برلين بين المناورة والمساومة تتمخض إنتفاضة..!

وتجدر بالإشارة هنا أن هنالك خطوات صائبة ،إتخذتها الجبهة الثورية السودانية ،منذ تكوينها إلي يومنا هذا ..في أخذها إسلوب الحوار كمبدأ أساسي.. بحيث تمثل خطوة جريئة تصب في الإطار السليم حواراً ثم وثيقة وأنها متلازمة تراتيبية موفقة لامحال، في تبنيها أسلوب الحوار كأحدي الوسائل المتاحة ،،وكان بالإمكان صياغة هكذا النوع من السياسة الرشيدة منذ فترة طويلة،علماً أن السياسة الرشيدة دوماً تتسم بالمرونة والجرأة وخاصة في أخذ نمط الإنفتاح وعدم التقوقع في إطار ضيق والتشافف مع جميع ألوان الطيف السياسي المعارض،علماً بان الوطن في أمس الحاجة إلي تحركات حقيقية ذو مصداقية تؤدي إلي تكوين مشروع وطني عريض يبني علي توافق جمعي وفق رؤي قومية أكثر وضوحاً،وذلك من اجل تجاوز إخفاقات السنوات الماضيوية والوصول إلي مخرج حقيقي للوطن..يضع حداً للمآساة الإنسانية الماثلة الآن..في كل من جبال النوبة والنيل الأزرق، ودارفور.. التي تمثل فوضي خلاقة لم تحدث في تاريخ البشرية..أنتهجها نظام الإنقاذ،منذ ميلادها المشؤوم في العام 89م إلي يومنا هذا،،فاصبح الواقع الجيوسياسي يشوبه الغموض وضبابية الرؤية،حيال حالة التحايل والمحاصصة وعدم الإعتراف بالأخر حتي يستشعر بأن يكون آخر..وبات ديناميكية التجاوزكثقافة سياسية ممارسة في وضح النهار..ولاندري أن هذا النمطية يطيل من عمر النظام ..إضافة إلي أنه يزيد من معاناة شعبنا المغلوب علي أمره..وبإمكانك أن تلحظ هذه الوضعية المختلة في حجم الإنتهاكات اللإنسانية،ضد المدنيين العزل وصلت إلي أية مستوي، إنها حالة يرثي لها،يوماً بعد يوم، من السئ إلي الاسؤا،والنظام الإرهابي مايزال يتمشدق في السلطة ويقيم إنتخاباته المزيفة معلومة النتائج، يقيمها علي جماجم الأبرياء من جماهير شعبنا.. لايهمه معاناة الشعوب وعذاباتهم وإغتيالاتهم وإبادتهم وجوعهم..لانها تمتلك دواعش أمثال مليشيات الدعم السريع ..التي لا تآبه بأرواح البشر وممتلكاتهم وحتي أعراضهم..
فالسودان يعد من النمازج السيئة في العالم..دولة لاتحترم المواثيق والعهود الدولية ،دولة رئيسها مطلوب دولياً والمحكمة الجنائية خير شاهد..وبادلتة الدامغة صدرت عدة مذكرات بشأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقعت..ولكن دون جدوي هكذا تطوي ملفاتنا في حال تقاطعها مع مصالح الآخرين..قد لايؤرقنا هذا كثيراً ،فقط الذي يجب أن يهمنا ويؤرقنا أكثر هو أن تكتمل حلقة التعاضد العضوي والوجداني لدي الشعب السوداني..لذلك في هذه اللحظات ..حسب رأي المتواضع أري أن أي تحرك سياسي إن وجد يجب ان يصب في الإطار الصحيح والسليم ،حتي نضع النقاط في الحروف وذلك للتتضيق علي النظام وزيادة الخناق عليه بشتي السبل ومحاصرته،،وبما أن هذه من ضمن أولويات الجبهة الثورية في الوقت الراهن،إلا أننا نطالب بالمزيد،لذا نحن آملين أن تشرق شمس الحرية في القريب العاجل والشعب في حالة من الترقب والإنتظار بمتابعته وسائط الإعلام بين الحين والآخر..يود أن يسمع عن توقيع وثيقة او أعلان سياسي،بما أن الشعب الآن ملاء جراء سماعه مثل هذه الأسطوانة المتكررة، إلا أنه يترقب المزيد،وعلماً أن كل هذه الوثائق بكلياتها تهدف إلي تحقيق حالة من التوافق والتراضي الوطني ،لذا كانت الجولات الماكوكية بهذا الشكل الكنتوري،بداءاً من العاصمة الفرنسية باريس والذي سمية بإعلان باريس ومروراً بإعلان برلين،علي الرغم أنها كانت نتاج لنفس الحوار المتواصل والمضني ..