كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في تأبين الحبيب صديق شقدي – السبت 26 مارس 2016م.

كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في تأبين الحبيب صديق شقدي – السبت 26 مارس 2016م.

بسم الله الرحمن الرحيم

تأبين الحبيب صديق شقدي

أولاً: الموت ليس نهاية، فبعده يجازى الصالحون بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وبعده تقام للراحلين تماثيل معنوية على حد قول إبراهيم عليه السلام (واجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِيْن) بمعنى الذكر الطيب، لذلك قال الحكيم:
مات قومٌ وما ماتت مآثرهم وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُ

ثانياً: كان الفقيد كبير أسرة آوت أسرتنا في ظروف الضيق، وفيها يعرف الوفاء كما قال الحكيم:
دعوى الصداقة في الرخاء كثيرة بل في الشدائد يعرف الأخوان.

ثالثاً: بعد محنة دولة الاحتلال مر على البلاد ثلاثة من حكومات الطغيان، وثلاثتهم استهدفوا كياننا لأنه صاحب الشرعية التاريخية، والشرعية المعنوية، والشرعية الشعبية، فما أجريت انتخابات حرة نزيهة في البلاد إلا كان هذا الكيان السياسي الرقم الانتخابي الأول، وحتى في الانتخابات الأولى أخفى توزيع الدوائر غير العادل كثرتنا الشعبية العددية. وفي كل تلك الانتخابات كان للمرحوم بلاءاً حسناً باذلاً في سبيل النصر كل طاقاته وطاقات أسرته وأصدقائه.

رابعاً: كيان بهذه الصفات كرس الطغاة في عهودهم الثلاثة جهداً كبيراً بالوعد والوعيد أن يستقطبوا زعماءه لينالوا شيئاً من شرعيته. وكل من صمد في وجه هذا الوعد والوعيد من ركائز كياننا في وجه العهود الثلاثة يستحق أن ينال وسام الجهاد المدني ويلقب رائد جهاد مدني.

خامساً: وكان كريماً مواصلاً تقاليد والده بشوشاً في استقبال ضيوف الكيان على سنة إنسانيات أهل السودان: لاقيني ما تعشيني، ولكنه جمع بينهما: بشاشة الاستقبال ودسم الموائد.

سادساً: وواصل تقليد والده في رعاية وعمارة المسجد من مصلين وإمام وحيران مستحقاً لثواب من يعمر مساجد الله.

سابعاً وأخيراً: منطقة الجزيرة ذات وزن كبير في الوطن، وترشح أن تقوم بواجب مهم إن رد النظام الأمانة للشعب، وأجريت انتخابات عامة حرة. أو إذا أبى النظام واستكبر فإن لها دوراً مهماً في الانتفاضة الشعبية توأم أكتوبر 1964م، ورجب أبريل 1985م، رواد الانتفاضات الشعبية في المنطقة.
لقد شهدت المنطقة بعض اختلافات بين جماعتنا، أرجوكم تقديراً للواجب المحمول على أكتافكم أن تعملوا على تجاوزها بسرعة ومهما كبرت الاختلافات فإن حسن النوايا والاحتكام للقرار الديمقراطي هما خير وسيلة للحسم، فمن تخلى عنهما ليس منا: إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح.
فأرجو بمناسبة وداع الحبيب الراحل إلى مثواه الأخير أن تجددوا جميعاً العزم على تجاوز تلك المرحلة فإن الواجب الذي ينتظركم كبير وجسيم، ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، ولكن كل من سار على الدرب وصل، والمطرودة ملحوقة، وسيعلم الغاصبون أنا سنلقى الحادثات بأنفسٍ كثير الرزايا عندهن قليل..
والسلام عليكم جميعاً
مع الدعاء بالرحمة للراحل، وبحسن العزاء لأهله ولنا أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وتعالي وبركاته..

تعليق واحد

  1. فضيلة الامام
    سيادة السيدّ/ الصادق المهدي
    احسن الله عزاؤكم في الحبيب الشقدي والبركه فيكم وفي الاوفياء
    من ابناء الوطن المخلصين ؛وانا لله وانا اليه راجعون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..