كفانا ضياع

ايها الشعب السودانى البطل …… كان هذا مطلعا لبيان مقررا يوميا كتب علينا ابان ايام الانقاذ الاولى وهى عبارة عن مجموعة خطب نسمعها يوميا عقب نشرة السادسة والنصف صباحا من فخامة الرائد لسان الثورة والناطق باسمها فلم يقتصر لسانه على الاحياء فقط وانما حتى الاموات منهم ناسيا ومتناسيا حديث المصطفى (ص) والذى فى ما معناه ان الرجل يقول الكلمة ولا يلغى لها بال فتهوى به سبعين خريفا فى نار جهنم والعياذة بالله ؟ وابان الغذو العراقى على الكويت كان هذا موسما ناجحا لفخامته فاذدادت مقالاته واخذ يقذف حكام بعض الدول العربيةالتى وقفت الى جانب الكويت و من بينها دولة قدمت الكثير للسودان ووقفت الى جانبه كثيرا الا وانه تناسي كل هذا ولم ينتبه للاذي الجسيم الذي قد يسببه لشعب السودان باكمله وبالفعل عقب اطلاقه هذه السموم القذرة عبر ميكروفون الاذاعة السودانية مباشرة تم اعفاء الاف من الكفاءات التى كانت تعمل فى هذه الدولة بسبب هذه الكلمات الجارحة التى وجهها لراس هذه الدولة الشقيقة وبما انه لاتذر واذرة وذر اخري الا ان اهل هذه الدولة وهم احرار فى رايهم ربما كانوا يؤمنون فقط بنظرية نابليون الشهيرة (الخير يخص والشر يعم ) وبما ان هؤلاء المفصولين لهم اصدقاء وزملاء فى العمل ومن شتى الدول والذين تاثروا لحالهم كثيرا فتقدموا بمذكرة احتجاجية لاصحاب القرار ولكن بكل اسف تم الرفض وجاءت الاجابة بانه قد سبق السيف …….واصبح موظفون و رؤساء اقسام تلك المؤسسات فى عالم التشرد وبين عشية وضحاها بدون ماوى ومصدر رزق وغاب اطفالهم عن المدارس وكل هذا بسبب هذه الكلمات القليلة فى عددها والكبيرة فى معناها والتى ارتفعت بها الرتبة العسكرية لفخامة الرائد ليصبح فخامة المقدم وضاع هؤلاء الشرفاء .فهل انت سعيد ايها المقدم وهل تتذكر تلك الفترة التى كنت فيها حارسا امينا لهذه الثورةولازلت تدافع عنها وتغض الطرف عما تراه من ظلمات ولم تبخل بلسانك هذا غير مباليا بما تقوله حقيقة كان ام خبالا وهل انت مرتاح الضمير وانت تري الظلم والقتل والفساد يستشري كالهشيم و لم تحرك ساكنا .عاشت الثورة وعاش الشعب والله اكبر والعزة للسودان هكذا كنت تقول وحتما اننا سوف نقول كما قلتم يا فخامة المقدم القادم عبر لسانه الى رتبة اللواءو الذي ابقى الملايين فى منازلهم ولكنه حتما سيبقيه فى نار جهنم .
حسن السنهوري
[email][email protected][/email]