السمة التي تميزه عن الوثائق الأخري بأنها تهدف إلي جمع الفرقاء السودانيين عبرة وسيلة الحوار، وأنه حراك جيد ،مما خلق حالة من التفاهم بين ضفتي المعارضة المدنية والمسلحة،والذي يعتبر أول أعلان سياسي إتخذ الحوار كمبدأ أساسي لحسم قضايا الوطن والمواطن، وهذا ينم عن تفهم حقيقي للواقع،،الشي المهم أمل الشعب الآن كبير جداً في الجبهة الثورية ويتمني أن تكونوا في خندق واحدة..بدلاً عن دفن الرؤوس في الرمال، لذا تعتبر أعلان برلين السياسي، من الوثائق التاريخية المهمة إلا أنها تقف أمام تحدي حقيقي تواجه القوي، التي وقعتها وذلك لانها تتضمن شروطين وهي إلغاء ترتيبات الإنتخابات وإلغاء التعديلات الدستورية وبالإضافة إلي إرتباطتها بفترة زمنية قصيرة تنتهي..في حال إصرار النظام، علي قيام الإنتخابات في موعدها،وعدم إلغائها للتعديلات الدستورية.
والتحدي الآخر سوف تتضح وهي في ظل تمادي النظام علي إقامة الإنتخابات في موعده وهذا الإحتمال هو الارجح .وهذا مما يؤكد غباء النظام في إصراره علي قيام الإنتخابات بإعتبارها إستحقاق دستوري وبالإضافة إلي الحوار الوثبوي ممايفضي بالتفاوض علي طاولة النظام،النظام يحلم بقيامها في الخرطوم .وهذا المنطق لايقبله العقل.
ومن الأشياء الحساسة وذات أهمية قصوي في هذه اللحظات المهمة من تاريخ السودان هي وحدة وتماسك الجبهة الثورية إضافة إلي القوي الأخري النشطة..وهذا يعني أن هنالك مسئولية تاريخية وهي تقع في عاتق الجبهة الثورية كتنظيم وحيد ظهر في الساحة السياسية السودانية..بلا منازع .. أولاً توحيد رؤيتها الداخلية حتي لاتكون هنالك أصوات نشاز.. كي لاتتمظهر تناقض داخل الجبهة لان رؤاهم يجب أن لاتبدو مختلفة ومتقاطعة ويجب أن يتوافقوا علي خط سياسي واحد افضل من التقاطع في الخطوط.. حتي لا تظهر من خلاله الهشاشة البنيوية لهذا التنظيم العملاق.. الذي علق الشعب آماله العراض فيه ..ومن ثم بعد ذلك يجب الإستعداد للتحدي ألاخر ..التي تمثل من صميم مسئوليات الجبهة الثورية ،قوي الإجماع الوطني ،القوي المدنية وحزب الامة ،وهي كيفية إظهار مقدراتهم الذاتية في تحريك وتعبئة الشارع السوداني وتنفيذ خيار إسقاط النظام وحملة أرحل لمقاطعة الإنتخابات وفق وسيلة الإنتفاضة الشعبية ،حتي تكون هنالك إنتفاضة حقيقية.. ياحبزا لو أصبحت محمية بالسلاح،علماً بان الشعب السوداني الآن في أمس الحاجة إلي حراك ثوري لتغيير حقيقي عبره يمكن التخليص من هذا النظام الشمولي والدكتاتوري،وإقامة حكومة إنتقالية تكون المواطنة فيها علي أساس الحقوق والواجبات ومن ثم الشروع في إقامة إنتخابات حرة ديمقراطية ..ولكن الشي المؤسف أن هنالك عقبات حقيقية تقف أمام نجاح الإنتفاضة الشعبية،وهي حالة اليأس الذي يعيشه الشارع السوداني في عدم وجود لقوي حقيقية مؤثرة، إلا ما ندر كي تتبني عملية الإنتفاضة وتعمل علي تحريكها وترتيبها وتنظيم مسارها وذلك لان هذا النظام نظام دموي متعطش للدماء والقتل..لذلك هذا يحتاج إلي محاصرته من عدة جوانب.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..