ايقاف الصرف البذخى على الامن ودولاب الدولة .
– الاتفاق مع الاتحاد الاوروبى على مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ! فائدة الجانب الاوروبى من الاتفاق واضحة ، فماذا تستفيد دولة البشير ؟ الامر ايضا واضح لمن يريد ان يرى : الضغط على المعارضة لتوقيع خارطة امبيكى ، وبالتالى المكاسب التى لاحصر لها للسلطة .
– منح الصين اراضى بالجزيرة وغيرها مقابل الديون التى اغرق بها السودان . بل وصل الامر الى تهريب العقارب الذهبية ، وماخفى كان اعظم !
– روسيا تدافع عن السودان بكل ماتملك من امكانيات دولية ، مقابل منح تصديقات للتنقيب عن الذهب والمعادن بشكل عام وتوسيع التجارة .
– قطر ودول عربية اخرى تاتى بالانقاذ الدولارى من وقت لآخر ،مع علمها باكثر من اى جهة اخرى بالوضع الامنى فى دارفور ، والدليل الغاء الذهاب للاحتفال بالنهاية السعيدة لمخرجات اتفاقية الدوحة ” المغلقة ” ! ومع علمها بمافعلته حكومتها الحليفة ، على الاقل من خلال شهادة العصر ، ان لم تكن فى الاصل على علم باكثر منه ، والتى اكدها شاهد اخر على العصر ومن اهلها : الدكتور على الحاج ، الذى قال ان ماقاله الترابى حول محاولة اغتيال مبارك “صحيح ” !
– واخيرا الاتحاد الافريقى ،صاحب شعار ” شيلنى ? الليلة ? واشيلك ? بكرة ? لما يجى الدور على ” !
فيا صديقى احمد : ماذا تتوقع من مجتمع دولى هذه هى مواقفه الحقيقية ؟
والآن : تجتمع فصائل نداء السودان بباريس باجندة رائعة : تحديد الموقف النهائى من خارطة امبيكى ، الاتفاق على الهيكلة ” وارجو الاتكون هذه ام المصائب ” كما حدث لطيب الذكر التجمع وماكان سيحدث لوريثه فى الداخل لولا ابتعاد مدمنى الهيلكلة فى الوقت المناسب ! ثم ? وهذا احسن مافى الامر لوحدث ? لم اطراف المعارضة على برنامج الحد الادنى ، وهو امر يصبح فى غاية السهولة لو اتفقنا على انه يجب ان يكون : ازالة النظام الموجود . وايضا فى الاجندة : اكمال تصورات مابعد الازالة ، وهو امر مهم جدا لاقناع الجالسين على الرصيف .
اتمنى لنداء السودان النجاح فى تحقيق الجزء الاعظم والاهم من اجندته ، الذى ارجو ان يكون عدم الرضوخ لضغوط مايسمى بالمجتمع الدولى ، اذ انه لاوجود حقيقى له كمجتمع ، وبدء الاعداد الحقيقى للانتفاضة بما طلبناه فى مقالنا السابق ، الذى لم يرض استاذنا احمد ، وهو موجود بالفعل فى اجندة باريس .
عبدالمنعم عثمان
[email][email protected][/email]